تشهد عدة مناطق بولاية الطارف و خاصة مدينة القالة الساحلية، هذه الأيام، تذبذبا كبيرا في تلبية حاجيات المواطنين و المصطافين من مادة الخبز الأساسية، وصلت في بعض الفترات إلى حد الندرة، بالشكل الذي أرق يوميات المصطافين و المواطنين على حد سواء، حيث باتت الكميات التي تنضج تنفد مع الساعات الأولى للصباح، في الوقت الذي تعرف فيه المخابز طوابير للظفر بقليل من الخبز لسد الحاجة. و ذكر بعض المصطافين «للنصر»، أن مادة الخبز باتت غير متوفرة في الأسواق و تنفد مبكرا من المخابز، ما يدفعهم للنهوض فجرا لاقتناء حاجياتهم، فيما اضطر آخرون للتنقل إلى المناطق و البلديات المجاورة لجلب الخبز ، مشيرين إلى أن أزمة الخبز باتت تثير متاعبهم، حيث أنه و في غالب الأحيان، يتعذر عليهم الحصول على مادة الخبز الذي تعرض كميات منه على الأرصفة، ما أجبرهم على تغيير طبيعة نمطهم الغذائي باٌقتناء العجائن لتحضير وجباتهم اليومية. في حين أوضح بعض أصحاب المخابز، بأن نقص كميات الخبز، مرده إلى ارتفاع حدة الطلب في هذا الفصل، مع عودة النشاط للفنادق و الإقامات العائلية و المطاعم بعد حالة الركود التي شهدها موسم الاصطياف السنة الفارطة، بسبب تفشي جائحة كورونا، فضلا عن تزايد عدد المخيمات الصيفية و العائلية و التي معها باتت المخابز عاجزة عن توفير كل الطلبيات للمصطافين و المواطنين، إضافة إلى ذلك غلق بعض المخابز أبوابهم، في هذا الوقت، للقيام بأشغال الصيانة و دخول آخرين في عطلة سنوية، لكون أغلب عمالها ينحدرون من الولايات الداخلية و الذين لهم ارتباطات عائلية خاصة، أين يفضل أغلبهم الخروج في إجازات سنوية في هذا الوقت. علاوة على ذلك، أرجع خبازون أزمة الخبز إلى ضعف طاقة الإنتاج للمخابز التي تشتغل بأقل من قدراتها و كذا نقص تموينهم بمادة الفرينة، حيث تراجعت الكميات المخصصة لهم إلى أقل من النصف و أحينا يحرمون من التموين بالفرينة لعدة أيام ما أدى البعض إلى تعليق نشاطهم اضطراريا، ناهيك عن مشكلة نقص العمالة المطروح حدة و الانقطاعات المتكررة للتيار الكهرباء التي تتسبب في غالب المرات في أزمة كبيرة للخبز. زيادة على تعليق مخابز لنشاطها دون إشعار مسبق و ترخيص من الجهات المعنية و غيرها من المشاكل التي يقول بعض الخبازين بأنها انعكست سلبا على مردودية نشاط المخابز و تأثر طاقتها الإنتاجية في تغطية حاجيات السوق من مادة الخبز و هي وضعية لا تختلف كثيرا، حسب محدثينا، عن مخابز المناطق النائية الأخرى عبر الولاية التي ينفد بها الخبز مبكرا لضعف طاقة الإنتاج اليومي و نقص التموين بالفرينة، ما فتح الباب واسعا للمضاربة بهذه المادة في السوق السوداء. و يطالب أصحاب المخابز من الجهات المعنية بتزويدهم بالحصص المطلوبة من الفرينة و معالجة مشكلة إنقطاعات التيار، بما يسمح بتوفير الخبز بالكميات المطلوبة أمام المواطنين في كل الأوقات و الحالات . فيما قالت مصالح التجارة، بأنها تعمل بالتنسيق مع ممثلي الخبازين و ديوان الحبوب و البقول الجافة و المطاحن، على التكفل بمشاكل الخبازين، خاصة ما تعلق بتوفير الفرينة و لو أن المصالح المعنية قللت من شأن أزمة الخبز بمدينة القالة التي قالت بأنها متوفرة و أن الأمر مرتبط بالعرض و الطلب أمام التوافد الكبير للمصطافين على المدينة في هذا الموسم الصيفي . و رغم ذلك، أكدت المصالح المعنية على أن إجراءات مستعجلة اتخذت للنظر في المشكلة و إيجاد الحلول لتوفير الخبز للمواطنين و المصطافين بالكميات اللازمة يوميا و ذلك بمضاعفة حصة الخبازين من الفرينة و تشكيل لجنة للسهر على متابعة وضعية تموين السوق بالخبز، من أجل التدخل لمعالجة أي طارئ يتعلق بنقص أو تذبذب في توفير هذه المادة الأساسية التي يبقى الطلب عليها كبيرا سواء من المصطافين أو المواطنين .