شهدت عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا المنظمة أمس من طرف مديرية الحماية المدنية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين من مختلف الفئات العمرية، مع تسجيل حضور لافت للشباب، حيث ستتواصل لأيام أخرى عبر 6 نقاط بكل من بلديتي الخروب وابن باديس. وطبقا لتعليمات المديرية العامة للحماية المدنية، المتضمنة توجيهات وزير الداخلية والجماعات المحلية وتحت إشراف والي قسنطينة، من أجل مجابهة الجائحة، نظمت مديرية الحماية المدنية عمليات تطعيم ضد فيروس كورونا باللقاح الصيني «سينوفاك»، سبقتها مبادرات تحسيسية من طرف أعوانها، وذلك من خلال استغلال سيارة اتصال استغلت منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، في إعلام سكان الوحدتين الجواريتين 18 و20، عبر مكبر صوت، بأنه تم تخصيص متوسطة أحمد ثنيو وثانوية بولشفار من أجل تلقي اللقاح، مع توعيتهم بضرورة تلقي التطعيم من أجل مواجهة الفيروس. وجابت السيارة مختلف أحياء وشوارع الوحدتين ما ساهم في ارتفاع عدد المقبلين على اللقاح تدريجيا، حيث كان التجاوب كبيرا من طرف سكان الوحدتين وحتى بالنسبة للقاطنين خارجهما. وخصصت مصالح الحماية المدنية سيارتي إسعاف في كل مركز، إضافة إلى فريق يتكون من أعوان وممرضين وأطباء، ساهموا في التنظيم الجيد للعملية. وتواجدت النصر بمتوسطة أحمد ثنيو بالوحدة الجوارية 18، حيث كان الإقبال محتشما في الساعات الأولى، ولم يزد عدد المنتظرين عن 30 شخصا عند الساعة التاسعة والنصف، ليرتفع شيئا فشيئا ويفوق 200 شخص بعد منتصف النهار، عقب تكثيف الدوريات التحسيسية بأحياء الوحدة الجوارية. وبعد ارتفاع العدد قدم المنظمون لكل شخص ورقة عليها رقمه، بحيث خصص بهو المؤسسة للملتحقين حديثا، بينما تتسع قاعة الانتظار لحوالي 30 مواطنا، كما خصصت قاعة لتقديم اللقاح وثالثة تستعمل للمراقبة الطبية بعد التطعيم للتأكد من سلامة الملقحين. وعاشت ثانوية بولشفار في الوحدة الجوارية 20، نفس الأجواء، حيث تواجد عشرات المواطنين في بهوها ينتظرون دورهم، وهم جالسون على مقاعد وضعت بشكل متباعد، فيما خصصت قاعة كبيرة لتلقي اللقاح وأخرى للمعاينة بعد التطعيم. وعرفت العملية تجاوبا كبيرا من طرف المواطنين، الذين التحقوا بالمؤسستين مباشرة بعد علمهم بالحملة، حيث كان العدد يرتفع بمرور الوقت، فيما كان المتوافدون من مختلف الفئات العمرية، حتى أن فئة الشباب سجلت حضورها بقوة، خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 45 سنة، كما عرفت العملية التحاق عائلات تتكون من 4 إلى 5 أفراد دفعة واحدة. تحدثنا مع مراد، وهو موظف يبلغ من العمر 53 سنة، بدا مرتاحا بعد تلقيه اللقاح، حيث قال "أرى أن اللقاح أفضل وسيلة لمواجهة كوفيد 19، على المواطنين التحلي بالوعي وروح المسؤولية فعدد الإصابات يرتفع يوميا، و وجب على الجميع الخضوع للتطعيم". وأضاف المتحدث أنه كان ينوي تلقي اللقاح منذ مدة، لكنه تردد قليلا في بادئ الأمر، خاصة بعد الصور التي روج لها على أنها لأشخاص مشوهين جراء التطعيم، ليعلم في ما بعد أنها مجرد إشاعات، مضيفا أنه شعر بارتياح كبير بعد علمه أن اللقاح المتوفر هو الصيني. «التطعيم أصبح ضروريا لمواجهة الفيروس» كما أكد رجل خمسيني، أنه علم بتوفر اللقاح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما جعله يجوب بعض المراكز على غرار دار الشباب عز الدين مجوبي، ولكن نظرا للعدد الكبير للمنتظرين، توجه لبقية المراكز وصولا إلى ثانوية بولشفار بالوحدة الجوارية 20، والتي كان بها العدد قليلا في الصباح الباكر. وأضاف المتحدث أنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم، ما جعله يصر على تلقي اللقاح، مؤكدا أن العملية جرت في ظروف تنظيمية جيدة، داعيا المواطنين للتقرب من مختلف المراكز من أجل التطعيم، ولكي يكون الخطر أقل في حالة إصابتهم بالفيروس. وأكد ستيني كان جد سعيد باقتراب دوره في تلقي اللقاح، أنه تلقى معلومة توفر اللقاح عبر وسائل الإعلام، ولكن لم يسعفه الحظ في الأسابيع الماضية، ليجد نفسه ضمن الأوائل على مستوى ثانوية بولشفار، للقيام بهذه "الخطوة الضرورية"، خاصة وأنه يعاني حسب تأكيده من مرض السكري، موجها دعوة لبقية المواطنين من أجل تلقي اللقاح لحماية أنفسهم أولا وعائلاتهم ثانيا، مع مواصلة التقيد بإجراءات البروتوكول الصحي. وتحدث بعض الشباب الذين سجلوا حضورهم بقوة من أجل تلقي اللقاح للنصر، ومنهم الأخوين سامي وزهير مانع، واللذين توجها إلى متوسطة أحمد ثنيو بالوحدة الجوارية 18 منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، وأكد سامي صاحب 36 سنة، أنه قرر الخضوع للتطعيم بعد ارتفاع عدد الحالات في الفترة الأخيرة، وذلك لضمان سلامته وسلامة بقية أفراد عائلاته، فيما أوضح شقيقه زهير صاحب 39 سنة، أنه تشجع كثيرا من أجل تلقي اللقاح بعد علمه بأن اللقاح صيني، وعليه قرر رفقة شقيقه ووالدته التوجه في الصباح الباكر من أجل التطعيم. النقيب بن حرز الله سمير من مديرية الحماية المدنية الحملة مفتوحة وندعو السكان للتلقيح لحماية أسرهم وأكد النقيب بن حرز الله سمير، رئيس مكتب التوثيق والإحصاء بمديرية الحماية المدنية بقسنطينة، أن حملة التطعيم ضد كورونا مفتوحة ومتواصلة لتشمل ست نقاط، أولها مخصصة لأعوان الحماية المدنية بالوحدة الثانوية سيساوي سليمان، أما الثانية فهي متواجدة بثانوية بولشفار بالوحدة الجوارية 20 في علي منجلي، والثالثة في متوسطة تنيو أحمد بالوحدة 18، أما الرابعة فهي على مستوى حي قطار العيش بابتدائية براهمية وكذا بحي صالح دراجي في ابتدائية شعواو عبد الله. وأضاف النقيب أن نقطة التلقيح الخامسة اختيرت بثانوية عين نحاس بالفرع البلدي ماسينيسا بالخروب، والسادسة بقاعة العلاج الواقعة في الحمبلي وقرية بني يعقوب ببلدية بن باديس، موضحا أن العملية يشرف عليها أطباء الحماية المدنية، داعيا كافة السكان للالتحاق بهذه المراكز من أجل مباشرة عملية التلقيح لحماية أنفسهم وعائلاتهم.