تتواصل، هذه الأيام، بولاية بومرداس، حملة التلقيح ضد وباء كورونا، حيث برمجت مديرية الصحة والسكان، عدة فرق متنقلة تشرف على عملية التطعيم سواء عبر المؤسسات الصحية، والفضاءات المفتوحة بالساحات والأماكن العمومية، أو بالتنقل نحو المواطنين ومنهم سكان مناطق الظل، علما أنه تم لحد الآن تطعيم حوالي 30 ألف شخص، حيث تتطلّع الجهات الصحية المعنية، لتلقيح 650 ألف شخص فوق سن 18 سنة بكامل إقليم الولاية، مع نهاية السنة الجارية. رافقت "المساء" الفرقة الطبية المتخصصة في التلقيح ضد فيروس "كوفيد 19" بحرم جامعة "أمحمد بوقرة" نهاية الأسبوع الماضي، حيث تم تخصيص 3 خيم من أجل التسجيل وإجراء الفحص الطبي بقياس الضغط ودرجة الحرارة، إضافة إلى ملء استمارة خاصة تتعلق بهوية الشخص، لمعرفة إن كان مصابا بمرض مزمن من عدمه، مع أخذ رقم هاتفه الجوال للاتصال به لأخذ الجرعة الثانية من اللقاح. والملاحظ أن عملية الإقبال كانت واسعة بمجرد الانطلاق في العملية، حيث اصطف العشرات من موظفي الجامعة وبعض الطلبة في انتظار دورهم لأخذ اللقاح. حملات تلقيح مكثفة بالتنسيق مع عدة مؤسسات أكد رئيس خلية الإعلام بمديرية الصحة والسكان ببومرداس، محمد باركي، أن تنظيم حملة بحرم جامعة "أمحمد بوقرة"، يندرج ضمن برنامج خاص أعدته المديرية ضمن البرنامج الوطني الخاص بتكثيف التلقيح لصالح عموم المواطنين، وكذا ضمن الاتفاقية المبرمة بين وزارة الصحة، والاتحاد العام للعمال الجزائريين، بهدف تسهيل تطعيم العمال والموظفين في كل المؤسسات. وعلى مستوى ولاية بومرداس، فإن العملية انطلقت، مؤخرا، لصالح عمال المؤسسة الوطنية للهندسة المدنية، والمحكمة الإدارية، ومقر الولاية وبالحي الإداري، ومن ثم جامعة بومرداس "والحملة متواصلة، لاسيما مع توفير الجرعات وتخصيص فرق طبية تشرف على كل عملية" -يقول باركي-، مؤكدا على التجاوب الكبير المسجل ضمن هذه الحملات من قبل المواطنين الراغبين في تلقي اللقاح، مشيرا، إلى أنه تم لحد الآن تطعيم أزيد من 25 ألف مواطن بالولاية، والعملية مستمرة، بينما تم استهلاك قرابة 85 بالمائة من كمية اللقاح المستلم منذ فيفري 2021، مع تواصل تسلم جرعات إضافية لتغطية حملات التلقيح الجارية. ومن جهته، يشير الأستاذ سفيان خوخي عن جامعة "أمحمد بوقرة"، على هامش انطلاق الحملة، إلى أن تنظيم حملة تلقيح هذه ضد "كوفيد19"، جاء للتأكيد على أهمية أن تكون المؤسسة الجامعية قاطرة حقيقية في كل الميادين، وكذلك في عملية التلقيح، قائلا: "نتمنى من كل المؤسسات الأخرى أن تحذو حذونا وتنضم لهذه الحملة من أجل حماية الصحة العمومية..."، معتبرا جامعة بومرداس، من بين أكبر الأماكن المسجلة لتجمع الطلبة والشباب، حيث تسجل 31 ألف طالب وحوالي 5 آلاف موظف ما بين أساتذة وعمال في مختلف الرتب، لذلك فإن هذه الحملة عبارة عن دعوة مفتوحة للجميع من أجل التقدم لتلقي اللقاح لحماية الصحة. ونظمت هذه الحملة، بالتوازي مع كل من كليتي المحروقات ببومرداس والحقوق والعلوم السياسية ببودواو، في انتظار تنظيم حملة ثانية بعد شهر بهدف تلقي الجرعة الثانية إن تطلب الأمر ذلك، مع الإشارة إلى تواصل حملة التحسيس بالحرم الجامعي من أجل تلقي اللقاح، وكذا مواصلة الإلتزام بتدابير الوقاية لكسر سلسلة العدوى بهذا الفيروس التاجي. اللقاح.. حماية شخصية ومناعة جماعية انطلقت عملية التلقيح بالحرم الجامعي، في ظروف، حيث اصطف العشرات الطلبة والطالبات من أجل تلقي الجرعة الأولى من لقاح "كورونافاك"، حيث قالت موظفة في إدارة معهد التكنولوجيا، كانت قد تلقت لتوها الجرعة الأولى من اللقاح، "أن الخوف من خطورة السلالات المتحورة، ضمن هذه الموجة الثالثة من تفشي الفيروس، جعلها تستغل فرصة تنظيم حملة مفتوحة بالجامعة حتى يتشجع الطلبة لأخذ جرعات اللقاح". معتبرة المبادرة، جيدة تسهل على الموظف تلقي اللقاح في مكان العمل عوض التنقل لمؤسسة صحية، والانتظار طويلا في الطوابير، معتبرة أن التلقيح يضمن حياة صحية للجميع. وأوضحت موظفة أخرى من مصلحة التمدرس، أن الوضع الصحي الحالي مخيف ومقلق للغاية، خاصة مع السلالات الجديدة للفيروس، معتبرة أن تلقي اللقاح يقي صاحبه على الأقل من مضاعفات خطيرة للفيروس في حالة الإصابة، داعية كل موظفي الجامعة وغيرهم من العمال في كل القطاعات، إلى استغلال فرصة تنظيم حملة التطعيم بأماكن عملهم من أجل تلقي اللقاح، مؤكدة عدم تسجيلها لأي أعراض فور تلقيها الجرعة الأولى من لقاح "كورونافاك". ومن جهته، أكد موظف آخر بكلية المحروقات، أنه تقدم مباشرة نحو الحملة المنظمة بالحرم الجامعي، دون أدنى تفكير، حيث سبق له وأن قصد مركزا طبيا لنفس الهدف ولكن الطوابير الطويلة جعلته يؤجل ذلك. كما أشار الى خطورة الوضع بسبب ارتفاع حالات الإصابة، ومنه حالة صديق له أصيب مؤخرا بالفيروس بعد حضوره وليمة عرس، موضحا، أن حالته صعبة للغاية "ولخوفي على نفسي وعلى عائلتي، أنا اليوم هنا لتلقي اللقاح من أجل سلامتي وسلامة كل أهلي" -يضيف محدثنا- فيما اعتبر موظف آخر، كان ينتظر دوره لتلقي اللقاح، أن هذا الأخير حماية لصحته ولصحة عائلته، متحدثا انه حاول هو الأخر تلقي الجرعة في بداية الحملة قبل أشهر، ولكن الأولوية حينها كانت لكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، كما أن عدد الجرعات كانت قليلة، ولكن اليوم تحسنت الأمور ونقص الضغط على المؤسسات الصحية، بدليل تنظيم حملات لعموم المواطنين، يضيف المتحدث، معتبرا المبادرة بالجامعة رائعة تستحق الإشادة. طلبة الجامعة في الموعد ومن جهتهم، اعتبر بعض الطلبة ينتمون لمعاهد وكليات جامعة "أمحمد بوقرة" أن تنظيم حملة التلقيح ضد كوفيد19، مبادرة جيدة سهلت عليهم عملية التنقل للمراكز الصحية، وتلقي الجرعة بالنظر للضغط المسجل هناك مقابل ضيق الوقت، حيث أكدت منال طالبة بكلية العلوم الاقتصادية، أنها بمجرد أن سمعت بتنظيم الحملة تقدمت في وقت مبكر لتسجيل نفسها وانتظار دورها، مؤكدة، أنها سألت أيضا عن طبيعة اللقاح إن كان يسبب أعراضا جانبية، وبعد اقتناعها تقدمت طواعية لتلقي الجرعة الأولى من "كورونافاك"، قائلة بأنها: "الشخص الوحيد الذي يخرج بصفة يومية من المنزل، من أجل مزاولة دراستها..."، لذلك فهي أرادت حماية أفراد عائلتها بالدرجة الأولى، خاصة وأن جدتها المسنة تقطن لديهم ولم تكن لتتسبب في إصابتها إن هي أصيبت بالعدوى، كما أضافت أنها سمعت بحملة التلقيح من قبل ولكن ضيق الوقت بسبب ضغط الدراسة، لم يمكنها من قصد أي مركز صحي. أما محمد (23 سنة) طالب "ماستر1" بمعهد الهندسة الميكانيكية والإلكترونيك، فأكد من جهته، أن الموجة الثالثة للسلالات المتحورة للفيروس مخيفة فعلا، ولأنه لا يمكن تفادي بعض الازدحام لاسيما في الجامعة، ويبقى التلقيح –حسبه- أحسن وسيلة لحماية الشخص ومحيطه، داعيا أقرانه الشباب لعدم الانسياق وراء الإشاعات المغرضة حول اللقاح، واستغلال فرصة تنظيم حملة التطعيم بالحرم الجامعي مع الأخذ بالأسباب والتحلي بتدابير الوقاية. وبالمثل يقول طاهر إسلام (22سنة) طالب ماستر2 إنجليزية تخصص لسانيات بمعهد اللغات الأجنبية، "أن التلقيح يبقى سبيلا آخر للوقاية من الفيروس المستجد، وحماية للصحة العمومية،معيبا على البعض الادعاء بعدم جدوى التطعيم في الوقت الذي سجلت فيه الكثير من الدول نسب تلقيح متقدمة. وأكد أنه سيقوم بمشاركة صورة عن تلقي اللقاح عبر فضائه الخاص ب«فايسبوك" حتى يحث أصدقاءه والشباب عموما، للتقدم واستغلال الفرصة لتلقي اللقاح، وأضاف أن نسبة كبيرة من زملائه متخوفين من تلقي التطعيم إلا أن ذلك لم يؤثر على قراره.. وأخذ اللقاح. موجة ثالثة للوباء ووضع صحي مقلق للغاية لم تصل المراكز الصحية الموجهة لمرضى كورونا بولاية بومرداس، حاليا إلى حالة التشبع إلا أن الوضع العام مقلق للغاية، حسبما أكده الدكتور صالح أوحاج رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان، داعيا، المواطنين فوق سن 18 للتقدم من نقاط التطعيم، لتلقي اللقاح واستغلال حملات التطعيم المنظمة بالفضاءات المفتوحة. كما أضاف أن التخوف لا يزال قائما في أن يستمر الوضع على حاله بسبب التراخي الكبير المسجل في عدم احترام تدابير الوقاية، وهو ما ينجر عنه ارتفاع متزايد لحالات الإصابة خاصة بالسلالات الجديدة المتحورة، ومنه المتحور البريطاني. وأشار المتحدث، إلى أن البرنامج الخاص بعملية التطعيم، يجري بالتوازي عبر المراكز الصحية والفضاءات المفتوحة عبر دوائر خميس الخشنة، وبودواو، وبومرداس، والثنية، وبرج منايل، ودلس،... وأيضا بالمؤسسات، إضافة الى الفرق الطبية المتنقلة باستهداف مناطق الظل "حيث يبقى الهدف قائما الوصول مع نهاية 2021 إلى تطعيم 650 ألف مواطن بالولاية من 18 سنة فما فوق"، داعيا المواطنين إلى التفاعل إيجابيا مع هذه الحملة، من أجل المناعة الجماعية، والعودة إلى الحياة الطبيعية.