العسكري يدعو إلى استغلال خمسينية الاستقلال للتقييم و المحاسبة بدل الإحتفال دعا أمس علي العسكري الأمين الوطني الأول لحزب القوى الاشتراكية إلى استغلال فرصة حلول العيد الخمسين لذكرى الاستقلال في التقييم و المحاسبة، بدل الاحتفال، معتبرا أن الظرف الحالي يتطلب الكثير من التفكير في مستقبل الأجيال ، بعد مرور خمسينية كاملة عن استقلال الجزائر ورثت فيها حسب تعبيره طيلة هذه المدة " مؤسسات غير شرعية و دولة بعيدة عن تطبيق الحكم المدني " . و تطرق العسكري لدى إشرافه على ملتقى جهوي للحزب بولاية برج بوعريريج عشية أمس ضم مناضلي و إطارات الأفافاس بثماني ولايات شرقية إلى واقع البلاد و ما الذي تم تحقيقه بعد الفترة التي أعقبت الاستقلال، متسائلا عن مدى تطبيق مبادئ نوفمبر و مؤتمر الصومام للوصول إلى دولة مدنية، و عن مكانة الجزائر و مدى تقدمها خلال سنوات الاستقلال قياسا مع الدول الخليجية إذا ما تمت مقارنتها بالاعتماد على مورد البترول الوحيد الذي يتحكم في مداخيل هذه الدول، و من هذا المنطلق دعا أمين الافافاس إلى ضرورة التحرك و جعل هذه المناسبة " للحساب و التقييم " في حال وجود نية حقيقية لإرساء دولة القانون ، مشيرا إلى أن البديل الديمقراطي لن يتأتى إلا بوضع قواعد متينة للدولة قوامها " تكريس مبادئ الثورة و العودة إلى الحكم المدني " إلى جانب ضمان الحريات و استقلالية القضاء . و في سياق حديثه عن الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ، قال العسكري أن الفصل فيه هذه المرة يجب ان يحتكم إلى قرار منسجم يستمد قوته من القاعدة بفتح نقاش ديمقراطي حول إمكانية المشاركة في التشريعيات المقبلة من عدمها ، متطرقا إلى مجموعة من المزايا و السلبيات في الحالتين سواء في حال المشاركة أو مقاطعة الانتخابات التشريعية و هذا في وثيقة وزعت على المشاركين تضمنت نص النقاش لتحضير الاتفاقية الوطنية و لجنة الاستراتيجية السياسية . و قد عرف النقاش الذي حضره مناضلو الحزب لولايات برج بوعريريج ، قسنطينة ، ميلة ، المسيلة ، سكيكدةأم البواقيقالمةسطيف و تبسة ، شبه إجماع على ضرورة المشاركة في الانتخابات و الابتعاد عن سياسة الكرسي الشاغر ، و أشار احد المتدخلين إلى إن الجيل الحالي أصبح لا يعرف الأفافاس و ذلك لانعزاله عن الساحة السياسية منذ 1992 ، مشيرا إلى أن المولودين في تلك الفترة اصبحوا شباب في العشرين من عمرهم ، كما تساءل متدخلون آخرون عن مكاسب الحزب بعد المقاطعة في الاستحقاقات الفارطة ، و ذكر في هذا السياق احد المنتخبين بولاية سطيف إلى تراجع قاعدة الأفافاس خلال السنوات الفارطة بهذه الولاية في اشارة منه الى ابتعاد الحزب عن دواليب السلطة ، ما جعل النظام " يفعل ما يشاء دون رقابة او معارضة حقيقية " ، و تطرق إطارات الحزب إلى مزايا المشاركة في الانتخابات منها معرفة ما يدور داخل قبة البرلمان ، و ذلك للتعرف على الوضعية الحقيقية للبلاد و السلطة و فضحها بانجاز مجلات عما يدور من نقاش داخل البرلمان إلى جانب إمكانية اللقاء مع وفود الأجنبية و كذا الدعم الإعلامي للحزب في حال المشاركة .و في سياق متصل أعاب بعض المنتخبين على قيادة الحزب التأخر في الفصل في قرار المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية و تبليغها للقاعدة في آخر المطاف ، مستدلا بالإعلان عن دخول استحقاقات الانتخابات المحلية قبل عشرين يوم فقط من الانتخابات و هو ما اعتبره غير منطقي ، داعيا قيادة الحزب إلى وضع برامج على المدى البعيد لكي يكون للحزب رؤية واضحة بعيدة عن سياسة الكرسي الشاغر .