أبواب السياحة فتحت على مصراعيها في عاصمة النفط ورقلة .. ثلاث مطارات ومدينة عائمة فوق الذهب الأسود تبدأ حكايتها من بئر (الحاج روابح مسعود) .. ورائحة البترول التي تسللت منه فجذبت العالم إليها..إنها ولاية ورقلة الضاربة في التاريخ بعمق الحضارات التي تعاقبت عليها وتركت بصماتها في ورجيلان الزاهية بمدنها وقصورها... عاصمة الواحات التي تراهن على تحقيق التكافؤ بين السياحة والذهب الأسود..قطعت أشواطا كبيرة في تأسيس بنية متكاملة في القطاع السياحي بترسانة من المنشات الإيوائية التي توفر اليوم أكثر من 1300 سرير والقائمة لازالت مفتوحة مع دخول الاستثمار الخاص لتدشين هذه الانطلاقة . وجهة سياحية بأبعاد اقتصادية وتجارية وثقافية ورقلة تكاد تعرف على أنها منطقة بترولية وبوابة الصحراء التي تنطلق منها نحو جنوبنا الكبير . هذه المعطيات تستوقف الزائر عند مروره بإحدى الأحياء حيث يفاجئه المعمار المتناسق بجمالية المكان وروح التراث الذي يضفي السحر على كل ماتشاهده العين..بقليل من التروي تدخل المدينة من جهتها الشمالية لأن كل شيء يبدأ من هناك.. وتأتي قاصدا قصورها وهي جنات عدن بما تحمله من عبق التاريخ والحضارة .. وعلى الضفة الأخرى تقابلك البنايات الفخمة في محاكاة مشوقة بين التراث والحضارة..فتحس أنك خرجت من الماضي إلى الحاضر. يقال لك وأنت تتجول في شوارع ورقلة أن 47 ولاية موجودة هنا بعاداتها وتقاليدها ..المنحدرون من هذه الولايات ، يؤسسون لواقع جديد تفرضه الظروف التي جاءت بكل واحد ..نشاطاتهم تنوعت وتوزعت على مختلف القطاعات : السياحة والتجارة والثقافة .. مدير السياحة السيد( منير مساعديه) أكد لنا أن قطاعه في تطور لمواكبة النمو السريع الذي تشهده الولاية،وهو ما جعل الاهتمام بالاستثمار يأخذ نفسا جديدا،وقال أن المرحلة القادمة ستكون واعدة من ناحية التوسع في مجال الإيواء ورفع طاقة الاستقبال بضم 18 ملفا تم ايداعها من قبل مستثمرين لإقامة مشاريع فندقية. وحسب المسؤول الأول على القطاع فإن ولاية ورقلة مقبلة على انتعاش في المجال السياحي بعد رفع طاقة الإيواء ب 800 سرير ستضاف إلى ال1300الموجودة حاليا.. وأضاف أن النشاط السياحي لاينحصر فقط في منطقة واحدة على اعتبار أن ربوع الولاية تزخر كلها بالمعالم والآثار التاريخية لذلك يجري العمل في هذا الاتجاه لإعطاء هذا القطاع مكانته. تكوين اليد العاملة وتأهيل الكفاءات من أولويات القطاع السياحي يرى السيد نور الدين مساعديه بأن التكوين في مجال التسيير الفندقي هو أحد أهم شروط نجاح المؤسسات الإيوائية التي تسعى لأن تكون محط راحة واستجمام للسواح لذلك فان تكوين المستخدمين يقول السيد مساعديةهي مسألة مهمة للغاية.. ويضيف إن دخول الخواص في العملية يفتح المجال للتنافس من أجل تحسين الخدمة تجاه السواح وإعطاء انطباع ايجابي حول السياحة بالولاية. ويقول ذات المسؤول أن قطاعه حريص كل الحرص على ترقية النشاط السياحي وتفعيله بما يخدم الولاية « 30 « التي تعد قطبا سياحيا واقتصاديا وتجاريا .. مشيرا إلى أن النشاط السياحي في الولاية يعتمد على ثلاثة أقطاب (التاريخي،الثقافي،الاقتصادي)بالإضافة إلى المؤهلات السياحية التي تمنحها الطبيعة للمنطقة السياحة الحموية حيث يوجد منبع يدعى(الحدب) بسعة 120 لترا في الثانية. وفيما يخص جمالية هياكل الاستقبال قال السيد منير مساعديه أن قطاعه يتوفر على نوعية رفيعة حيث يوجد بحاسي مسعود فندق ذو 5 نجوم وهذا غير كاف لأن المنطقة البترولية تضم 200 شركة أجنبية مما يستدعي العمل على إنشاء فنادق أخرى من نفس الصنف. ويضيف السيد منير مساعدية أنه يوجد حاليا 22 فندقا من بينها 8 فنادق مصنفة و3 فنادق أخرى هي في طور الانجاز وبالتالي فإن قضية الإيواء حسبه لاتطرح أي إشكال في الوقت الحاضر. 11 وكالة سياحية تنشط على محور التعريف بمميزات الولاية من ضمن النشاطات الملحقة بالقطاع يقول السيد منير مساعديه أنه يولي أهمية كبيرة للترويج السياحي وهذا تتولاه وكالات خاصة تقوم بدور معتبر في ترويج المنتوج السياحي واستقطاب السواح إلى ربوع الولاية التي تزخر بشتى الأنواع في مختلف المجالات،حيث تعد ولاية ورقلة من ولايات الجنوب التي تزخر بمواقع ومعالم أثرية تجسد مختلف الحقب التاريخية وبالتالي فان هذا الزخم يحتاج إلى من يفتح أسراره للسواح والتعريف به.. كذلك فإن مرافقة هذا الكم تحتاج إلى كفاءات لمرافقة كل النشاطات وهذا الجانب لم تغفله مديرية السياحة التي تعمل باستمرار على إعطاء الصورة التي تليق بولايتنا ،، فقمنا بتكوين إطارات تتولى عملية الترويج والإعلام السياحي للتواصل مع كل النشاطات التي تعيشها المنطقة خاصة وأن المنطقة كما سبق وأن قلنا تزخر بالمواقع السياحية مثل الواحات والبحيرات الطبيعية والمعالم التاريخية (القصور)التي تتوزع على رقعة واسعة بأطراف الولاية.. كل هذا يشجعنا على توسيع نشاطاتنا من أجل الحفاظ على مكانة الولاية من جهة وكسب ود السواح الذين يقصدون هذه المنطقة . النقل سيتدعم بانطلاق مشروع الترامواي يرى السيد مساعديه أن القطاع ينهض بسرعة عندما تكون المرافق الحيوية في خدمة السياحة ، كالنقل الذي يلعب دورا حيويا في تسهيل تنقل السواح لمختلف الجهات بالولاية. فإضافة للنقل الجوي حيث تتميز ولايتنا بوجود ثلاث مطارات على مستوى توقرت حاسي مسعود وورقلة فإنه ينتظر انطلاق مشروع الترامواي الذي وضع في أفاق 2015 وهو المشروع الذي يخدم السياحة في ولايتنا بشكل كبير حيث يربط الأحياء ببعضها ويخفف من جهة أخرى الضغط الذي تعرفه خطوط النقل الحضري بالإضافة إلى تمكين السواح من إيجاد وسيلة النقل بسهولة. الأحياء بمدينة ورقلة مترابطة بطريقة تشكل مناظر سياحية ، حين يكتشفها السائح وهو يتنقل عبر الترامواي ، تعطيه جاذبية أكبر، وتزيد من رغبته في التنقل داخل المدينة والاستمتاع بمناظرها الجميلة دون الشعور بالضجر والملل.. هناك عدة محلات بوسط المدينة وحتى في أطرافها يحتاج الزائر لاكتشافها مثل مجمع الحرف والصناعات التقليدية المحلية ومحلات بيع ورود الرمال وهي في مجملها محطات للسائح الذي يزور مدينة ورقلة. ورقلة محطة عبور ومركز تجاري واقتصادي هام قطاع السياحة بالولاية لايتوقف دوره على تعريف السواح بما تزخر به ورقلة من المعالم السياحية فقط ، بل يلعب دور في تطوير هذا المنتوج من خلال المساهمة في النشاطات الثقافية والسياحية والتجارية ،حيث نتواجد يقول السيد منير مساعديه في كل المواعيد لنكون بالقرب من السائح حتى نعطي أنطباع جيد عن المنطقة ومن خلالها إعطاء صورة بيضاء وجميلة عن الجزائر التي تملك مكانة مشرفة لدى السواح الأجانب. وقال ان كل مايجري انجازه ألان من مرافق هو حصيلة الجهود التى تبذل على المستوى المحلي من أجل الوصول إلى درجة الاكتفاء وتغطية حاجيات الولاية لاسيما وأن القطاع يشهد تطورا كبيرا مع ازدياد نسبة الإقبال من طرف السواح سواء أجانب أو من داخل التراب الوطني لأنه كما سبت الإشارة إليه أن المنطقة تعد محطة عبور من طرف السواح وكذلك المتعاملين الاقتصاديين من مختلف أنحاء العالم. ومراعاة لهذه المعطيات يقول السيد منير مساعديه أن قطاعه ملم تماما بهذا الجانب وهو لايتوانى في تقديم الدعم للمستثمرين من أجل المساهمة في تسريع وتيرة الانجاز لبعض المشاريع. وفي هذا السياق أشار المتحدث الى أن هناك مركبين جديدين سيتم تسليهما قريبا ويتعلق الأمر ببناء فندق فخم من 5نجوم ببلدية حاسي مسعود تم انجازه من طرف شركة صينية،وقد عرف بعض التأخر بسبب بعض الإجراءات الإدارية،أما الثاني فتم الانتهاء منه ويعرف سوى بعض الرتوشات الخفيفة ليوضع في الخدمة وأن مالكه ينتظر الرخصة لبدء النشاط. وبخصوص المهمة التي تؤديها مديرية السياحة بالولاية فهي تتلخص أساسا في متابعة النشاط الإنمائي للهياكل الفندقية،وقد تم مؤخرا دراسة الملفات المعروضة على القطاع الخاصة بالاستثمار وقال أن دورنا استشاري حيث نقوم بإجراء تحقيق ميداني وتقديم تصور حول مستلزمات القطاع. وعلى صعيد أخر قال السيد مساعديه أنه يسجل تحسنا في مجال الخدمات على مستوى المرافق الإيوائية وهذا نتيجة المتابعة المستمرة حيث يقوم القطاع بدورات تفتيشية للوقوف على كل ما يجري وتقديم المساعدة والتوجيه وهذا للتخفيف عن مسيري هذه المرافق وأيضا حرصا على راحة السواح،كما يجري التحضير لورشات دراسية تخص القطاع وهذا للوقوف على كل النشاطات وتذليل العقبات أمام المستثمرين لاسيما وأن الحركة السياحية بالولاية هي في تنام مضطرد ما يجعلنا أمام مهمة متعددة الجبهات. ورقلة بوابة الصحراء ووجهة سياحية هامة مدير السياحة يؤكد أن وجوده على رأس القطاع في هذه الولاية حديث ، ولكن هذا لم يمنعه من تكثيف نشاط مصالحه لوضعها في سباق مع الزمن ،،، وقال أنه وجد تفهما كبيرا من طرف الجميع لرفع قدرة الولاية في مجال الإيواء والخدمات السياحية ،، وأن ولاية ورقلة تعرف تطورا معتبرا في مجال التسيير السياحي . م / بن دادة