تواجه ولاية ورقلة التي استفادت منذ 2005 من عدة مناطق للتوسع السياحي، معظلة انعدام مكاتب الدراسات التقنية المتخصصة حيث لم يتم لحد الآن تجسيد أي مشروع سياحي ذي أهمية في إطار هذه المناطق حسبما أفاد مدير قطاع. وأشار نفس المسؤول إلى أن العقبة الكأداء التي لا تزال تحول دون تحقيق ذلك تتمثل في انعدام مكاتب الدراسات التقنية المتخصصة تقوم بمهمة التخطيط لإنشاء المشاريع الخاصة بالمجال السياحي التي تعيد الاعتبار لهذا النوع من النشاط المصنف كأحد مقومات التنمية المستديمة بالولاية . وذكر في هذا الصدد مدير السياحة مناطق التوسع السياحي الثلاث المتواجدة بكل من بلديتي النزلة وتماسين والتي رصد من أجلها مع نهاية 2006 مبلغ مالي بقيمة 6,5 مليون دج لانجاز الدراسات التقنية المتعلقة بها غير أن العملية اعتبرت غير مجدية بسبب عدم وجود مكاتب الدراسات المتخصصة التي تعنى بذلك على مستوى الولاية مما حدا بالوزارة الوصية إلى إسناد هذه المهمة - حسب ذات المسئول- إلى الوكالة الوطنية للتنمية السياحية. ونفس الشيء تمّ بالنسبة لمناطق التوسع السياحي الست التي كانت قد اقترحت سنة 2005 والمتواجدة على مستوى بلديات تبسبست وانقوسة والحجيرة وحاسي بن عبد اللّه، حيث جرى في سنة 2007 تسجيل انجاز دراسة بقيمة 6.12 مليون دج غير أن هذه العملية اعتبرت هي الأخرى غير مجدية لنفس السبب. وتتناقض هذه الوضعية مع طموحات المسؤولين المحليين المعنيين الذين يتطلعون إلى تحويل هذه الولاية التي تزخر بقدرات سياحية هائلة إلى قطب سياحي هام يكون كإحدى الوجهات المفضلة من طرف السياح الوطنيين منهم والأجانب. وأوضح مدير السياحة أن سنة 2007 تميزت بهذه المنطقة من الوطن بانجاز مخطط الترقية السياحية والذي يهدف إلى تدارك النقص المسجل على مستوى الولاية في مجال التوجيه والإعلام السياحيين حيث تمّ في إطار هذا المخطط انجاز العديد من المطويات والملصقات الحائطية واللوحات الفنية التي تشتمل على مناظر طبيعية للوحات إلى جانب معلومات عن مختلف المعالم السياحية والأثرية التي تتوفر عليها الولاية مع استغلال هذه المنجزات لعرضها في مختلف التظاهرات الثقافية والسياحية التي تحتضنها الولاية بين الحين والآخر. ومن المنتظر أن يتعزز قطاع السياحة -وفق ذات المصدر- بانجاز مركز للتوجيه والإعلام السياحي ببلدية عين البيضاء والذي رصد له غلاف مالي بقيمة 10 ملايين دج حيث سيساهم هذا المركز وبالتنسيق مع الحركة الجمعوية المحلية في ترقية الجانب السياحي بالولاية علما أنه تمّ اقتراح في إطار المخطط التنموي 2009 - 2012 إنشاء مركز مماثل ببلدية ورقلة. وأشار مسؤول القطاع إلى أن الولاية لم تتوقف عن دعم الاستثمار السياحي الخاص حيث جرى تدعيم ثلاثة فنادق خاصة لإعادة تهيئتها مع مواصلة انجاز خمسة فنادق جديدة هي عبارة عن محطات استراحة على الطريق يستفيد من خدماتها السياح خلال تنقلهم بين مدن الولاية. وتجدر الإشارة إلى أن قطاع السياحة على مستوى ولاية ورقلة يزخر بالعديد من المعالم والمواقع السياحية من كثبان رملية وبحيرات وواحات للنخيل، ومن بين أشهر تلك المعالم سلسلة القصور القديمة بكل من ورقلة وانقوسة وتقرت وتماسين وسيدي خويلد والحجيرة إضافة إلى مدينة سدراتة الأثرية وأضرحة ملوك بني جلاب بتقرت. هذا فضلا عن رصيد هائل من الصناعات والحرف التقليدية التي تعتبر رافدا من روافد السياحة بالجهة. كما تتوفر الولاية على العديد من الأبراج العتيقة التي كانت قديما تستعمل كمكاتب للإعلام السياحي ومنها "برج ديفيك" و"برج رانو" و"برج ملالة" و"البرج الأحمر" و"برج سيف فاطمة" . وتبرز من جهة ثانية المواقع السياحية الأخرى بالولاية والمتمثلة في "حوض جنين" بانقوسة و"فرجمون" و"نزل البدوي" بتبسبست و"البئر التاريخي" بحاسي مسعود كمواقع إضافية لها قيمتها السياحية. ولم يغب عن القاموس السياحي للولاية أيضا بعض أنواع الحيوانات ذات الأهمية السياحية كالفنك وسمك الرمال المعروف على المستوى الشعبي المحلي ب"الشرشمان" واللقلق والثعلب والجمل المعروف بسفينة الصحراء. وفيما يتعلق بالهياكل السياحية التي تعد الوعاء الضروري لإنجاح أي نشاط سياحي وترقيته، فإن ولاية ورقلة تتوفر حاليا على أزيد من 20 فندقا منها 4 فنادق مصنفة بدرجات متفاوتة. ويذكر بالمناسبة أن النشاط الفندقي بالولاية سجل خلال سنة 2007 استقبال 53189 زائر جزائري للولاية مقابل 54165 زائر في سنة 2006، كما تمّ استقبال خلال سنة 2007 ما مجموعه 2850 سائح أجنبي مقابل 2759 سائح في سنة 2006. وبخصوص وكالات السياحة والأسفار، فإن عددها على مستوى الولاية هو في حدود 10 وكالات التي قامت - حسب حصيلة نشاطها خلال السنة المنصرمة - بالتكفل ب32968 مواطن جزائري و230 أجنبي مقابل تكفلها خلال سنة 2006 ب 22312 مواطن جزائري و293 أجنبي.