النشرات الجوية من أكثر البرامج التلفزيونية والإذاعية متابعة أضحت التغيرات المناخية حديث العام و الخاص هذه الأيام، بعد موجة الثلوج التي اجتاحت الكثير من المناطق الجزائرية و التي لم يشهد الكثيرون مثلها من قبل، كما باتت النشرات الجوية من أكثر البرامج التلفزيونية و الإذاعية متابعة. و قد بيّنت الأرقام المحددة لعدد زوار المواقع الالكترونية على شبكة الأنترنت تضاعف عدد متصفحي مواقع النشرات الجوية خاصة منها "ياهو" و"بريفيزيون .زد" التي تسجل يوميا لآلاف المتصفحين. و أكد الكثيرون أنهم لم يسبق لهم الاهتمام بأحوال الطقس مثلما يحدث معهم هذه الأيام، حيث لم يكتفي البعض بمتابعة نشرة واحدة على قناة واحدة، بل راحوا يتجوّلون بين عديد القنوات الإذاعية و التلفزيونية بما فيها الأجنبية و حتى المواقع الالكترونية خشية تفويت أخبار جديدة أو طارئة كما قال محمد لمين (35سنة) صاحب محل لخدمات الإعلام الآلي و الذي علّق :" لم أكن يوما أهتم بأحوال الطقس بهذا الشكل، أما اليوم فأنا كالبحار أتابع أدق التفاصيل". و استطرد زميل له مشيرا إلى سيطرة موضوع الأحوال الجوية و التغيرات المناخية على حديث جميع من يجلس معهم. و لم يخف ملّله من استمرار سوء الأحوال الجوية التي قال أنه لم يعد يتحمل سماع المزيد من التفسيرات عن اقتراب نهاية العالم و تغيّر الأزمنة. و أسر بعض ممن تحدثنا إليهم بخصوص ما يتم تداوله منذ مدة عن مخاطر و تهديدات التغييرات المناخية، بأنهم يشعرون بالخوف و القلق من استمرار التقلبات الجوية لعدم تعودّهم على الفصول الشديدة البرودة، بسبب عدم استعدادهم النفسي و المادي لها، كما قالت الآنسة صابرينا حاجي (26سنة) التي لم تترك مادة غذائية دون شرائها تحسبا لظروف قاهرة جديدة على حد تعبيرها. و قال صاحب مقهى بحي بلوزداد بقسنطينة أن أغلب زبائنه هذه الأيام طلقوا السياسة لانشغالهم بأحوال الطقس و أخبار المتضررين من موجة الصقيع. و استرسل محدثنا معلقا:" لقد تحوّل الجميع إلى محللين و مختصين في الأحوال الجوية و علم الفلك و المناخ". كما سجلت العديد من المواقع و المدوّنات الالكترونية الكثير من الأسئلة التي عكست تخوّفات البعض من تفاقم سوء الأحوال الجوية، بسبب بعض الظواهر الفلكية و بشكل خاص النشاط الشمسي. و عن مدى مساهمة الظواهر الفلكية في التقلبات الجوية المسجلة هذه الأيام ، قال الدكتور جمال ميموني نائب رئيس الاتحاد العربي لعلو الفضاء و الفلك بأن موجة البرد التي تشهدها الجزائر منذ أكثر من أسبوع عادية، مستبعدا أن تكون الظواهر الفلكية وراء العواصف الثلجية، و اعتبر التفسيرات بخصوص التغييرات المناخية بشمال القارة الإفريقية بغير الدقيقة لنقص الأبحاث و مراكز البحث المختصة في هذا المجال. و أوضح الفيزيائي الدكتور جمال ميموني و رئيس جمعية "الشِّعْرَى" لعلم الفلك للنصر بأنه رغم اقترابنا من أوج النشاط الشمسي إلا أن ذلك لن يغيّر المناخ بالشكل الذي يعتقده البعض ممن راحوا لحد القول بأننا نشرف على عصر جليدي جديد. و أضاف بأن البحر الأبيض المتوسط يساهم في كسر قوة الضغط الجوي الذي تسجله عادة الكثير من الدول الأوروبية في فصل الشتاء، غير أن ما حدث هذه المرة بشمال إفريقيا يبقى استثنائيا لشدة موجة البرد، لكنه لا يدعو لكل هذا القلق كما قال.