أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الأحد، أن 52 بالمئة من مجموع شباب الجزائر المنتمين إلى نفس الفئة العمرية هم من الطلبة، ما رفع نسبة الانتساب للجامعة حاليا إلى 400 طالب لكل 100 ألف نسمة، و هي نتائج وصفها بالمثمرة بعد مجهودات بذلتها الدولة الجزائرية، منها تخصيصها لنسبة 7 بالمئة لهذا القطاع من الميزانية العامة، أما على صعيد مخرجات قطاع التعليم العالي، فقد عرفت تطورا معتبرا، حيث بلغ عدد الطلاب الذين تخرجوا من المؤسسات الجامعية منذ الاستقلال إلى غاية السنة الجامعية 2020 /2021، ما يزيد عن 5 ملايين متخرج حامل لشهادة جامعية. و ألقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، خطابا مسجلا عبر تقنية الفيديو، عرض بقاعة المحاضرات محمد الصديق بن يحيى بجامعة الإخوة منتوري في قسنطينة، أمس، خلال الاحتفال بالدخول الجامعي الجديد. و ركز المسؤول، حديثه بالمقارنة بين الجامعة الجزائرية بعد الاستقلال وما أصبحت عليه اليوم، مذكرا بمراحل التطور التي شهدتها الجامعات مستدلا ببعض الأرقام، وقال إن الدولة الجزائرية ومنذ السنوات الأولى من الاستقلال عملت على تخصيص استثمارات ضخمة و اعتمادات مالية معتبرة من أجل التعليم، والتكوين في جميع الأطوار، وهذا بسن تشريعات وقوانين تضمن للمواطنين كافة حقوقهم في تلقي المعرفة من خلال دمقرطة التعليم ومجانيته، لتكوين موارد بشرية مؤهلة، وفائقة المهارات تقود البلاد في مختلف القطاعات. كما أضاف الوزير، أن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، ساهم في تكوين الإطارات التي خاضت التحدي، والتي أدت للاعتماد في ظرف قياسي على الكفاءات الوطنية، بفضل تحقيق نسب ومعدلات عالية في التنمية البشرية والتي تجعل من الجزائر تحتل مراتب متقدمة في الترتيب العالمي وفقا لتقارير منظمات وهيئات دولية، تحظى بالمصداقية والحيادية. وأكد أن هذا التطور يظهر بالأرقام والإحصائيات الدقيقة، فبعد ستة عقود، ظهر التحول الكبير الذي حصل في القطاع، والذي كان حسبه، نتاج عمليات طويلة من البناء والتطور والإصلاحات التي بدأت عام 1971 ولا تزال مستمرة إلى اليوم. تخصيص قرابة 7 بالمئة من الميزانية العامة لقطاع التعليم العالي وقال عبد الباقي بن زيان، إن الدولة الجزائرية قدمت للقطاع كل الإمكانات المادية والبشرية من أجل تطويره، وذلك بهدف الرفع من قدراته وإمكانياته استجابة للارتفاع الهائل لمنتسبيه، فعلى صعيد التمويل ارتفعت ميزانية القطاع تدريجيا وانتقلت من نسبة 2.43 بالمئة من مجموع الميزانية العامة للدولة في سبعينيات القرن الماضي، إلى ما يفوق 6.97 بالمئة خلال سنة 2021. وعلى صعيد الشبكة الجامعية انتقل عدد المؤسسات الجامعية من جامعة واحدة عند الاستقلال وملحقتين واحدة في قسنطينة وثانية في وهران، إلى 111 مؤسسة جامعية تتوزع على 48 ولاية مكونة من جامعات ومراكز جامعية، ومدارس عليا وجامعات التكوين المتواصل. أما على صعيد مخرجات قطاع التعليم العالي، فقد عرفت تطورا معتبرا، حيث بلغ عدد الطلاب الذين تخرجوا من المؤسسات الجامعية منذ الاستقلال إلى غاية السنة الجامعية 2020/2021، ما يزيد عن 5 ملايين متخرج حامل لشهادة جامعية، وتضاعف عدد المتخرجين ليصل في السنة الجامعية 2020/2021، لأكثر من 400 ألف متخرج من بينهم أزيد من 225 ألف حامل لشهادة ليسانس وأزيد من 165 ألف لشهادة ماستر. و بخصوص تطور تعداد الطلبة المستشارين بالمؤسسات الجامعية فقد وصل عدد المنتسبين للجامعة خلال الستينات 20725 مسجلا في طور التدرج، ليرتفع عددهم خلال السنة الجامعية 2021/2022 نحو مليون و 696 ألف طالب، تشكل نسبة الإناث منهم 66 بالمئة، وبلغت الزيادة الصافية في عدد الطلبة هذه السنة 88 ألف طالب، حسب وزير التعليم العالي. 52 بالمئة من شباب الجزائر من نفس الفئة العمرية طلبة و أشار المتحدث، إلى تسجيل قفزة نوعية في عدد المسجلين من الطلبة في الطور ما بعد التدرج، والذي انتقل من 156 طالبا سنة 1963 إلى أكثر من 80 ألف مسجل خلال السنة الجامعية 2020/2021، كما قارن وضعية المتخرجين بالمعايير الدولية، مؤكدا أن نسبة المسجلين في الطور الثالث تمثل 5 بالمئة من التعدادات الطلابية الوطنية، بينما يمثل متوسط المعدل الدولي نسبة 1.4 بالمئة، ما جعل الجامعة الجزائرية تكوّن أكثر من 820 باحثا في الدكتوراه لكل مليون نسمة. و واصل المتحدث إشادته بالعدد المعتبر من الطلبة المسجلين في أطوار التعليم العالي الثلاثة، والذي جاء حسبه، نتيجة مواصلة الدولة لسياسية دمقرطة التعليم، ومجانيته والتي وفرت فرص التكوين للجميع، ما جعل نسبة الالتحاق بالجامعة في طور التدرج تصل إلى نحو 52 بالمئة من مجموع شباب الجزائر الذين ينتمون إلى نفس الفئة العمرية من الطلبة، ما رفع نسبة الانتساب للجامعة حاليا إلى 400 طالب في كل 100 ألف نسمة. أما في مجال التأطير البيداغوجي، فقد بلغ عدد الأساتذة عند الاستقلال في السنة الجامعية 1962/1963 نحو 298 أستاذا منهم 82 أستاذا جزائريا، فيما كان البقية أجانب، وستبلغ هيئة التأطير مع نهاية سنة 2021 نحو 65 ألفا و509 أساتذة باحثين وبمعدل وطني للتأطير يقدر بأستاذ لكل 25 طالبا، ويعمل القطاع من أجل الاقتراب من معدل التأطير العالمي الذي هو أستاذ واحد لكل 18 طالبا حسب ما تشير إليه مرجعيات معهد الإحصائيات التابع لمنظمة «اليونيسكو». 820 باحثا في الدكتوراه لكل مليون نسمة و ذكر المسؤول، بتفتح الجامعة على المحيط المحلي والدولي، مؤكدا أن القطاع سهر على ضمان تكوين إقامي نوعي خارج الوطن لفائدة أكثر من 34 ألف طالب وباحث منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، في عديد الميادين والتخصصات، هذا الكم الهائل كلف الدولة ميزانية معتبرة بالعملة الصعبة، حسبه ، علاوة على أخذ القطاع على عاتقه تكوين ما يناهز 59 ألف طالب أجنبي ينتمون إلى 62 دولة، ويوجد حاليا بالمؤسسات الجامعية، 7 آلاف طالب من عدة بلدان عربية وإفريقية في إطار الاتفاقيات الدولية والعلاقات الإقليمية. وفي مجال البحث العلمي والتطوير التكنولوجي فقد عرف تطورا ملحوظا، فقد شهدت شبكة المؤسسات البحثية ارتفاعا لافتا حيث ارتفع عدد مراكز البحث سنة 2021 ليبلغ 30 مركزا على المستوى الوطني، إضافة إلى 1564 مخبر بحث منشأ على مستوى مختلف المؤسسات الجامعية، مما مكن من تسجيل أكثر من 85 ألف منشور علمي إلى غاية 2019، وأكثر من 400 براءة اختراع.