يستعد قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، هذه السنة، لإنشاء مرصد وطني لمتابعة سيرورة الإدماج المهني لخريجي الجامعات الجزائرية، وذلك تعزيزا لجملة الإنجازات المحققة خلال السنوات الأخيرة ولا سيما منذ سنة ,1999 حيث تدعم عدد المقاعد البيداغوجية التي تم توفيرها بنسبة 249 بالمائة، لتصل في مجملها إلى 4,1 مليون مقعد مع الدخول الجامعي 2011-.2012 وقد ساهمت جهود الدولة في تمكين الجامعة الجزائرية من كافة الوسائل المادية والتجهيزات، في دعم جهود القطاع الرامية إلى تحسين نوعية التعليم الجامعي، ولا سيما عبر توسيع عروض التكوين وتحسين جودتها وتطوير مناهج التدريس، كما مكنت من أداء مهمتها في تكوين الموارد البشرية المؤهلة ومد قطاعات النشاطات المختلفة بالمواهب والكفاءات والنخب خدمة للمجموعة الوطنية، الأمر الذي كان له الأثر الإيجابي على المنظومة الجامعية بشكل عام وانعكس أساسا فيما تستقبله هذه المنظومة سنويا من قدرات تكنولوجية وتجهيزات تعليمية. ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى التزايد المستمر لأعداد الطلبة المتخرجين من الجامعات الوطنية، حيث تجاوز هذا العدد منذ الاستقلال 920,1 مليون طالب، في حين انتقل عدد المؤسسات الجامعية من مؤسسة واحدة سنة 1962 هي جامعة الجزائر التي كانت تضم ملحقتين بكل من وهران وقسنطينة إلى 53 مؤسسة جامعية في سنة 1999 ثم يصل عددها خلال السنة الجامعية إلى 85 مؤسسة جامعية تغطي 47 ولاية وتوفر قدرات استقبال إجمالية قوامها 4,1 مليون مقعد بيداغوجي. وقد دفع هذا التطور الكمي والنوعي المميز للمنظومة الجامعية في الجزائر، المسؤول الأول عن القطاع السيد حراوبية إلى التأكيد بأن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي مدين لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بالنظر للإنجازات غير المسبوقة التي يعود له الفضل في تجسيدها، حيث مكنت هذه الإنجازات الجامعة الجزائرية من تحقيق قفزة نوعية على صعيد الهياكل البيداغوجية ومرافق الإيواء وتطوير الشبكة الجامعية، ومستوى الارتقاء بالتأطير البيداغوجي والعلمي. وبالفعل، فقد ارتفع عدد المقاعد البيداغوجية التي وفرها القطاع من 350 ألف مقعد في 1999 إلى 4,1 مليون خلال السنة الجارية، مسجلا بذلك زيادة قدرها 249 بالمائة. فيما ارتفعت قدرات الإيواء من 163 ألف سرير إلى 600 ألف سرير خلال نفس الفترة مع تسجيل دعم نوعي في التأطير من خلال وصول عدد الأساتذة الباحثين إلى 43 ألفا بعدما كانوا 16 ألفا في 1999 . وتكفي الإشارة إلى جملة المكاسب التي تميز الدخول الجامعي للسنة الجديدة 2011-,2012 لإبراز مستوى التقدم النوعي والكمي الذي تعرفه الجامعة الجزائرية من سنة إلى أخرى، حيث تم خلال هذه السنة توفير 127 ألف منصب بيداغوجي جديد، فيما بلغ عدد الطلبة الجدد الذين التحقوا بمقاعد الجامعات 240 ألف طالب، مع تجهيز الخدمات الجامعية ب85 ألف سرير و6 مطاعم مركزية جديدة. كما يتميز الموسم الجامعي الجديد بتوسيع خريطة التكوين في مختلف أطوار التعليم، مع فتح 522 عرض تكوين في الليسانس، و727 في الماستر و214 عرضا آخر في الدكتوراه، إلى جانب فتح 6 آلاف عرض تكوين في النظام الكلاسيكي و9 فروع جديدة في مختلف التخصصات، وعرفت السنة أيضا التحاق أول دفعة متخرجة من المدارس التحضيرية بالمدارس الوطنية العليا. وإلى جانب رعايته للتطور الكبير الذي عرفته الجامعة الجزائرية على صعيد دعم الهياكل البيداغوجية والخدماتية، فقد خص رئيس الجمهورية الأسرة الجامعية بالعناية الخاصة، ترجمتها القرارات التاريخية التي اتخذها في السنوات القليلة الأخيرة من أجل تحسين الأوضاع المهنية والاجتماعية للطلبة والأساتذة والباحثين، على غرار قراره رفع منحة الطلبة ابتداء من موسم ,2009 ثم بعدها إقراره بتزويد الأساتذة الباحثين والباحثين الدائمين بقوانين أساسية صدرت في أفريل ,2008 إلى جانب تكليفه الحكومة في الدخول الجامعي 2009 - 2010 من سطيف بإعداد أنظمة تعويضية مناسبة لفائدة أساتذة القطاع، تم الإعلان عن الشروع في تطبيقها بمناسبة افتتاح السنة الجامعية 2010-2011 بورقلة. وإلى جانب كل هذه الإنجازات سجل حفل السنة الجامعية الجديد الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بجامعة ''عمار ثليجي'' بالأغواط قبل أيام قليلة، الإعلان عن قرارين جديدين يقضي الأول بترقية 8 مراكز جامعية إلى مصف جامعات، فيما يتضمن القرار الرئاسي الثاني إنشاء هياكل استشفائية جامعية على مستوى ولايات الجنوب الجزائري.