ننسق مع الجزائر حول الأمن في الساحل و مصنع رونو يحتاج إلى وقت قال السفير الفرنسي بالجزائر كزافيي دريانكور أمس خلال زيارته لمدينة قسنطينة أن باريس تعمل بتنسيق تام مع الجزائر فيما يتعلق بالأمن في منطقة الساحل و أن فرنسا تعي جيدا الدور الكبير للجزائر في المنطقة، و لا يوجد بين البلدين خلافات حول التمرد الذي تقوم به بعض قبائل التوارڤ في منطقة شمال مالي. السفير من جهة ثانية قال أن مشروع بناء مصنع للسيارات في منطقة بلارة بولاية جيجل ستقوم بتنفيذه شركة رونو الفرنسية يحتاج إلى وقت أطول و أنه لا يمكن تجسيده في ظرف قصير، مبينا أن مشروع رونو في رومانيا أخذ سنوات من الوقت قبل تجسيده و كذلك الشأن بالنسبة لمصنع رونو في مدينة طنجة المغربية الذي تم تدشينه قبل أيام و قد استغرق التحضير له سنوات طويلة. السفير دريانكور و تعليقا على التصريحات الأخيرة للرئيس المدير العام لشركة رونو كالوس غصن قال أنه يتمنى أن يتم تجسيد المشروع، مشيرا إلى ما يتطلبه من مؤسسات صغيرة و متوسطة تعمل على توفير القطع الضرورية لصناعة السيارات من لواحق. و فضل السفير ترك الأمر لذوي الشأن من المفاوضين عن الشركة الفرنسية و الحكومة الجزائرية قائلا أن للجزائر طاقات و مواد أولية خام كثيرة يمكن استغلالها لبعث حركية اقتصادية و تسريع وتيرة التشغيل لفائدة الشباب. الدبلوماسي الفرنسي قال أن مهامه تتضمن زيارة كل المناطق خارج العاصمة و قد زار 40 ولاية من بين 48 في البلاد و اكتشف طاقات كبيرة من شبان مؤهلين و متكونين في ميادين التكنولوجيا و العلوم و هو مخزون بشري مهم للشركات و المتعاملين الاقتصاديين الفرنسيين المهتمين بدخول السوق الجزائرية و قال أن الميزة الكبيرة لهؤلاء أن الطاقات البشرية الجزائرية تتقن الفرنسية و هي جاهزة لأداء عمل متقن و بكلفة زهيدة، لكن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها فرنسا و بقية دور منطقة الاورو حسب المتحدث جعلت العديد من الشركات تنكفىء على نفسها و تخشى المغامرة في مجال الاستثمار. بخصوص التأشيرات التي تمنحها المصالح القنصلية الفرنسية للجزائريين قال السفير أنه تم العام الماضي منح حوالي 135 ألف تأشيرة للجزائريين منها 40 بالمئة تأشيرات تنقل و التي تتراوح مدة صلاحيتها بين عام و ثلاث سنوات و قد ساعد ذلك النوع من التأشيرات على تقليص عدد الطلبات التي تراجعت نسبة رفضها ب 28 بالمئة عما كانت عليه في السابق، كما خصت المصالح القنصلية الفرنسية فئات الصناعيين و رجال الأعمال و الأطباء و المحامين و الصحفيين بمعاملة خاصة في التعامل مع طلبات حصولهم على التأشيرات. و قدر السفير أن 5 آلاف تأشيرة يتم منحها سنويا للطلبة الجزائريين. السفير دريانكور قال أن سنة 2012 هي سنة احتفال الجزائريين باليوبيل الذهبي لاستقلالهم و فرنسا لا يعنيها الحفل إلا إذا تمت دعوتها إليه، لكنها بالمقابل ترى أن احتفالات العيد الخمسين لاستقلال الجزائر يعني الكثير بالنسبة لها و هي أحد طرفي العلاقة المتشابكة و التاريخ المشترك بين البلدين، و نفى السفير أن تكون لزيارته دلالات سياسية ذات علاقة سواء بالانتخابات الرئاسية التي يتم التحضير لها في فرنسا أو بالانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في الجزائر يوم 10 ماي القادم، و قال أنه يتطلع إلى القيام بمهامه لتعزيز التعاون و الشراكة الاقتصادية بين مدينتي قسنطينة و غرونوبل الذين تجمعها اتفاقية توأمة، و سيلتقي وفدا عن المتعاملين الاقتصاديين بغرفة الصناعة و التجارة الرمال، كما سيبحث فرص التعاون مع مسؤولين محليين.