تحافظ أسعار النفط على معدلات معقولة ومنطقية حسب المراقبين وتتجه إلى الصعود إلى معدل 100 دولار للبرميل في فصل الشتاء ، وسط توقعات أن تحافظ مجموعة «أوبك+» على الاستراتيجية التي تتبناها بالزيادة التدريجية للإنتاج ، و في هذا الإطار، توقع خبراء أن المجموعة، ستدافع عن طروحاتها السابقة خلال الاجتماع المزمع عقده غدا الخميس، والإبقاء على التضامن فيما بينها ، رافضة بذلك الضغوط المتزايدة لرفع الإنتاج بوتيرة أسرع ، في ظل زيادة الطلب العالمي. ينعقد الاجتماع الوزاري الواحد والعشرون لأوبك والدول غير الأعضاء في أوبك ، الخميس في ظل تزايد الضغوط على التحالف النفطي «أوبك+» لتغيير الخطة المنتهجة، فيما يخص الزيادة التدريجية لإنتاج النفط والتي ساهمت في تعافي الأسعار ، حيث كانت قد لامست أعلى مستوياتها في عدة سنوات، خلال الأسبوع الماضي مدعومة بانتعاش الطلب بعد تخفيف قيود جائحة «كورونا» . ويرى متتبعون، أن« أوبك+» ستتمسك بزيادات تدريجية شهرية في الإنتاج، لا تتجاوز 400 ألف برميل يوميا، على الرغم من دعوات كبار المستهلكين لضخ المزيد من النفط. وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد طرطار في تصريح للنصر، أمس، أن هناك الكثير من الضغوطات التي بدأت تطفو على السطح بخصوص سعر البترول، خاصة من الرئيس الأمريكي والذي أبدى امتعاضا كبيرا فيما يتعلق بارتفاع الأسعار و تحديد سقف الإنتاج من قبل مجموعة« أوبك+»، مضيفا أن هذا المعطى الجديد، سيكون في الحسبان، لكنه اعتبر أن اجتماع «أوبك +» سيحافظ على تسقيف الزيادة في الإنتاج عند 400 ألف برميل يوميا أو أكثر بقليل وبذلك يتم المحافظة على السعر المعقول و الذي يحدث التوازن بالنسبة للمنتجين والذي يتراوح بين 75 و85 دولارا . وأوضح في السياق ذاته، أن الزيادة التدريجية التي تعتمدها المجموعة تخدم المنتج وفي ذات الحين المستهلك ، لافتا إلى أن منظمة « أوبك» كان لها دور كبير منذ 2017 وأبلت بلاء حسنا وكان مردودها من خلال أسعار السوق المنطقية. وذكر الخبير الاقتصادي أن بعض التوقعات تشير إلى وصول الأسعار إلى سقف 100 دولار في فصل الشتاء واعتبر أنه في ظل الضغوط الحالية على المنتجين والتي لم تأت من فراع وإنما هي مبنية على مفاوضات ومشاورات ومحاولات تأثير في أطراف معينة -كما أضاف- وبالتالي الأفكار التي طرحها الرئيس الأمريكي هي ممهدة لفعل معين. و اعتبر الدكتور أحمد طرطار أن استمرار الضغوط على الدول المنتجة، قد يؤدي إلى صدمة بترولية جديدة، خاصة إذا انصاعت بعض الدول وواكبت الطرح الأمريكي . ومن جانبه ، أوضح الخبير الاقتصادي، سليمان ناصر في تصريح للنصر، أمس، أن ارتفاع أسعار مصادر الطاقة، الغاز والبترول، راجع لأسباب كثيرة، على غرار انسياق الشركات إلى الطاقات المتجددة واستثمارها الكثير من المليارات في هذا المجال ، في المقابل خفضت استثماراتها في الطاقات التقليدية، خاصة بالنسبة للبترول والغاز . ويرى أن مجموعة «أوبك+» ، قد تتجه إلى زيادة طفيفة في الإنتاج ، في ظل زيادة الطلب العالمي و بداية التعافي من وباء كورونا ، واعتبر أن الزيادة في الإنتاج بشكل طفيف سيكون في مصلحة الجميع، منتجين ومستهلكين، لأن ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية، يؤدي إلى تضخم عالمي، حيث ترتفع أسعار المنتجات على المستوى الدولي بسبب غلاء مصادر الطاقة وبالتالي الضرر يتحمله الجميع، سواء الدول المتقدمة أو المتخلفة، بما فيها الدول المنتجة للنفط. وأضاف أن هناك احتمالا ضعيفا لخضوع التحالف النفطي «أوبك+» للضغوط المتزايدة من أجل زيادة الإنتاج، ولكن الزيادة المتوقعة ، ستكون طفيفة لتلبية الطلب الكبير في السوق في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الغاز، معتبرا أن هذه الزيادة لا ترتبط بالضغوط الدولية فقط، ولكن الأسعار المرتفعة هي ليست في فائدة الجميع في العالم . وتوقع الخبير الاقتصادي، تواصل ارتفاع أسعار النفط في حالة استمرار غلاء أسعار الغاز . وللتذكير فقد تمت الموافقة خلال الاجتماع الوزاري الواحد والعشرين لأوبك والدول غير الأعضاء في أوبك ، الشهر الماضي، على التعديل التصاعدي الإجمالي للإنتاج الشهري بمقدار 400 ألف برميل يوميا لشهر نوفمبر. وكان وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، قد أكد ، أن إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائهم خارج المنظمة، أو ما يعرف بمجموعة «أوبك+»، لا يجب أن يتجاوز، شهر ديسمبر المقبل، سقف الزيادة الشهرية المتفق عليها والمحددة ب400 ألف برميل يوميا وأوضح أن «أوبك+» قامت بعمل ممتاز في دعم استقرار سوق النفط لصالح الجميع»، مشيرا إلى أنه يتعين عليها «أن تستمر في التصرف بشكل استباقي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المخاطر والشكوك لا تزال مرتفعة».