اعتبر مدرب نادي التلاغمة رابح زمامطة الفوز العريض، الذي سجله فريقه على حساب اتحاد الشاوية بمثابة رد فعل من اللاعبين بعد تعثرين متتاليين، وأكد بأن المستوى المقدم في هذه القمة يعكس الوجه الحقيقي للفريق. زمامطة، وفي حوار خص به النصر، أبدى الكثير من الارتياح بخصوص آداء تشكيلته، واعترف بأن التركيبة الحالية تتيح له العديد من الخيارات، مع توفر البدائل في كل المناصب، الأمر الذي جعله يذهب إلى حد الجزم بأن نادي التلاغمة سيكون المفاجأة السارة لبطولة هذا الموسم، وباستطاعته تحقيق "المعجزة" وانتزاع تأشيرة الصعود لو توفرت الإمكانيات المادية. ما تعليقك على الانتصار العريض، الذي حققتموه أمام اتحاد الشاوية؟ أبسط ما يمكن قوله في هذا الشأن أن فوزنا كان مستحقا، باعتراف كل من شاهد اللقاء، بما في ذلك المنافس، لأننا أدينا مقابلة في القمة، بسطنا خلالها سيطرة مطلقة على مجريات اللعب، وذلك بفضل انتفاضة اللاعبين، ورد فعلهم الذي كان إيجابيا، خاصة بعد اكتفائنا بالحصول على نقطة وحيدة في آخر مقابلتين، وعليه فإن استضافة اتحاد الشاوية، الذي كان يتصدر الترتيب دون هزيمة زاد في إصرار عناصرنا على ضرورة رفع التحدي، والتأكيد على أن ما حصل أمام الموك وبرج منايل كان عبارة عن فترة فراغ قصيرة، وعليه فإن الظهور بالمستوى الحقيقي للمجموعة سمح لنا بتأدية أفضل مقابلة منذ بداية الموسم. نفهم من هذا الكلام بأن الفوز على الرائد السابق مكنكم من استعادة التوازن؟ هذا ما كنا بحاجة ماسة إليه، لأن التعادل في عقر الديار مع مولودية قسنطينة ألقى بظلاله على الجانب البسيكولوجي للمجموعة، خاصة وأنه كسر ريتم انتصاراتنا المتتالية، بينما كانت هزيمتنا ببرج منايل منطقية إلى أبعد الحدود، لأن المنافس كان أفضل منا على جميع الأصعدة، وتلك الوضعية أجبرتنا على البحث عن الحلول الناجعة، والكفيلة بطي صفحة التعثرات بسرعة البرق، فما كان علينا سوى التركيز على التحضير المعنوي قبل مواجهة اتحاد الشاوية، لأننا على دراية بأن كسب الثقة أمر حتمي وضروري في مثل هذه الظروف، لتفادي الدخول في أزمة، ووضعية المنافس في سلم الترتيب زادت في تحسيس اللاعبين بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فجاء رد فعلهم وفق ما كنا نتوخاه، لأن النجاعة الهجومية كانت حاضرة، وكنا قادرين على تسجيل نتيجة أثقل. وهل كنتم تتوقّعون هذه الانطلاقة بالنظر إلى حصاد الفريق في 5 جولات؟ نتائجنا في عقر الديار، أكدت بأننا نحافظ على هيبة الفريق في ملعب خبازة، وذلك منذ الموسم الفارط، لأننا نرفض الهزيمة بملعبنا، ونجحنا إلى حد الآن في مواصلة المشوار بنفس الديناميكية، وذلك راجع بالأساس إلى قوة شخصية فريقنا في المباريات التي نلعبها بالتلاغمة، والاستفادة من عامل الأرض يعطي اللاعبين الكثير من الثقة في النفس، والإيمان بالقدرة على تحقيق الانتصار مهما كان وزن المنافس، وهذه الورقة تعطينا دوما شحنة معنوية إضافية في كل مبارياتنا داخل القواعد، إلى درجة أن ملعب خبازة أصبح الهاجس الذي تخشاه كل الفرق، لأننا لم ننهزم فيه منذ سنتين، وعليه فإن حصيلتنا المحققة إلى حد الآن تعد مقبولة، رغم أننا كنا قادرين على اعتلاء الصدارة لولا الظلم التحكيمي الذي تعرضنا له في لقاء مولودية قسنطينة. في ظل هذه المعطيات، كيف ترى مستقبل الفريق في الرابطة الثانية؟ المشوار المميز الذي أديناه الموسم الفارط، أعطى لنادي التلاغمة مكانته في هذا القسم، رغم حداثة التواجد في الرابطة الثانية، لكن معطيات هذا الموسم تغيرت كلية، والتعداد أصبح ثريا، ويضم لاعبين لهم خبرة في مستويات أعلى، وأبانوا عن مؤهلاتهم الفردية، الأمر الذي ساعدنا على تشكيل مجموعة منسجمة ومتناسقة، لتكون ثمار ذلك تقديم أفضل مردود في كل المباريات، باستثناء لقاء برج منايل، والذي كنا فيه خارج الإطار، وهذه الوضعية مكنتنا من الوقوف على توفر الخيارات وتعددها في كل المناصب، في وجود البدائل، وهذا ما ساعدنا على التنويع في العمل الميداني، مع نيل احترام المتتبعين بالأداء المقدم من مقابلة لأخرى، والذي مازال يأخذ منحى تصاعديا، فأصبح نادي التلاغمة بمثابة المفاجأة السارة لانطلاقة الموسم الجاري، إلا أن الحقيقة التي يجب أن نقولها إن التركيبة الحالية قادرة على صنع "المعجزة"، وتفجير مفاجأة مدوية، بالتنافس على تأشيرة الصعود إلى الرابطة المحترفة، والشرط الوحيد هو توفر الإمكانيات المادية، لأن هذا العامل يبقى العقبة الوحيدة التي تحول دون رفع عارضة طموحاتنا عاليا، وفتح باب الاستثمار في هذه المجموعة على مصراعيه، لأننا من أقوى الفرق من حيث التعداد في القسم الثاني.