تعرف أزقة وشوارع المدينة القديمة بقسنطينة، حالة متردية جراء اهتراء الطرقات والأرصفة و نقص النظافة، وهو ما أثر سلبا على جمالية المنطقة التي يُفترَض أن تكون نقطة جذب سياحي. و في جولة قصيرة قمنا بها بالمدينة القديمة التي تشهد حركية كثيفة في ساعات النهار، وقفنا على غياب شبه كلي للتهيئة بدءا من شارع العربي بن مهيدي «طريق جديدة»، فقد امتلأت طرقاته بالحفر، ما تسبب في عرقلة سير المركبات ناهيك عن التصدعات و الانكسارات العديدة بسلالم وأرصفة الحي، الأمر الذي أثار استياء المارة الذين يضطرون في كثير من المرات إلى القفز لتجنب السقوط. نفس المشاهد تتكرر لتتفاقم أكثر فأكثر كلما توغلنا في الأزقة و الشوارع الداخلية المجاورة، على غرار حيي «الرصيف » و «القصبة»، أين تشكلت تحدّبات في المسالك الحجرية التي يعود إنجازها إلى عقود، أما السلالم فكانت مائلة بينما تبدو المباني مهترئة من الخارج. و بشارع 19 جوان الذي سبق وأن خضع لعملية ترميم وإصلاح مثيرة للجدل، ما تزال وضعية الطريق متدهورة، بسبب تحرّك البلاط وتلف عدة أجزاء منه، ما خلف حفرا كبيرة تعرقل حركة المواطنين بينما يجد ذوو الاحتياجات الخاصة الذين يستعملون كراسيَ متحركة، صعوبة بالغة في السير عليه، والغريب أننا رصدنا عبور مركبات بهذا المحور رغم أنه مخصص للمارة فقط، في حين سُدّت بالوعات ببقايا التجارة الفوضوية. توجهنا بعد ذلك إلى أشهر أسواق المدينة القديمة و أعرقها و هو «سوق العصر»، أين تمتد طاولات التجار على مساحة تقابل مسجد «الكتانية» الذي يعتبر أحد المعالم الثقافية والدينية، لكن المنطقة تحولت إلى أشبه بمكب لبقايا التجارة التي تنبعث منها روائح كريهة، و لاحظنا كذلك أن الأرضية لم تعد صالحة بسبب كثرة الحفر التي امتلأت بالأوحال، إضافة إلى اتساخ الجدران الخارجية التي تكاد تغطيها الكتابات الحائطية. و تشترك كل النقاط التي زرناها، في الرمي العشوائي للنفايات و الأوساخ على الأرصفة و السلالم القديمة، مثلما هو مسجل في شارع العربي بن مهيدي، ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة، بينما تحول لون العديد من الجدران إلى الأسود، و مما زاد من تعقيد الوضع، تسربات مائية خاصة على مستوى حي «القصبة». و وجه المواطنون الذين تحدثوا إلينا، نداء للسلطات المحلية من أجل التدخل، و وضع حد للأوضاع المتردية خصوصا و أن الأحياء الشعبية العتيقة تحتل موقعا استراتيجيا بوسط المدينة، و تعتبر وجهة تجارية و سياحية يقصدها الزوار من كل مكان، يأتي ذلك رغم تخصيص ميزانية كبيرة للمدينة في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة العربية في 2015، لكن السكان يقولون إن هذه الأموال لم تعد بالفائدة على قسنطينة القديمة.