الخطر يهدد سكان شارع الإخوة أوسليمان.. نفيسة.. درب بن سعيد وغيرها النفايات تهدد البيئة والساحة في هذا التراث العالمي الأسواق الموازية... ميزة لصيقة بالقصبة لا تزال عديد العائلات بأحياء القصبة العتيقة تحتمي تحت أسقف البنايات الهشة والمهددة بالإنهيار، وتواجه مصيرا مجهولا في ظل ظروف سكنية جد مزرية، الأمر يجعلها تناشد والي ولاية الجزائر العاصمة بالتدخل الشخصي لإنقاذها من الوضع الذي تعايشه منذ سنوات طويلة . بمجرد مرور تسمية (القصبة) على مسمع المهتم بتاريخ الجزائر تخطر صورة تلك المدينة الأثرية التي تحكي قصص الجمال، الثقافة والجهاد إلا أن هذا التصور قد لا يلبث طويلا بالأذهان، فالمتجول في أزقة لإخوة أو سليمان، نفيسة، درب بن سعيد، ابراهيم الفاتح... وغيرها. والزائر لديار القصبة العتيقة يتفاجأ بوضعيتها الهشة والآيلة للسقوط، وعلى الرغم من ذلك ومن خلال الزيارة الميدانية التي قادت (السياسي) إلى ذات البلدية لا تزال العديد من العائلات تقطن بها وتحتمي بأسقفها، في وضع اقل ما يقال عنه حسبهم أنه خطير حيث أوضح السكان أنهم ألفوا سماع صوت سقوط أجزاء من الأسقف والشرفات بين الفترة والأخرى والذي عرضهم عديد المرات لجروح متفاوتة الخطورة، حيث أكد بعض المتحدثين ل(السياسي) أن فقد أن أعمدة السكنات المائلة باتت غير قادرة الصمود لوقت آخر، أما عن جدرانها فبين كل جدار وآخر ترتسم تصدعات تروي قصص السنين التي مرت على مكوث السكان بهذه المنازل، في حين لم يتبق من الأسقف سوى بعض أعمدة الطوب التي يرممها أصحاب السكنات بين الفترة والأخرى علها تقيهم من العراء، حيث أضاف السكان أن صعود سلالم العمارات المظلمة بات أشبه بالمهمة الصعبة نظرا للفجوات الموجودة بها والتي قد يكلف عدم الحذر عند الصعود أو النزول بالسقوط بكل سهولة. غرف مهجورة داخل السكنات ونحن ندخل إحدى الشقق بين بنايات القصبة لاحظنا قيام العائلات بغلق بعض الغرف، التي باتت لا تطؤها أقدامها، والتي تفاجأنا بعد فتح أبوابها المحكمة الإغلاق من الفجوات التي تملؤها والتي تطل على غرف الشقق السفلى، وحسب ما يؤكده قاطنوها فهي على هذا الوضع منذ سنوات حيث لم يجدو حلا آخر يقيهم وأبنائهم من خطر السقوط منها سوى الإبتعاد عنها وجعلها منطقة محظورة. الأمطار تتحول إلى نقمة على سكان القصبة وفي ذات الصدد، عبر السكان عن حجم المخاوف والمعاناة التي تتضاعف عند تساقط الأمطار فهم لا يأمنون على أنفسهم حيث بلغت هواجسهم إلى تأكيدهم إمضاء الليالي الممطرة وهم يترقبون الموت تحت أسقف المنازل المصنفة ضمن الخانة الحمراء، بعد أن ضاقت بهم السبل في إيجاد مأوى آخر. هشاشة السكنات تبعث الرعب في نفوس العائلات وفي ذات السياق، لم يخف سكان البنايات الآيلة للسقوط عن حجم الأثر النفسي الناجم عن تخوفهم من الموت ردما خاصة بعد حوادث سقوط البنايات التي تشهدها الجزائر في الآونة الأخيرة على غرار سقوط بنايات بالقصبة شهر أفريل المنصرم وكذا سقوط البناية الواقعة بمدينة (شابو) بوهران، فالداخل إلى تلك البيوت العتيقة يتساءل عديد المرات حول مصيره، خاصة وان الخطوات على أرضيات غرفها يجب أن تكون جد متأنية نظرا لعدم قدرتها على تحمل الثقل، الأمر الذي يدفع بالسكان إلى التخلي عن عديد التجهيزات المنزلية والإبقاء على الضرورية منها فحسب، فهم يتحملون حرارة الصيف دون مكيفات هوائية، التي قد يكون تركيبها كفيلا بهدم جدران المنزل على رؤوسهم. الحشرات والقوارض تقاسم المواطنين سكناتهم وفي ذات الصدد، أعرب المواطنون عن قلقهم من الإنتشار الواسع الذي تعرفه الأزقة والبيوت لشتى أنواع الحشرات الضارة والقوارض التي وجدت من الركام والخراب الذي يملئ السكنات ملاذا آمنا لها ومحيط مناسبا لتكاثرها، ليجد السكان أنفسهم في مواجهة عديد الأمراض والأوبئة التي فتكت بأجسادهم، الأمر الذي زاد من حدة المعاناة التي يتخبطون فيها مما يستدعي حسبهم ضرورة التدخل العاجل للسلطات المعنية لإنقاذ أبناء القصبة قبل أن يكون الموت تحت أسوارها مصيرا لهم. بنايات الأسطح القصديرية... تفقدها طابعها الأثري في ظل تواصل السلطات المحلية في المماطلة في توفير سكنات تليق بالكثير من السكان الذين يعيشون الضيق والخطر في آن واحد، دفع الكثير منهم إلى بناء بيوت قصديرية فوق أسطح منازلهم الهشة بعد أن ضاقت بهم السبل في الحصول على سكن لائق، هذه البيوت التي التمسنا من خلال تجوالنا في شوارع القصبة على غرار درب عيسى ملايكة، وعيسى رحموني، أنها باتت تفقد سكنات القصبة العتيقة طابعها السكني العثماني الذي يمثل تاريخ الجزائر. السكان يشتكون تباطؤ عمليات الترميم وبخصوص عمليات الترميم التي طالب بها السكان كحل مؤقت يجنبهم خطر الموت، فقد أكد السكان أن هذه العمليات متوقفة منذ سنة 2009 دون أن توضح لهم أسباب التوقف وهو ما دفع بكثير من الساكنين إلى القيام بترميم منازلهم بإمكانياتهم الخاصة ما نجم عنه فقدانها لطابعها الأثري خاصة من الناحية الخارجية فالمتأمل لسكنات القصبة من أعالي سطوحها يدرك أن طابعها مهدد بالإندثار. النفايات ديكور هذا التراث العالمي وليس مشكل وضعية السكنات هو فقط ما تتخبط فيه بلدية القصبة إنما ، تعاني هذه المنطقة السياحية المصنفة ضمن التراث العالمي من طرف اليونسكو من تردي الوضع البيئي بشدة ، فالمار بأزقتها وشوارعها يلاحظ الانتشار الكبير للنفايات والأوساخ التي باتت تشوه منظرها العام، حيث تبقى هذه الوضعية محل تساؤل حول المسؤول عن هذه الإنتهاكات في حق البيئة والسياحة في آن واحد. وفي حديث لأبناء القصبة، أرجعوا أسباب الوضع الراهن إلى تصرفات عديد المواطنين والباعة الفوضويين التي لا تمت للتحضر بأي صلة، موضحين بأن الجهود التي تقوم بها مصالح البلدية لن تجنى ثمارها إذا ما تحلى كل السكان بروح المسؤولية ووحدوا سواعدهم. طرقات البلدية تعرف تردي منذ سنوات من جهة أخرى، اشتكى المواطنون من وضعية الأرصفة غير المهيأة، والتي أكدوا أن عديد السنوات مرت على آخر تهيئة عرفتها طرقات البلدية مما بات سببا أول في عرقلة حركة سير الراجلين عليها خاصة في حالة تساقط أمطار الشتاء نظرا لوجود العديد من الحفر على مستوى هذه الأرصفة والطرقات، الأمر الذي يجده المواطنون تقصيرا من طرف مصالح المجلس الشعبي البلدي للقصبة بلدية الأسواق الموازية... لقب يلازم القصبة ومن أشهر ما تعرف به بلدية القصبة هو كونها ذات طابع اقتصادي من أزمنة عديدة فشوارعها وأزقتها على غرار ساحة الشهداء، الأقواس، الروتشار، تعج بطاولات الباعة المتجولين لمختلف أنواع البضائع من خضر وفواكه، مواد غذائية، ألبسة، ألعاب نارية ومفرقعات ، وغيرها والذين يشدون الرحال إليها من مختلف المناطق المجاورة وحتى البعيدة ،الأمر الذي يعتبره البعض من الميزات التي تجعل المنطقة حيوية وقبلة للزبائن والتجار. ومن جهة أخرى يرى قاطنو البلدية أن هذه الأسواق الفوضوية هي احد أهم أسباب تدني الوضع البيئة بالمنطقة فحسبما أوضحوه للسياسي تتسبب المخلفات التي يتركها الباعة ورائهم نهاية كل يوم في خلق حالة من الفوضى. وفي ذات الصدد، أوضح سكان أحياء القصة أنهم يتكبدون عناء كبيرا للدخول بمركباتهم إلى أماكن سكنهم في ظل الاكتظاظ الشديد الذي تتسبب فيه الأسواق الموازية التي تستقطب زبائنها من مختلف ربوع الوطن. محمدودية صلاحيات رئيس البلدية تقف كعثرة بوجه طموحاتنا أكد عمر زطيلي، رئيس المجلس البلدي لبلدية القصبة خلال لقاء جمعه ب(السياسي)، أن محدودية الصلاحيات للمجالس البلدية تعتبر كعثرة بوجه الطموحات والمشاريع المسطرة، داعيا خلال حديثه طالبي السكن بالتحلي بالصبر باعتبار أن عملية ترحيلهم الى سكنات لائقة مرهونة باشارة من مصالح ولاية الجزائر. ما هو جديد ملف إعادة الإسكان ببلدية القصبة؟ + أزمة الإسكان هو مشكل يمس كل بلديات العاصمة، غير أن هذه العملية ليست من صلاحيات البلدية إنما ترجع إلى مصالح ولاية الجزائر البلدية عرفت منذ 2017 عدة عمليات ترحيل استفادت منها 800 عائلة في إطار البنايات الهشة، حيث تواصل مصالحنا مسح ملفات قاطني البنايات الهشة وتقديمها الى اللجنة المختصة على مستوى الولاية المنتدبة، إلا أننا نجهل عن تواريخ ومواعيد عمليات الترحيل باعتبار أن هذه الاخيرة خارجة عن حيز صلاحيات المجالس الشعبية البلدية، وبهذا الخصوص ندعوا مواطنينا الى النظر الى الوضع برؤية موضوعية والتحلي بالصبر. أين وصلت عمليات الترميم؟ + سكنات القصبة مصنفة ضمن التراث العالمي من طرف منظمة اليونيسكو، وهي بذلك تخضع لعدة خصائص، حيث أوضح أن عمليات الترميم ببعض منازل القصبة يستحيل أن تتم قبل ترحيل ساكنيها، أما بخصوص الملاك الذين يرغبون في ترميم منازلهم، فيجب عليهم الالتزام بالطرق القانونية للترميم من خلال التواصل مع وكالة القطاعات المحفوظة التي وضعت قائمة بأسماء المهندسين المعماريين الذين يمكنهم أن يضعوا خطة معمارية تبقي على الطابع العمراني والأثري للمدينة. تعرف بلدية القصبة تردي كبير للوضع البيئي، ما السبب في ذلك؟ + ببلدية القصبة نحاول جاهدين النهوض بواقع النظافة والبيئة، إلا أن مشاكل عديدة تعرقل من السير الحسن لهذه العملية أولها طابع النسيج العمراني للبلدية الذي يمتاز بضيق أزقته التي ما لا يسمح بدخول العتاد وشاحنات رفع الأوساخ إليها، الأمر الذي يضطرنا إلى الإبقاء على الطرق التقليدية في تنظيف هذه الأحياء استعانة بظهور الحمير لنقل النفايات إلى المكبات. ومن جهة أخرى نواجه مشكل عدم تجاوب السكان مع حملات التحسيس التي نقوم بها لتوعيتهم بضرورة الحفاظ على نظافة محيط القصبة، فعديد من مواطني البلدية يأبون التسليم بضرورة التزامهم بمواقيت وأماكن رمي الأوساخ. الأسواق الفوضوية لقب بات لصيقا بالبلدية، هل عجزتم عن حل هذا المشكل؟ + مشكل الأسواق الفوضوية هو أمر سعينا مرارا وتكرارا للقضاء عليه باعتبار أن القصبة قلب العاصمة، وذلك من خلال فتح العديد من الأسواق الجوارية التي يبلغ عددها لحد الآن 05 أسواق، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لحل هذه المشكلة وذلك راجع للأعداد الهائلة من الباعة الذين يتوافدون على شوارع البلدية من كل ناح وصوب لمزاولة نشاطهم التجاري، بإعتبارها قبلة لأعداد هائلة من الزبائن، إلا أن الملاحظ أن كثيرا من الباعة يتخلون على محلاتهم داخل الأسواق المهيئة بحيث يفضلون مزاولة نشاطاتهم التجارية على الأرصفة، يتفاقم المشكل إلا حد وصل بالباعة الى تأجير أماكن البيع، وللعلم فان القضاء على هذا المشكل ليس من صلاحيات المجالس الشعبية البلدية فليس من الممكن أن يتولى رئيس المجلس الشعبي البلدي مسؤولية القضاءعلى هذه الأسواق، كون أن هذه العملية تستلزم وضع استراتيجيات محكمة أهم اهدافها فتح مناصب شغل للشباب الذي يزاول نشاطه التجاري على الأرصفة. اشتكى السكان من عدم تعميم التهيئة الحضرية على الشوارع والأحياء، لما ردكم؟ + نظرا للغلاف المالي المحتشم لسنة 2019 لبلدية القصبة والذي قدر ب47 مليار مستثنا منها 35 مليار أجور للعمال، الأمر الذي يؤول دون تمكين البلدية من تحقيق مختلف مشاريع التهيئة التي تطمح اليها، الا أننا قمنا بتكثيف الجهود في هذا المجال بحيث تمكنا من تزفيت عديد الطرقات بما فيها الطريق الرابط بما فيها الطريق الرابط بين بوزرينة وسيدي عبد الرحمان، محيط كتشاوة، شغيفارا، 01 نوفمبر، ذباح شريف وغيرها من الطرقات، وبخصوص الأرصفة لا يخفاكم أن الشروع في مثل هذه الانجازات يتطلب الاتصال بمكتب دراسات دراسة معمقة، وانجاز بطاقة تقنية ورصد الاموال، وغيرها من الخطوات التي تسبق الإنطلاق في تهيئة الطرقات، الأمر نمشي فيه بخطوات ثابتة بحيث ستنطلق الأشغال على مستوى عديد الأرصفة ابتداء من الاسبوع القادم وعليه ندعوكم الى زيارة البلدية خلال أربعة أشهر لمعاينة التغيير. يعاني سكان القصبة من افتقارهم للمرافق الترفيهية، هل من مشاريع بهذا الخصوص؟ + يعد الطابع العمراني لبلدية القصبة أصعب عقبة تحول دون تمكيننا من النهوض بهذا بهذا المجال، حيث أن البلدية تفتقر كليا لأماكن صالحة لإنجاز مشاريع ترفيهية، وخلال هذا الوضع لم نجد حلا سوى تحويل بعض الأماكن على غرار إعادة تهيئة قاعة متعددة الرياضات، والشروع في إنجاز 04 ساحات عمومية. ما المشاريع التي أنجزتها بلدية القصبة سنة 2019؟ + قامت البلدية باستغلال ميزانيتها في تزفيت العديد من الطرقات وتهيئة العديد من المدارس الإبتدائية التي يبلغ عددها 16 مؤسسة وترميمها حيث حرسنا من خلالها على سلامتنا أبنائنا التلاميذ، فيما لا تزال الأشغال جارية في عدد منها كونها أشغال سطحية لا تعرقل من سيرورة الدراسة. ما المشاريع التي تعتزمون انجازها مستقبلا؟ + تعتزم البلديات في خلال الأيام القليلة القادمة الإنطلاق في تهيئة الأرصفة، كما سنشرع في أشغال إنجاز عدة مساحات عمومية للترفية والتسلية. ما هي المشاكل التي تقف كعائق بوجه طموحات البلدية؟ + بداية، تعاني المجالس الشعبية البلدية عموما من محدودية الصلاحيات لذلك نطالب من خلال هذا المنبر بإعطاء الصلاحيات للمجالس الشعبية البلدية، أما بخصوص بلدية القصبة فهي تفتقد للإطارات التي تسهل من سيرورة العمل، حيث نواجه عديد المرات مشاكل تستدعي تدخل التقنيين والمختصين، ونذكر على سبيل المثال تقنيي الإعلام الآلي حيث أن انعدام هذه الشريحة ضمن قائمة الموضفين يصعب علينا القيام بمهامنا، كما أن ميزانية البلدية المحدودة لا تسمح لنا بدحض عجلة التنمية والتهيئة بها كونها من أعرق البلديات وأكبرها من حيث الكثافة السكانية، مما يستلزم رعاية خاصة بها.