الشاحنات أصبحت خطرا محدقا يهدد أصحاب المركبات الصغيرة تحول تخلي معظم الشاحنات بكل أنواعها و أحجامها عن ستار العجلات الخلفي إلى خطر يهدد حياة ركاب و أصحاب السيارات الصغيرة التي تسير خلفها عبر الطرقات مع كل تساقط للمطر أو تبلل لأرضيتها، جراء قذفها لكميات كبيرة من الوحل و المياه المحملة للأتربة مما يعيق الرؤية و يجعل في الكثير من الأحيان ماسح الزجاج عاجزا عن القيام بوظيفته و هو ما يحتاج لكميات كبيرة من الماء قد لا يحتويها الخزان الذي تتوفر عليه المركبات و الذي لا تتجاوز سعته اللتر و نصف اللتر . هذا ما وقفنا عليه مؤخرا مع تساقط كميات كبيرة من الثلوج بعد أن لاحظنا الكثير من السيارات مركونة يحاول أصحابها عبثا تخليص زجاجها الأمامي مما علق بها من أوحال. كما أن العديد من أصحاب السيارات الجميلة والجديدة يعانون من نفس الظاهرة على مدار السنة وسط المناطق العمرانية جراء انتشار برك الماء التي تشكلها التسريبات المستمرة من شبكات التوزيع. موظفة تملك سيارة من نوع "شيفرولي" قالت أن مركبتها تتعرض في العديد من المرات لتطاير الأتربة المبللة والوحل من عجلات الشاحنات بمجرد الخروج من محطات الغسل على مستوى المنطقة الصناعية "بالما" بمدينة قسنطينة وهذا ما يجعلها في كل مرة تخسر 400دج دون أن تتمتع بمركبة نظيفة لعدة أيام . فيما قال لنا دكتور في طب الأسنان يسكن في إحدى بلديات قسنطينة وينشط في أخرى تربطهما مسافة 60كلم تقريبا و كثيرا ما يتأخر في عيادته شتاءا للإلتزاماته مع زبائنه أن هاجسه الوحيد ليلا الشاحنات و ما تقذف من وحل و مياه محملة بالأتربة مما جعله يعمد دائما إلى حمل كميات كبيرة من الماء حتى يتمكن من تنظيف زجاج سيارته عدة مرات في طريق عودته . فيما قال لنا فارس شاب آخر أنه عاد إلى بيته بصعوبة كبيرة بعد أن تخلف عن الرجوع على غير العادة جراء شلل في سيولة حركة المرور و لسوء حظه أن ماء سيارته نفد جراء كثرة الاستعمال مما جعله يركن سياراته ليلا ويبحث عن مياه راكدة يغسل بها زجاج سيارته الذي غطته مقذوفات الشاحنات من عجلاتها الخلفية جراء عدم توفرها على الستار الخلفي وهذا ما عرضه إلى خطر كبير ليلا ، إلى حين وصوله إلى بلدية الخروب أين اقتنى عدة عبوات معدنية كلفته أكثر من سعر البنزين الذي يستهلكه في طريق عودته . هذه الظاهرة يقول آخر جعلتنا لا نستعمل مياه نفطال الخاصة التي لم يعد لها أثر في السوق و التي يساوي سعر دلو أل : 5لترات منها 200دج و اضطررنا إلى استعمال مياه الحنفيات بعد أن زاد استهلاكها هذه الأيام الموافقة لرداءة الأحوال الجوية على الرغم من تعليمات الصانع بعدم استعمالها لما تشكله من خطر على أجهزة السيارة لما تحمله من غبار و كلس يمكن أن يتسبب في سد منافذ الماء الدقيقة الخاصة بأجهزة غسل نوافذ السيارات . وفي جولة لدى بائعي لواحق السيارات و في عدد من محطات نفطال وقفنا على ندرة وجود المياه المعالجة و المطابقة للمواصفات و قد تحدثوا لنا عن تسرب عبوات مقلدة يصعب التفريق بينها وبين الأصلية و التي في حقيقتها مياه عادية ملونة . و أكد صاحب مدرسة لتعليم السياقة أن هذا الستار أو الحاجب للعجلات ضروري في المركبات الكبيرة ، وبالنسبة للسيارات الصغيرة الحديثة فقد اعتمد صانعوها على زيادة في حجم مخفف الصدمات الخلفي الذي يقوم بنفس الدور كما أوضح لنا، فيما تحمل أخرى هذا الستار بشكل جديد وبسيط . و اعتبر عدم وجوده في الشاحنة مخالفة مرورية يعاقب عليها القانون و هو ما يقدمه في دروس تعليم قانون المرور للمرشحين لصنف الثقيل و النقل العمومي . فيما أخبرنا مصدر من جهاز الدرك الوطني أن ذلك كان معمولا به في قانون 1974 و بعد التعديلات التي أدخلت عليه لاحقا تم حذف هذه المخالفة من قانون المرور ولم يعد يحرر في حال عدم وجود الستار غرامات مالية على المخالفين. ليبقى الحذر و الحيطة و حمل كميات هامة من المياه وحدهما كفيلان بالحد من الأخطار التي قد تنجم عن حجب الرؤية جراء السير خلف الشاحنات الثقيلة الوزن الذي يعتبر في حد ذاته خطرا كبيرا و خطأ جسيم ينبغي على أصحاب السيارات الصغيرة تفاديه.