" رغم الوعود الطيبة القلوب غير مطمئنة" قال رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله أن حزبه جاء ليساهم في إحداث التغيير السلمي ويقود نضالات الأمة نحو مستقبل أفضل، وأكد في تجمع شعبي احتضنته صبيحة أمس دار الثقافة هواري بومدين بسطيف أن حزبه جاء أيضا للوقوف ضد الممارسات الخاطئة والعمل على إقامة دولة ديمقراطية في إطار المبادىء الإسلامية وبيان أول نوفمبر الذي تم وضعه في الأرشيف بعد الاستقلال. جاب الله أوضح أيضا أن حزبه يناضل من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وكذا رفع الظلم عن الإسلام والديمقراطية والوطن والشعب، وذلك وفق منهج قويم يقوم على التسامح والتعاون والحق والعدل واحترام وحدة الوطن وحمايته من كل خطر يتهدده خارجيا وكذا العمل على تنميته وتنويع مصادر الدخل القومي وصيانة حقوق المواطنين وكرامتهم. رئيس جبهة العدالة والتنمية وبعد أن تحدث مطولا عن الثورات التي حدثت في العديد من الدول العربية، أوضح أنه ينبغي على النظام في الجزائر أن يحسن الاتعاظ من هذه الثورات ويعمل على إعادة الحق للأمة وذلك بتوفير جميع الضمانات التي تحمي حقوقها المشروعة أو تحمل المسؤولية الكاملة لوحده مما قد يحدث. وخلال تطرقه للانتخابات التشريعية المقبلة، أكد جاب الله أنه وبالرغم من الوعود الطيبة لإجرائها لكل حرية وشفافية، إلا أن القلوب غير مطمئنة وفي هذا السياق أوضح أن تأخر عملية منح الاعتماد للأحزاب السياسية الجديدة سلوك لا يعبر عن نية صادقة ولا يبعث على الراحة والاطمئنان والثقة، مشيرا أن العملية مقصودة من السلطة لتشديد الخناق على هذه الأحزاب، وأكد في نفس السياق أن النخب الحالية التي بيدها القرار ليس لديها أي استعداد للتغيير، ومن ثمة – يضيف – أنه من حقه أن يعبر عن تخوفه. جاب الله وبعد أن تساءل: أليس من الواجب أن تنطلق كل القوى السياسية في وقت واحد استعدادا للانتخابات، أوضح من جهة أخرى أن قائمة الناخبين التي أعلن عنها والتي تضم 21 مليون ناخبا مبالغ فيها لأن العدد الحقيقي حسبه لا يتعدى 16 مليون ناخب، وبالتالي هناك زيادة تقدر بين 4 إلى 5 ملايين ناخبا باعتبار أن القوائم تضم أيضا حتى الأموات. رئيس جبهة العدالة والتنمية أكد من جهة أخرى أن الشعب الجزائري يتقدم كل الشعوب العربية في الروح الثورية والرغبة في التغيير من الناحية التاريخية، وعليه فإن رغبته في التغيير السلمي حق شرعي. جاب الله وبعد أن وجه دعوة للإقبال بقوة على صناديق الاقتراع يوم 10 ماي المقبل أكد أن خير الجزائر في جبهة العدالة والتنمية لأن منهجها هو الأرضى لله والأنفع للشعب والوطن، وهذا عكس الفلسفة النفعية الميكيافيلية السائدة الآن في كل الأنظمة في العالم دون استثناء والتي تقوم على المصالح الضيقة والتعامل غير العادل تجاه مختلف القضايا.