الجزائر (0) - غينيا الاستوائية (1) منيت سهرة أمس، التشكيلة الوطنية بخسارة غير متوقعة فوق أرضية ملعب جابوما بمدينة دوالا الكاميرونية، أمام منتخب غينيا الاستوائية المتواضع الذي استطاع بإرادة لاعبيه ودهاء مدربه خوان ميتشا، نيل شرف هزم بطل إفريقيا ووضع حد لمسيرة ذهبية امتدت ل35 مباراة، وكانت قد بدأت بتاريخ 16 أكتوبر من عام 2018. وكان الشوط الأول لهذه المباراة التي لعبت في إطار الجولة الثانية من دور مجموعات "كان" الكاميرون، امتدادا للوجه المقدم من قبل المنتخب الوطني في المباريات السابقة، حيث أدت العناصر الوطنية مرحلة أولى سيئة، ميزتها النرفزة والعشوائية في اللعب، بدليل إشهار الحكم الغواتيمالي ماريو ايسكوبار 6 بطاقات كاملة، نصفها تحصلت عليه العناصر الوطنية، التي تأثرت كثيرا بأرضية الميدان السيئة، فيما حرم الانتشار الجيد لأشبال المدرب خوان ميتشا، زملاء محرز من صنع اللعب وبناء هجمات من الخلف، بدليل أن العشر دقائق الأولى لم تشهد ولا فرصة حقيقية للتشكيلة الوطنية، التي حتى وإن عادت بعد ذلك، وهددت مرمى الحارس أونو نغا، عن طريق بلايلي في الدقيقة 11 ثم محرز في الدقيقة (20 و21)، غير أنها عجزت عن تسجيل أول هدف لها في الدورة، وحتى أخطر فرصة، التي قادها بلايلي ومحرز ثم أودع فيها بونجاح الكرة الشباك، أوقفها الحكم بداعي التسلل. اللهث وراء الوصول إلى مرمى الحارس أونو نغا، جعل أشبال بلماضي يقعون في فخ التسرع، ما منح عناصر الفريق المنافس ثقة أكبر في النفس، مكنتهم من تسيير ما تبقى من هذا الشوط بكثير من الأريحية، وزادت من جرأتهم ورغبتهم في بلوغ مرمى مبولحي الذي صد كرة كانت متجهة إلى الشباك في الدقيقة 36، بعد مخالفة نفذها بابلو قاني بطريقة مباغثة، قبل أن يجانب أحسن لاعب في المباراة سيلفادور التسجيل، بقذفة قوية اكتفى حارس المنتخب، بمرافقتها وهي تمر بجانب القائم الأيسر لمرماه. وقبل نهاية النصف الأول، أتيحت مخالفة للخضر على مقربة من مرمى الغينيين، لكن محرز الذي أراد تكرار سيناريو هدفه في مرمى منتخب نيجيريا، وضعها خارج الإطار. المرحلة الثانية، وجه في بدايتها لويس ميغال إنذارا شديد اللهجة لعناصر التشكيلة الوطنية، التي فقدت بعد ذلك خدمات المدافع بلعمري لما ترك مكانه مضطرا لزميله تاهرات، لكن أشبال بلماضي سرعان ما تحكموا في زمام الأمور، وفرضوا حصارا حقيقيا على منطقة الغينيين، خاصة بعد دخول بولاية وسليماني مكان فغولي وبونجاح على التوالي، لكن نقص الفعالية ومعاندة الحظ لبلايلي رفاقه، فوت العديد من الفرص أخطرها مخالفة محرز وبلايلي في الدقيقة 66. بعدها حدث ما لم يكن الحسبان، بعد نجاح إيستيبان فرناندير في الدقيقة 70، في مخادعة مبولحي بهدف يتحمل مسؤوليته خط الدفاع بسبب التمركز الخاطئ وسوء المراقبة، وهو الهدف الذي حاول عطال ورفاقه الرد عليه، لكن التسرع وسوء الطالع فوتا الكثير من الفرص السانحة أهمام تلك التي أتيحت لبلايلي، ثم سليماني في الدقيقة 82، ثم بعدها بدقيقة عطال عندما حاول مخادعة الحارس ودفاعه بكرة قوية، لتأتي فرصة بن سبعيني في الدقيقة 85، التي أبعدها المدافع في آخر لحظة، قبل أن يعلن الحكم إيسكوبار نهاية المواجهة، بهزيمة الخضر وتوقف سلسلة، تمنى الجزائريون استمرارها على الأقل، حتى بلوغ الدور الثاني. كريم - ك "الماكنة" الهجومية معطلة واصل أمس، هجوم المنتخب الوطني الصيام عن التهديف لثاني مباراة على التوالي، ما يؤكد وجود خلل ما على مستوى القاطرة الأمامية، وافتقاد الخضر لصاحب اللمسة الأخيرة، خاصة في ظل الكم الهائل من الفرص الحقيقية الضائعة، والتي بلغ عددها ما بين مواجهتي غينيا الاستوائية وسيراليون حوالي 20 محاولة، وهو ما أدخل أشبال بلماضي في مرحلة شك وفقدان التركيز، وظهر جليا في عدة لقطات أبرزها، كرتي يوسف بلايلي وإسلام سليماني في الشوط الثاني، عندما ضيعا هدفا محققا في أقل من دقيقة. وكان بلماضي، قد ركز في الحصص التدريبية الأخيرة على العمل أمام المرمى، وطالب رفاق محرز بضرورة تجسيد أنصاف الفرص في مواجهة غينيا الاستوائية، غير أن الخضر لم يتمكنوا بعد من زيارة شباك المنافسين، وأكثر من ذلك فإن الحظ أدار ظهره لهم، بعد أن رفض الحكم هدف بونجاح بعد العودة إلى تقنية الفار في المرة الأولى، ثم رفع الحكم المساعد الراية في هدف بلايلي في الشوط الثاني. وفي السياق ذاته، لم يكن المهاجم بونجاح عند مستوى ثقة بلماضي في شخصه، خاصة وأن الناخب الوطني تعمد إقحام ابن الباهية وهران منذ البداية، على أمل نجاحه في إسكات منتقديه، غير أنه عوض التركيز على الميدان والبحث عن كيفية الوصول إلى مرمى الخصم، كان يحتج كثيرا على قرارات الحكم شأنه شأن الكثير من اللاعبين، وهو ما كلفه الحصول على إنذار في الدقائق الأولى، ما أخرجه من أجواء المباراة، ما دفع مدرب الخضر لتعويضه بسليماني، الذي بدوره مر جانبا للمباراة الثانية على التوالي. من جهته رياض محرز، الذي تعود على تقديم الإضافة للمنتخب، وتسجيل الأهداف الحاسمة، أتيحت أمامه فرصة لتكرار هدفه الشهير في مرمى نيجيريا في "كان" مصر 2019، لكن كرته أخطأت الشباك، في سيناريو يلخص الحالة التي تواجدت عليها القاطرة الأمامية للخضر، والتي تبقى مطالبة باستعادة عافيتها وفعاليتها بداية من مواجهة كوت ديفوار، لتفادي الخروج المبكر. جدير بالذكر، أن الخضر أنهوا المباراة بأربعة لاعبين في الهجوم، وهم محرز وبلايلي وسليماني وبراهيمي، لكن كل هذا لم يكلل بتسجيل أول أهداف المنتخب في دورة الكاميرون. حمزة.س حظوظ التأهل لا تزال قائمة الخضر مطالبون بالفوز على الفيلة بات المنتخب الوطني، بعد الانتكاسة التي تعرض لها في مباراة أمس أمام غينيا الاستوائية، عقب الانهزام بهدف لصفر، مطالبا بالفوز بمباراته الأخيرة أمام كوت ديفوار، وانتظار هدية من المباراة الثانية التي ستجمع غينيا الاستوائية وسراليون، خاصة وأن تخطي "الفيلة" سيضمن للمنتخب الوطني رفع رصيده إلى 4 نقاط ليتساوى مع أشبال باتريس بوميل، غير أنه يتفوق عليهم حينها من حيث المواجهات المباشرة التي تعتمدها الكاف كمعيار لتحديد الأفضلية في مجموعات "الكان"، إذ يتم كما ينص عليه نظام المنافسة في كأس الأمم الإفريقية، اللجوء أولا إلى المواجهات المباشرة، ثم فارق الأهداف، بعدها أكبر عدد أهداف تم تسجيلها في كل مباريات دور المجموعات، وأخيرا يتم إجراء القرعة. وسيكون أشبال جمال بلماضي ملزمين، بتخطي رفاق زاها في قمة المجموعة الخامسة، لكي يكسبوا الأفضلية على منافسهم المباشر على التأشيرة الثانية، وهذا كله مرتبط بفوز أحد المنتخبين في المباراة الثانية، حيث أن فوز أشبال خوان ميتشا سيجعلهم ينهون دور المجموعات في صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط، فيما تكون التأشيرة الثانية من نصيب رفاق القائد رياض محرز، كونهم يتقاسمون الصف الثاني مع الأفيال برصيد 4 نقاط، مع الاستفادة من أفضلية المواجهات المباشرة، في سيناريو طبق الأصل لما حدث مع الخضر في دورة الغابون 2010، حينما عبر منتخبنا للدور الثاني بعد تخطيه عقب مالي، إذ احتكم القائمون على تنظيم البطولة للمواجهات المباشرة، كما سيكون معمول به في بطولة الكاميرون التي لم يحالف فيها الحظ أبطال إفريقيا للبصم على البداية المرجوة، خاصة بعد التعثر الأول المسجل أمام منتخب سيراليون في لقاء الافتتاح، ما أدخل الشك لنفسية اللاعبين، وجعلهم يعانون من ضغوطات خلال مباراة أمس، التي ورغم السيطرة على جل مجرياتها، إلا أن الخضر انهزموا في آخر المطاف من كرة ثابتة حبست الأنفاس، وأخلطت حسابات المجموعة الخامسة التي ستفقد رسميا إحدى المرشحين للفوز باللقب، ويتعلق الأمر بالخضر أو الأفيال، سيما في حال سارت نتيجة اللقاء الآخر في غير صالح بلماضي وأشباله. ويبدو أن التعادل في اللقاء الثاني الذي سيلعب في نفس توقيت مباراة الخضر وكوت ديفوار سيكون ضد مصلحة رفاق الحارس رايس وهاب مبولحي، على اعتبار أنه في حالة تساوي أكثر من منتخبين في مجموعة واحدة في النقاط( غينيا في حال تعادلها مع سيراليون سترفع رصيدها إلى 4 نقاط، فيما سيرتفع رصيد الخضر في حال الفوز بلقاء 20 جانفي إلى 4 نقاط أيضا، دون نسيان كوت ديفوار التي عند خسارتها سيتجمد رصيدها عند 4 نقاط كذلك)، وفي هذا الصدد سيتم اللجوء إلى المواجهات المباشرة، ومن ثم أفضل فارق أهداف في مباريات المنتخبات المتنافسة، وأخيرا أكبر عدد أهداف تم تسجيلها في المباريات بين الفرق المتنافسة، وهناك سيكون لزاما على الخضر أن يسجلوا ثلاثية على الأقل لتكون الحسابات في صالحهم في آخر المطاف، ولو أن هناك احتمال التأهل كأفضل ثالث، حيث سيصعد أربع منتخبات من أصل 6 مجموعات، وهو ما تأمل فيه الجماهير الجزائرية في حال سارت كل المعطيات ضد ما يصبوا إليه الجميع.