شدّدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على ضرورة إجراء عملية الختان بمصالح الجراحة للمؤسسات الاستشفائية العمومية والعيادات الخاصة، وأن يشرف عليها طبيب مختص في الجراحة، مع إخضاع الطفل للفحوصات والتحاليل الطبية لحمايته من المضاعفات الصحية. وأكدت وزارة الصحة بأنه يمنع منعا باتا إجراء عمليات الختان خارج المصالح الاستشفائية المختصة في الجراحة العامة، سواء كانت تابعة للقطاع العمومي أو الخاص، وشددت على ضرورة إجرائها في وسط استشفائي يتوفر على كافة الشروط الصحية، وأن يشرف عليها أطباء جراحون. ودعت وزارة الصحة إلى إخضاع الطفل للتحاليل الطبية قبل العملية، للتأكد من جاهزيته لعملية الختان، كما حثت المصالح الاستشفائية المختصة على برمجة هذه العمليات طيلة الشهر الفضيل، وعدم حصرها على ليلتي النصف والسابع والعشرين. وتهدف التعليمات الصارمة لوزارة الصحة إلى ضمان التأطير الجيد لعمليات الختان، وتوعية الأسر بالإجراءات الاحترازية الواجب التقيد بها، لحماية الطفل من المضاعفات الصحية التي تسببها عمليات الختان غير الخاضعة للشروط الصحية، أو التي لا يشرف عليها أطباء جراحون، لا سيما وأن كثيرا من العائلات تفضل ختان أطفالها في رمضان تيمنا بهذا الشهر الفضيل. ولجأت ذات الهيئة قبل سنوات إلى منع إجراء عمليات الختان خارج المصالح المختصة والمهيأة، بعد تسجيل حوادث مأساوية، لا سيما في إطار عمليات الختان الجماعية التي تنظمها الجمعيات، وكانت تجري في أماكن لا تتوفر على الشروط الصحية، دون إشراف من أطباء مختصين في الجراحة. ويضيف بهذا الشأن الطبيب المختص في الصحة العمومية أمحمد كواش «للنصر»، بأن الختان يعد عملية جراحية تخضع على غرار باقي العمليات الجراحية للبروتوكول الصحي المتعارف عليه، والمتضمن إجراء تحاليل وفحوصات طبية مسبقة، وتجهيز قاعات بوسائل الإنعاش الطبي. وأوضح المصدر بأن عدم التقيد بتعليمات وزارة الصحة، قد يؤدي إلى تعريض الطفل إلى مضاعفات صحية خطيرة، من بينها التعفنات الموضعية، وحالات الحساسية المفرطة بفعل وسائل التخدير والنزيف الحاد، التي تسببت في وفاة عدة أطفال في سنوات سابقة، سيما خلال عمليات الختان الجماعي التي كانت تنظم خارج المؤسسات الاستشفائية والعيادات المختصة، قبل أن يتم منعها من قبل الوزارة الوصية. وتنص تعليمات وزارة الصحة على ضرورة إشراف أطباء مختصين في الجراحة العامة أو المسالك البولية أو جراحة الأطفال على عمليات الختان، بعد أن كانت تتم من طرف أطباء عامين وحتى ممرضين، وبحسب الدكتور أمحمد كواش فإن بعض الأسر ما تزال تلجأ إلى أشخاص غير مؤهلين لإجراء عمليات الختان لأطفالها، رغم تحذيرات الأخصائيين وتنبيهات وزارة الصحة التي يتم التذكير بها سنويا، للقضاء على التجاوزات التي راح ضحيتها عديد الأطفال جراء قلة الوعي لدى الآباء. وتسمح التحاليل الطبية المسبقة وفق ذات المصدر، باكتشاف أمراض غير ظاهرة قد يعاني منها الطفل، التي لا تسمح له بالخضوع إلى عملية الختان إلى حين تحسن وضعه الصحي، من بينها الأمراض المتعلقة بتخثر الدم وفقر الدم الحاد والهيموفيليا. كما أن قرار الوصاية بتوزيع عمليات الختان على كافة أيام الشهر الفضيل، سيساهم في توفير الظروف الملائمة على مستوى المصالح المختصة التي ما تزال تخضع للبروتوكول الصحي للوقاية من فيروس كورونا، إلى جانب ضمان التكفل الأمثل بالأطفال المعنيين، دون الضغط على الأطقم الطبية.