بوعقبة: يحياوي اتهم مهري بالطبخ السياسي لصالح صهره الشاذلي تحولت تأبينية عبد الحميد مهري بقسنطينة إلى ما يشبه المحاكمة لما سمي بديناصورات الأفلان بتقديم شهادات عن عملية الإطاحة بالأمين العام السابق للحزب والتنديد بتعرضه لمؤامرة مع الإعلان عن التحضير لإنشاء مؤسسة باسم الفقيد. التأبينية نظمها أصدقاء لعبد الحميد مهري وأشخاص من محيطه النضالي والفكري، وقد حضرها عدد من المجاهدين والمناضلين في حزب جبهة التحرير الوطني ممن عرفوا بانتمائهم لجناح بن فليس وآخرين من المغضوب عليهم إضافة إلى نواب فضلوا الجلوس في المقاعد الخلفية بينما لم نلحظ أي من الوجوه القيادية بمحافظة قسنطينة. اللقاء نشطه المحافظ السابق بوزيد كحول الذي اعتبر بعض كلمات التعازي الصادرة عن قياديين سابقين وحاليين في الآفلان مجرد نفاق سياسي كون هؤلاء الأشخاص، برأيه، تآمروا ضد مهري وشاركوا فيما سمي بالمؤامرة العلمية، وقال كحول أن مهري هزم خصومه بالموت وأنه رفض كل محاولات المساومة ومات "عفيفا فقيرا" وقد حورب لأنه أراد أن يكون الحزب مستقلا لأول مرة وهو من قاد الجبهة في أحلك فتراتها، بينما اكتفى شقيق المرحوم بتقديم لمحة عن حياته ونضاله وتوقف عند المؤامرة بعبارة واحدة وهي أن "الإقالة" كانت دفعا إلى الاستقالة، لكن الكاتب سعد بوعقبة قدم تسلسلا زمنيا للأحداث التي عايشها مع مهري وأكد أن مهري اختاره لإدارة حملة إعلامية لإعادة ديناصورات الآفلان لكن هؤلاء انقلبوا عليه وكشف أن محمد الصالح يحياوي اتهم مهري في اجتماع للجنة المركزية في تدخل عنيف وقال له "توقف عن الطبخ السياسي لصالح صهرك" عندها رد مهري بانفعال أن طبخت في تاريخي خمس مرات وكنت في كل مرة أدفع ثمن مواقفي، وأضاف أنه قال "أنتم من جاء بالشاذلي لماذا تطلبون مني تنحيته إفعلوا ذلك بأنفسكم"، وتطرق الصحفي لموقف آخر يتعلق باستعانة زروال بالحزب في حملة تحسيس دينية رفضها مهري بالقول "عبارة باسم الله لا نكتبها في بيانات اللجنة السياسية وتريدنا أن نخوض في أمور الدين": بوعقبة خاض وبإسهاب في الظروف النفسية لمهري عند انقلاب قيادي الحزب عليه وكيف رفض أي دعم إعلامي وقرر الاستقالة بعد أن شعر بأنهم يريدون قلب الطاولة، كما قال المتحدث أن بن فليس أكد له بأن "مهري ترك 90 مليار سنتيم عندما غادر الحزب كلها صرفت في مآدب الشواء" وتطرق إلى مواقف أخرى كسحب الجواز الدبلوماسي منه ومنحه فيلا صغيرة في حالة متدهورة لا تليق بمقامه وتفاصيل أخرى تتعلق بطريقة تفكيره وتحليله للأحداث الجارية بالبلاد سيما في فترة تسيير المجلس الانتقالي وما تلاها. الأستاذ الجامعي حميد لعدايسية، الذي كان عضوا في محافظة سكيكدة واستقال احتجاجا على التآمر على مهري، تحسر لوفاة مهري وهو لا يملك بطاقة انخراط في الأفلان وعلق بأنه مصير كل الأوفياء والمناضلين في الحزب، المتدخل قال أن مهري لم يسقطه الثلاثي وإنما أسقطته دولة بكل ما تمثله من ثقل وهو ما يعبر عن قوته وأضاف أن الإطاحة بمهري سببها محاولة التصدي لمؤامرات داخلية وخارجية وأن تعيينه كسفير بفرنسا كان محل تحفظ الإيلزي. وتطرق بقية المشاركين في التأبينية لجوانب إنسانية وتوقفوا عند مواقف فكرية وسياسية لحكيم الجزائر الذي قرر أصدقاؤه تشكيل مؤسسة تروج لفكره وتحيي مآثره.