أبرز الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أول أمس الخميس، بالجزائر العاصمة خصال ومناقب الفقيد عبد الحميد مهري الذي وافته المنية الاثنين الماضي، معتبرا رحيل الرجل الذي يعد شخصية سياسية ودبلوماسية فذة تتقن التعامل مع القضايا الوطنية والدولية خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها بالنسبة للجزائر وجبهة التحرير الوطني. وأثنى السيد بلخادم في لقاء تأبيني نظمه الحزب بالمقر الوطني بحيدرة بالعاصمة، حضره قياديون وإطارات الجبهة وعدد من الوزراء السابقين ومسؤولي اللجنة المركزية للأفلان، على المسار النضالي والتاريخي والسياسي للفقيد من خلال مواقفه، لاسيما في أعقاب العقد الوطني أو ما عرف بجلسات ''سانت ايجيديو''، وكيفية تعاطي الرجل مع حيثيات هذه المحطة التشاورية السياسية التي مهدت للوئام المدني والمصالحة الوطنية. وبعد أن قدم السيرة الذاتية للمرحوم، تطرق عبد العزيز بلخادم إلى فترة إشراف الفقيد عبد الحميد مهري على حزب جبهة التحرير الوطني في أواخر التسعينيات، معتبرا أنه قدم الكثير للحزب والوطن من خلال مشاريعه السياسية واقتراحاته التي كانت تعرض للمشاورة قبل التجسيد. وقال في هذا الاطار: ''كان الفقيد عبد الحميد مهري زاهدا في أمور الدنيا متشبعا بالوطنية حتى النخاع، كما كان متفتحا لكل الأفكار والآراء والقناعات..''، مضيفا أن هذه الشخصية الوطنية والتاريخية الفذة لطالما ناضلت من أجل حفظ الدماء وإرساء المصالحة الوطنية وسياسة رأب الصدع، مع التزامه بتوسيع دائرة المشاركة والمشاورة لكل الجزائريين بعيدا عن التدخل الأجنبي أو الحلول المستورة أو الانسلاخ عن مقومات الشخصية الوطنية. ومن جهة أخرى، تناول الأمين العام لجبهة التحرير الوطني آراء وأفكار الرجل خلال دستور 1996 ومساره المشرق لاسيما على رأس المؤتمر القومي العربي، موضحا أن مهري كان من بين المدافعين الأوائل عن القضايا العربية وكل القضايا العادلة عبر العالم. وقال بلخادم في هذا الخصوص ''تموت ياعبد الحميد مهري والقضية العربية يموج بها لسانك .. ولم تفارق بالك وانشغالك الى غاية التحاقك بالرفيق الأعلى..س. ومن جهتهم، أثنى بعض رفقاء درب الفقيد في نضاله الثوري والسياسي على المسار المشرف لمهري طيلة حياته انطلاقا من مشاركته في الكفاح المسلح إبان الثورة إلى غاية اعتلائه مناصب سياسية ودبلوماسية بعد الاستقلال، حيث أجمعوا كلهم على أن رحيل مهري يعد خسارة كبيرة للجزائر والمشهد السياسي بشكل عام باعتباره شخصية تاريخية ووطنية مخضرمة. وفي الأخير، تم عرض شريط وثائقي مصور يروي حياة ومسار الراحل عبد الحميد مهري إبان الثورة وبعد الاستقلال، ومواقفه اتجاه القضايا العربية والدولية.