رحبت نقابات التربية الوطنية وكذا ممثلو جمعيات أولياء التلاميذ بالإجراء الذي كشف عنه وزير القطاع عبد الحكيم بلعابد، أول أمس، المتضمن اعتماد الكتاب المدرسي الرقمي لتخفيف ثقل المحفظة، وأكدوا بأن القرار يعتبر خطوة نحو عصرنة قطاع التعليم. وثمنت في هذا الصدد رئيسة الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ خيار جميلة في تصريح «للنصر» قرار وزارة التربية الوطنية باعتماد الكتاب المدرسي الرقمي بهدف تخفيف ثقل المحفظة، عبر تحميله مجانا من خلال موقع تابع للوزارة، مؤكدة بأن الإجراء يعد استجابة لمطالب سبق وأن عبر عنها الأولياء في عديد المناسبات. وأوضحت المتدخلة بأن الإجراء سيمكن الأولياء من مرافقة أبنائهم عبر تحميل الكتاب المدرسي، وستخص العملية في مرحلة أولى أقسام سنوات الثالثة والرابعة والخامسة ابتدائي، في انتظار تعميمه على باقي الأطوار التعليمية في إطار عصرنة المدرسة الجزائرية، تحسبا لتوسيع استعمال اللوحات الذكية عبر مجمل المؤسسات التعليمية. وسيتم تطبيق القرار ميدانيا بمنح كل تلميذ رقما سريا سيتم تدوينه على كشوف النقاط، حتى ينحصر الولوج إلى الأرضية الرقمية التابعة للوزارة لتحميل الكتاب المدرسي على الأولياء فقط، خشية أن يتم استغلالها من قبل دخلاء على القطاع بهدف تحميل الكتب وبيعها للتلاميذ. وسيكتفي التلميذ بموجب تطبيق هذا القرار بحمل الكراريس والأقلام فقط معه إلى المؤسسة التعليمية، مع الاحتفاظ بالكتب المدرسية في نسختها الورقية داخل القسم، دون الحاجة إلى حملها ذهابا و إيابا إلى المدرسة، مما سيخفف عنه عناء ثقل المحفظة التي سببت للكثير من التلاميذ مشاكل صحية، من بينها اعوجاج العمود الفقري. وتعتقد السيدة جميلة خيار بأن الكتاب الرقمي سيخفف على الأولياء أيضا مصاريف اقتناء الكتب المدرسية، لا سيما وأن المدارس الابتدائية ستعمل على توفير كتب لفائدة التلاميذ مجانا، ستظل في الأقسام باعتبارها ملكا للمؤسسة، وستقوم باستعادتها في نهاية العام الدراسي. وتؤكد المتحدثة بأن القرار الذي أعلن عنه وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد أول أمس، يندرج ضمن الجهود القائمة لتحسين أداء قطاع التربية الوطنية، من خلال إعادة النظر في المناهج والبرامج ومحتوى الكتب المدرسية، قائلة إن اللجنة المكلفة بهذا الملف بصدد وضع اللمسات الأخيرة على التقرير الذي سيتم عرضه قريبا على وسائل الإعلام. وتضمن لقاء أول أمس إلى جانب الإعلان عن إطلاق الكتاب المدرسي الرقمي تحسبا للدخول المدرسي القادم، وفق رئيسة الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، طرح الملفات المتعلقة بالإطعام والنقل المدرسي وتجنيد الهياكل لاستقبال أزيد من 11 مليون تلميذ، فضلا عن توفير الكتاب المدرسي على مستوى المؤسسات التعليمية ونقاط البيع المعتمدة. وأضاف من جهته رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري في اتصال معه، بأن الكتاب الرقمي يعد وسيلة من بين وسائل عصرنة القطاع، لكنها غير قابلة للتعميم حاليا على مستوى كافة المناطق، لأن الأمر مرتبط بتوسيع شبكة الأنترنيت ورفع سرعة التدفق، لكنه رحب بالإجراء لأنه مقدمة لتحسين أداء قطاع التربية الوطنية. ويتوقع الأستاذ صادق دزيري أن تخطو وزارة التربية الوطنية خطوات أخرى نحو تعميم استعمال اللوحات الذكية، فضلا عن اعتماد مقترحات نقابات التربية الوطنية وكذا منظمات أولياء التلاميذ باعتماد الكتاب المدرسي الموحد في الطور الابتدائي يشمل مختلف المواد التي تدرس باللغة العربية، إلى جانب كتابي الرياضيات واللغة الأجنبية. وتقترح من جانبها ممثلة الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ فتيحة باشا تخصيص كتاب لكل فصل دراسي، أي اعتماد كتاب من ثلاثة أجزاء في كل مادة لتخفيف ثقل المحفظة، بهدف مراعاة ظروف المناطق البعيدة والنائية التي لم يتم ربطها بعد بشبكة الأنترنيت، من أجل تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.