حرب حقيقية داخل المكتب السياسي للآفلان حول الترشيح مصادر تؤكد: بلخادم وقوجيل يتكتمان عن توافق مجهول المضمون أسرّت مصادر عليمة أن الأوضاع داخل حزب جبهة التحرير الوطني غامضة بعد الحديث مؤخرا عن قرار يقضي بعدم ترشح أعضاء المكتب السياسي والوزراء، ولذلك عقد المكتب السياسي أمس اجتماعا مطولا، فيما قال صالح قوجيل منسق الحركة التقويمية أن اللقاء المقرر أن يجمعه أمس بالأمين العام عبد العزيز بلخادم أجل إلى اليوم. عقد المكتب السياسي للحزب العتيد أمس اجتماعا مطولا وصفه مصدر مطلع بالهام، ولم تتسرب الكثير من المعلومات عن هذا الاجتماع سوى انه خصص لدراسة مسألة عدم ترشح أعضاء المكتب السياسي والوزراء للانتخابات التشريعية المقبلة، فضلا عن النظر في القوائم. وحسب ما تم تسريبه فإن العديد من أعضاء المكتب السياسي رفضوا رفضا مطلقا هذا القرار وطالبوا بحقهم في الترشح كبقية المناضلين على أن تدرس ملفاتهم كبقية الملفات الأخرى، وقال ذات المصدر أن ضغوطا كبيرة يمارسها أعضاء المكتب السياسي في الوقت الحالي على الأمين العام من اجل التراجع عن القرار سالف الذكر. وقد تزايدت هذه الضغوط في الأيام الأخيرة بعد قرار عدم ترشح أعضاء المكتب السياسي والوزراء للانتخابات التشريعية الأخيرة مع اقتراب موعد الترتيب النهائي للمرشحين في القوائم على مستوى الولايات، حيث وحسبما كان مقررا فإن المكتب السياسي شرع أمس في الترتيب النهائي للمرشحين، بعد ما استقبل الأمين العام أول أمس أمناء آخر المحافظات في إطار المرحلة الأخيرة من الإعداد للقوائم النهائية. وبلغ الضغط على عبد العزيز بلخادم حسب المصادر سالفة الذكر إلى حد تهديد بعض أعضاء المكتب السياسي وبعض الوزراء بجمع المناضلين وتنظيم احتجاجات كبيرة أمام المقر الوطني للحزب بحيدرة، كخطوة أولى ضد قرار منعهم من الترشح، بينما حاول البعض منهم الاستفسار لدى جهات عليا عن سر القرار الذي أبلغهم به الأمين العام قبل أيام. ولحد الآن لا يزال الوضع داخل الحزب غامضا فيما تقترب المهلة المخصصة لدراسة الملفات والفصل النهائي في قوائم المرشحين من نهايتها، فإذا أخذنا بكلام الأمين العام في آخر ندوة صحفية له فإن يوم غد سيكون يوم الحسم في جميع قوائم الولايات وسيتم الإعلان عن الترتيب النهائي للمرشحين وإعطاء القوائم لمتصدريها عبر الولايات من اجل إيداعها لدى المصالح الإدارية المختصة في الآجال المحددة قانونا والتي ستنتهي في السادس والعشرين من شهر مارس الجاري. وكان أعضاء من المكتب السياسي للحزب قد كشفوا أن الأمين العام عبد العزيز بلخادم سبق وان أعلن لهم أن متصدري القوائم من اختصاصه وحده وانه وحده من سيعين هؤلاء، كما قال البعض أن بلخادم تحدث أيضا عن الثاني والثالث في كل قائمة وقال انه هذه المراتب من اختصاصه أيضا. وبشأن اللقاء الذي كان مرتقبا بين الأمين العام عبد العزيز بلخادم ومنسق حركة التقويم والتأصيل صالح قوجيل أمس قال هذا الأخير في تصريح ل"النصر" أن "اللقاء اجل بسبب اجتماع مهم للمكتب السياسي وانه سيعقد اليوم". لكن مصدر آخر قال أن بلخادم وقوجيل التقيا أمس فعلا لوقت قصير لكنهما لم يفصلا في أي من المسائل المطروحة بينهما ولم تتسرب عن هذا اللقاء أي معلومة، وربما سيتم الفصل فيها بصفة نهائية اليوم أو غدا. وليست هناك قضايا مستعجلة بطبيعة الحال بين الرجلين في الوقت الحالي سوى إدراج بعض المحسوبين على الحركة التقويمية ضمن المراتب الأولى في قوائم الحزب التي ستغلق بصفة نهائية بعد يومين أو ثلاثة أيام فقط. ويبدو أن بلخادم و قوجيل يعملان وفق أجندة محددة وهما متفقان على الكثير من المسائل داخل الحزب لكنهما يفضلان التكتم عنها إلى غاية الإعلان النهائي عن القوائم لتفادي وقوع أي ضغوط أو احتجاجات قد تخرج عن إطارها وتتسبب في فوضى داخل الحزب، و هذا التوافق بينهما جاء بمشاركة ومباركة قياديين كبار في الحزب ليسوا من أعضاء المكتب السياسي ولا هم من الوزراء. ولم تخف المصادر المذكورة أن يفاجأ بلخادم ليس فقط أعضاء المكتب السياسي والوزراء بالأسماء التي سترد في القوائم النهائية، بل سيفاجأ أيضا حتى إطارات ومناضلي الحزب أنفسهم، مضيفة أن هذا الأخير عازم على إحداث ثورة في القوائم وترك الوجوه القديمة المعروفة في المؤخرة والدفع بوجوه جديدة لم يألفها الرأي العام إلى المقدمة مع بعض الاستثناءات فقط، وترك الباقي للمستقبل.