قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، إن قطاعه عازم على مُراجعة خارطة التكوينات من أجل توزيع عادل وأفضل لعروض التكوين، بالتشاور والحوار البنّاء مع كل فاعلي قطاع التعليم العالي. مسديا تعليمات لإطارات القطاع ومُدراء الجامعات بضرورة مُرافقة خريجي الجامعات لإنشاء مؤسسات ناشئة تُساهم في تنمية البلاد، مؤكدا أن الجامعة ستُصبح قاطرة للتحوّل الاقتصادي. وأوضح كمال بداري، أمس، في ندوة صحفية على هامش إشرافه على الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية بولاية معسكر، أنه سيتم فتح ورشات عمل يُشارك فيها الجميع من أجل إعطاء ديناميكية جديدة وتقوية ما هو موجود واستغلال كل الفرص لتُصبح الجامعة خالقة للثروة. وأشار المتحدث ذاته إلى ضرورة إعطاء أهمية أكبر للعلوم الإنسانية والاجتماعية بحيث يكون لها دور في إيصال احتياجات المجتمع لمخابر البحث، كاشفا عن وجود برنامج لتطوير هذا التعليم. وأكد وزير التعليم العالي على أهمية بناء جامعة مُشاركة في بناء الوطن وتطوير الاقتصاد وذلك عبر الاهتمام بالعنصر البشري الذي سيكون له موقع مركزي في برنامج القطاع المقبل، حسب تصريح الوزير بداري. وأضاف: "تحسين الحياة الجامعية والطلابية سنجعل منها هدفا عملياتيا من أجل تحقيق أهداف القطاع وتكون الجامعة أساس رفاهية المجتمع". أكد الوزير، على اهتمامه بالرقمنة و مواكبة العصر مشيرا أن بعض المهن تقارب على الزوال ما يدفع نحو مراجعة التكوين من أجل توافق أفضل وتوزيع أمثل لنقاط عروض تكوين بالمؤسسات الجامعية وأقطاب الامتياز، ومنه توجيه التكوينات نحو مهن المستقبل، مثل تعليم الذكاء الاصطناعي والتنمية البشرية المستدامة، والانتقال الطاقوي، وتفعيل كل الإجراءات لتثمين نتائج البحث بتحويلها لخدمة المحيط الاقتصادي والاجتماعي وقال بداري بهذا الخصوص، إن قطاعه عازم على مُراجعة خارطة التكوينات من أجل توزيع عادل وأفضل لعروض التكوين، مضيفا أنه سيتم الوصول لهذا المُبتغى بالتشاور والحوار البنّاء مع كل فاعلي قطاع التعليم العالي. كما كشف الوزير بداري عن توجيه التكوينات نحو مهن المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات والطاقات المتجددة، قائلا إن جزءا كبيرا من المهن الحاضرة ستندثر بعد سنوات. وتحدث الوزير عن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي الذي قال إنه في تحول سريع، مُنوها على أهمية تكوين شراكات مع الجامعات الأجنبية تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وبخصوص التكوين في الدكتوراه، قال: "يجب أن يكون مفيدا للمنطقة التي يوجد فيها الجامعة، يجب أن نهتم باحتياجات مواطن المنطقة لتكون الجامعة قاطرة للتحول الاجتماعي والاقتصادي". وأكد الوزير بداري أن السنة الجامعية 2022/2023 سيكون فيها تعليم الوحدات الرئيسية حضوريا بينما الوحدات الاستكشافية عن بعد، مانحا الجامعات حق الاختيار.