❊تحويل الجامعة إلى مؤسسة اجتماعية تساهم في بناء الاقتصاد ❊تحسين الخدمات الجامعية وشروط جديدة لتسيير التنظيمات الطلابية أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، أمس السبت، بأن دائرته الوزارية تعمل من أجل تحويل الجامعة إلى مؤسسة اجتماعية تساهم في بناء الاقتصاد الوطني، من خلال انفتاحها على المحيط التعليمي والبحث الدولي الذي هو في تغير دائم وسريع. قال الوزير لدى إشرافه بجامعة "مصطفى اسطمبولي" بمعسكر على مراسم الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية إن "الجامعات الجزائرية ستعمل على إبرام اتفاقيات وتوأمة مع نظيراتها من الجامعات العالمية وهذا في إطار برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون". وأضاف أن هدف قطاعه هو "أن يكون المتخرج من الجامعة الجزائرية مواطنا مبتكرا يمارس التواصل عبر معرفته للغات الأجنبية وتكنولوجيا الإعلام والاتصال وله سعة التحليل"، مبرزا سعي وزارته إلى "جعل الجامعة قاطرة للتنمية المحلية تستجيب لمتطلبات المجتمع وهذا يتحقق بالتعاون والشراكة مع الجماعات المحلية". وشدد الوزير على ضرورة تفتح المؤسسات الجامعية والبحثية على المحيط الاجتماعي والاقتصادي لإنجاح إصلاحات التعليم العالي والتكوين وربط البحث الجامعي بمتطلبات التنمية، مبرزا عزم دائرته الوزارية على "مراجعة خارطة التكوينات من أجل توافق أفضل وتوزيع أمثل لنقاط عروض التكوين بالمؤسسات الجامعية وأقطاب الامتياز وتوجيه التكوينات نحو مهن المستقبل مثل تعليم الذكاء الاصطناعي وأنترنت الأشياء والطب والتحولات الاقتصادية والجيوسياسية وعلم الروبوتات والتنمية البشرية المستدامة والانتقال الطاقوي الضرورية للتخلي عن الطاقات الاحفورية". ودعا بداري إلى تفعيل كل الإجراءات لتثمين نتائج البحث بتحويلها لخدمة المحيط الاقتصادي والاجتماعي بإنشاء مراكز للابتكار والتحويل التكنولوجي ومواصلة إنشاء الحاضنات وإبرام اتفاقيات مع وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة وكذا تعزيز النشاطات البحثية التنموية على مستوى المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية وترقية إنشاء المؤسسات الاقتصادية الفرعية. كما أبرز أهمية "تشجيع الحركية الوطنية كبديل جزئي للتكوين بالخارج بهدف ترشيد النفقات واستثمارات الدولة في التجهيزات العلمية مثل المنصات التكنولوجية والرصيد الوثائقي المتوفر من جهة، والتقليل من نفقات الدولة بالعملة الصعبة، وتعزيز جاذبية مؤسسات التعليم العالي تجاه الطلبة الأجانب في كل أطوار التكوين وترشيد التكوين الإقامي بالخارج وتفضيل اللجوء إلى التكوين المشترك الثنائي الدولي على مستوى التكوين في الدكتوراه. وأكد بداري على مواصلة رقمنة القطاع ،من خلال وضع نظام معلوماتي مدمج يغطي جميع النشاطات البيداغوجية والبحثية و الحوكمة، مذكرا أن الدولة دأبت على ترقية قطاع التعليم العالي وتطوير الموارد البشرية العاملة في حقول البحث العلمي المختلفة، من خلال توفير الوسائل الممكنة لتحسين نوعية التعليم والبحث والتأطير وتوفير مناخ اجتماعي ومهني للأساتذة الباحثين . كما أبرز سعي الوزارة لإيجاد صيغ للتوافق بين مختلف التخصصات العلمية والتكنولوجية وتخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانية. و أشار الوزير إلى أن المرسوم التنفيذي 22-208 الذي يحدد نظام الدراسات والتكوين للحصول على شهادات التعليم العالي والنصوص التطبيقية المرافقة له "سيؤسس لنقلة نوعية في نظام التعليم العالي من خلال إرساء أنماط تكوين جديدة معتمدة عالميا في طوري الليسانس والماستر ورفع الكفاءة المعرفية والمهارية للمتخرجين وإعادة بعث مسار تكوين المهندس والمهندس المعماري وفقا لرؤية مقاولاتية حديثة". وبخصوص تحسين الخدمات الجامعية، أشار بداري الى العمل على وضع نظام متابعة دائم لتحسين الحياة الطلابية، على مستوى الخدمات الجامعية لضمان خدمات لائقة، و تحسين الخدمات الجامعية بصفة تدريجية، من حيث المنحة والإيواء والإطعام والنقل والتغطية الصحية، حاثا في السياق على ضرورة تكثيف النشاطات الرياضية والثقافية في الوسط الجامعي ووضع قانون أساسي للطالب الرياضي ومراجعة شروط وطرائق تسيير الجمعيات الطلابية لخلق جو ممارسات جمعوية تشاركية نبيلة. وشهدت مراسم افتتاح السنة الجامعية الجديدة تقديم درس افتتاحي بعنوان "تحديات وآفاق الجامعة الجزائرية ومسؤولياتها نحو الأجيال القادمة". وأشرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بالمناسبة، على تدشين مجمع مخابر البحث المتواجد بكلية العلوم الطبيعية والحياة، ويتعلق الأمر بكل من مخبر البحث حول الانظمة البيولوجية وجيوماتيك ومخبر كيمياء وفيزياء البيوجزئيات والوصلات البيولوجية ومخبر جيوماتيك وايكولوجيا والبيئة ومخبر بيو تحويل وهندسة ميكروبيولوجيا والأمن الصحي. كما دشن الإقامة الجامعية "الشهيد تكفي محمد" التي توفر 2000 سرير.