عروض فنية وفولكلورية في افتتاح المهرجان الوطني للعيساوة انطلقت مساء أول أمس، بدار الثقافة مبارك الميلي بميلة فعاليات المهرجان الوطنى للعيساوة، بعروض فنية وفولكلورية إلى جانب برمجة معرض حول التراث العيساوي، للتعريف بثراء هذا الطابع الفني من خلال عرض كتب ومخطوطات ومؤلفات حول العيساوة و آلاتها موسيقاها. مكي بوغابة وأعطى مدير الثقافة بالولاية، جمال بريحي، إشارة انطلاق الفعالية الوطنية، التي ستستمر إلى غاية يوم الخميس القادم بمشاركة 15 فرقة وجمعية تمثل الجهات الأربع للبلاد، حيث كانت بداية السهرة بعروض فلكلورية أمتعت الجمهور، وأحيت جزءا من الموروث الغنائي للمنطقة، وسط إيقاعات البندير والقصبة والرقصات العيساوية التي لا تكتمل رمزيتها إلا باللباس التقليدي، و الذي أبدعت كل فرقة في عرضه، بما يعكس تنوعا كبيرا ومبهرا. السهرة الافتتاحية، نشطتها الفرقة النموذجية للعيساوة لولاية ميلة، والتي قدمت العديد من الوصلات و المدائح، تفاعل معها الجمهور الحاضر بقوة، أما نجوم السهرة، فهن عضوات فرقة المديح النسوي لعين ماضي لولاية الأغواط، اللواتي قدمن أيضا، أداء فنيا جميلا ومميزا، إلى جانب الوصلة القوية لجمعية الراشدية العيساوية لمدينة قسنطينة، وتخللت الأمسية باقة متنوعة من الأغاني العيساوية، التي مزجت بين مدارس الشرق والجنوب في الليلة الأولى من عمر المهرجان. وعرف النشاط تكريم شخصيات عيساوية بارزة بينهم من غادروا عالمنا ، بعدما قدموا الكثير لهذا الفن و كان لهم دور كبير في تواصل مهرجان العيساوة على غرار المرحوم الشيخ العابدين عبد الكريم الجازولي، شيخ ومقدم الطريقة الجازولية العيساوية بالجزائر، و الفقيد الفنان زين الدين بن عبد الله، وهو أول محافظ لهذا المهرجان، وعبد المجيد محيمود، إضافة إلى المرحوم فوزي معمري، فنان ورئيس جمعية الحضرة العيساوية بالقل ولاية سكيكدة. وحسب محافظ المهرجان بوخميس بوبلعية، فإن التظاهرة مناسبة لاستعادة الجمهور العيساوي، و فرصة للم شمل كل الجزائريين ونشر ثقافة التسامح، وهذا في ظل ما تزخر به بلادنا من زخم ثقافي وحضاري متنوع وعريق، حيث اختير لهذه الطبعة، شعار «العيساوة مظهر للتسامح في الثقافة الجزائرية»، وقال، إن هذا المهرجان يعتبر مكسبا كبيرا للولاية بعد غياب دام سبع سنوات. ممثل فرقة « أسوار غرداية» صديقي عمار لازلنا نحافظ على الطابع القديم عبر ممثل فرقة أسوار غرداية للحضرة العيساوية، صديقي عمار، عن سعادته وسعادة زملائه في الفرقة بعودة المهرجان بعد غياب طويل، خصوصا وأنها المرة الثامنة التي تشارك فيها الفرقة في المهرجان الوطني للعيساوة. وقال صديقي، إن فرقته جامعة للطبوع و تبدع في كل من الطريقة الرحمانية و الحمدانية و التجانية، و لا تزال محافظة على التراث القديم في تقديم فن العيساوة بداية بصنع آلاتها على غرار « القادوس» و «الدربوكة»، التي تصنع من جلد الجمل إضافة إلى الزرنة، وكذلك اللباس التقليدي المكون من «معطف وسروال عرب» كما قال، وهو لباس يختلف في الطرز عن الزي الإباضي. وأكد الفنان، بأن هناك تحديات راهنة كبيرة للحفاظ على هذا الطابع الفني الروحاني الجميل، في ظل وجود دخلاء كثر على المجال كما قال، وأضاف، أنه من أشد المعجبين بفن العيساوة لأنه يجمع بين التصوف والغناء الروحي والمديح. مكي بوغابة رئيسة فرقة «المديح النسوي» فاطمة العمارية نسعى للتعريف ب «عيساوة الأغواط» قالت رئيسة فرقة المديح النسوي لعين ماضي ولاية الأغواط، على هامش مشاركة مجموعتها في حفل افتتاح المهرجان الوطني للعيساوة بميلة، بأن المشاركة في مهرجان وطني عمره إحدى عشرة سنة وله سمعة وصيت، يعد تشريفا و انطلاقة قوية جدا بالنسبة لأية فرقة نسوية في مجال العيساوة. وقالت المتحدثة، بأن هذه المشاركة تعد الأولى للفرقة في مهرجان وطني وأعربت عن سعادتها و زميلاتها في المجموعة بهذه الخطوة المهمة في مسارهن، موضحة أن المهرجان فرصة مناسبة للفرقة للالتقاء بالجمهور و إمتاعه و التعريف بعيساوة منطقة الأغواط و خصوصيتها.وأضافت، بأنها ورثت هذا الفن عن والدتها الراحلة، و أن فرقتها تعمل كثيرا في الأعراس والختان والمناسبات الدينية وذلك منذ سنة 1983، وقد انضمت الفرقة مؤخرا إلى الزاوية التيجانية، و زادت شهرتها وأصبحت مطلوبة ليس فقط على مستوى ولاية الأغواط، بل في العديد من ولايات الوطن. الفنانة كشفت بأنها أبقت على الطابع الموسيقي الأصيل للعيساوة، كما ورثته عن أمها، و أنها تصارع مغريات الزمن للحفاظ على هذا الموروث من التشويه والاندثار، حيث أصبح الكثيرون حسبها، يميلون إلى التجديد و العصرنة، حتى في بعض الطبوع التي ترتبط بالتصوف و «الحضرة» وذلك من خلال إدخال آلات موسيقية جديدة ولمسات فنية عصرية على هذا الفن، بغية تحقيق أغراض تجارية وهو ما يتنافى تماما مع طابعه، لأن العيساوة طابع بأبعاد صوفية رغم الجانب الموسيقي الجميل فيه، إذ تتمحور كلمات هذا الفن حول مدح الرسول و التضرع إلى الله و ذكر أوليائه الصالحين، ومن الاحترام لمشايخه والعرفان بجميلهم أن نحافظ عليه و نطوره في حدود ما هو مقبول بما يخدم غرض استمراره وتلقينه للأجيال وليس تشويهه و تضييع جوهره مشيرة، إلى أنها ضد العصرنة بمفهومها التجاري، لأن مبادئ الطريقة العيساوية ثابتة و لهذا الطابع مكانة مرموقة داخل المجتمع الجزائري.