وصلت وفود سياحية من ليبيا إلى ولاية قالمة، الواقعة شرقي الجزائر، في جولة سياحية استكشافية تندرج في إطار تعزيز أواصر الأخوة و الصداقة بين الشعبين الجزائري و الليبي، و تطوير السياحة العربية التي تنام على كنوز ثرية مازالت مغيبة لدى غالبية السياح العرب. فريد.غ و قد حل أول وفد من السياح الليبيين يوم الثلاثاء الماضي بالمدينة الحموية حمام دباغ، لزيارة المعالم السياحية الموجودة بها منها معلم الشلال الشهير، و منابعه الساخنة، و الحدائق الجميلة التي تحيط به، مشكلة لوحة فنية طبيعية ساحرة. و قد أبدى السياح الليبيون إعجابا كبيرا بمعالم المدينة الحموية، و قدمت لهم شروحا وافية حول تاريخ المدينة و جيولوجيا المعالم الحموية، و مكونات المياه المعدنية الساخنة، التي تتدفق من أعماق الأرض دون توقف، منذ عقود طويلة، دون أن تتأثر بموجات الجفاف المتعاقبة على المنطقة. و كان موظفو الوكالة الوطنية للتنمية السياحية في استقبال السياح بساحة الشلال، و رافقوهم خلال الجولة التي قادتهم إلى مختلف المعالم الحموية المتفردة. كما حل وفد كشفي ليبي بمدينة قالمة يوم الجمعة، و حط رحاله بالمنتجع الجبلي عين الصفراء بغابات ماونة الشهيرة، الواقعة ببلدية بن جراح غربي مدينة قالمة. و كانت كشافة قالمة في استقبال الوفد الليبي و مرافقته خلال إقامته بمخيم الشباب، و جولاته بالوسط الطبيعي و معالم المدينة الأثرية و التاريخية، التي تستقطب عددا كبيرا من الباحثين و الطلبة، و السياح الأجانب، على مدار العام. و قد استمتع سياح ليبيا بمناظر طبيعية جميلة، لا تختلف عن تلك الموجودة بالمواقع السياحية الأوروبية، بينها غابات و قمم جبلية، و منتجعات حموية متفردة، و معالم أثرية تؤرخ للحضارات التي تعاقبت على المنطقة و تركت بها آثارا جديرة بالزيارة و البحث و الاستكشاف. و قد أطلق هؤلاء السياح اسم الصخرة العجيبة على الشلال الشهير، و أحاطوا به من كل جانب، و لامسوا المياه الحارة، و أخذوا صورا تذكارية للموقع الساحر، الذي خضع لعمليات تطوير حولته إلى أجمل و أنظف موقع سياحي حموي بشرق البلاد. و رحب سكان قالمة بسياح ليبيا أين ما حلوا، داعين إياهم إلى مواصلة الزيارات و العودة إلى قالمة، و غيرها من ولايات الوطن الأخرى، التي تنام على كنوز سياحية لم تطأها قدم السائح العربي حتى الآن. و تنوعت إقامة السياح الليبيين بين الفنادق الحكومية و الخاصة، و المنتجعات الجبلية، و منازل المواطنين الموضوعة في خدمة السياح من داخل و خارج الوطن. و قال مدير السياحة بقالمة للنصر يوم السبت، بأن وفودا سياحية كثيرة تزور ولاية قالمة هذه الأيام، سواء في إطار رحلات جماعية منظمة، أو في إطار فردي، مضيفا بأن المنتجعات الحموية قد قررت تقديم أفضل الخدمات، و بأسعار منخفضة للسياح الليبيين، ترحيبا بهم و تشجيعا لهم على تكثيف الزيارات إلى المنطقة و خاصة خلال فصلي الشتاء و الربيع. و حسب مدير السياحة بقالمة فإن الوكالات السياحية الجزائرية قد غيرت وجهتها نحو السياحة الداخلية الجزائر هذه السنة، بدعم من الأسعار المنخفضة مقارنة بوجهات سياحية دولية أخرى. و عبرت أوذاينية رودينة، العضو البارز في الكشافة الإسلامية بقالمة، عن سعادتها بزيارة الوفد الكشفي الليبي مؤكدة بأن الوفد الذي يظم نخبا في مختلف المجالات، قد أحيط بالرعاية و الاهتمام، و المرافقة عبر كل المحطات التي زارها بمنتجعات ماونة، و مدينة قالمة، التي تتوفر على معالم أثرية و تاريخية جديرة بالزيارة و الاستكشاف.