مشاريع فنادق ومنتجعات سياحية بقالمة تدعم قطاع السياحة بقالمة بمشاريع جديدة قد تغير الوجه البائس لقطاع حيوي ظل يعاني من الركود سنوات طويلة حتى تحول إلى عبء على الاقتصاد المحلي المتعثر. و يلاحظ ميدانيا تواجد ورشات لمشاريع في كل مكان، في المدن و القرى و حتى بالأرياف و الغابات، من فنادق و منتجعات سياحية بدأت تنمو متحدية مشاكل العقار و التمويل في واحدة من أحسن المراحل التي يمر بها قطاع السياحة بالولاية منذ السبعينات. و حسب مديرة القطاع ماجدة زنادي فإن ما لا يقل عن 13 مشروعا سياحيا هاما قد دخل مرحلة الإنجاز عبر الولاية بطاقة استيعاب تفوق 1700 سرير. و تعد القرية السياحية بمدينة حمام دباغ من أهم المشاريع السياحية الجديدة بولاية قالمة، و قد دخل المشروع مرحلة الإنجاز بقوة حيث يوشك احد فضاءات القرية على الانتهاء في انتظار انطلاق مشروع فندق مجاور و هياكل أخرى من بينها فضاءات للمسرح و الرياضة و الترفيه و حدائق. و تقدر طاقة استيعاب القرية السياحية بأكثر من 300 سرير يعول عليها كثيرا للقضاء على مشاكل الإيواء و الاستقبال التي تعاني منها الجوهرة السياحية منذ سنوات طويلة، بعد ارتفاع عدد السياح المتدفقين على المنطقة في كل الفصول و خاصة في موسم الربيع أين تجاوز عدد الوفدين 30 ألف سائح في اليوم الواحد. و بمدينة حما دباغ نفسها انطلق مشروعان سياحيان جديدان يتمثلان في فندقين كبيرين تقدر طاقتهما بأكثر من 230 سريرا و مرافق خدماتية أخرى بينها مسابح و قاعات حفلات و محاضرات و حمامات معدنية. و مازالت مشاريع سياحية أخرى على وشك الانطلاق بالجوهرة السياحية حمام دباغ التي يعول عليها كثيرا لتصبح قطبا سياحيا حمويا كبيرا بالجزائر. مدينة قالمة عاصمة الولاية لم تتأخر عن مواكبة الحركية التي انبعثت في القطاع، حيث انطلق مشروع ضخم لبناء فندق من 4 نجوم يتسع لأكثر من 180 غرفة و إقامات رئاسية و قاعات للمحاضرات و الحفلات و مسبح و مرافق أخرى داعمة لقطاع السياحة بمدينة قالمة التاريخية، التي تحولت في السنوات الاخيرة إلى قبلة لآلاف السياح من داخل الوطن و من الخارج. و تعمل سلطات ولاية قالمة على توزيع المشاريع السياحية على كل البلديات تقريبا لإحداث التوزان و التنوع من منطقة لأخرى حيث تنقسم ولاية قالمة إلى عدة أقاليم بخصوصيات جغرافية و طبيعية مميزة، من بينها المناطق الحموية و المناطق الحضرية و المناطق الطبيعية الجبلية الساحرة التي تحولت إلى قبلة للسياح القادمين من مختلف مناطق الوطن. و في هذا الإطار قررت السلطات المحلية بناء منتجع جبلي بلدية مجاز الصفا المطلة على جبال بني صالح الشهيرة و على منطقة المشروحة بولاية سوق أهراس أو ما يعرف بالجنة الخضراء كما كان يمسيها المعمرون الفرنسيون. و يوشك المشروع على الانتهاء رغم الصعوبات التي يعاني منها أصحاب المنتجع الذين اشتكوا من تأخر قروض التمويل و انعدام الكهرباء. أما بمدينة بوشقوف عاصمة الإقليم الشرقي فقد دخل مشروعان سياحيان مرحلة الاستغلال مؤخرا و أصبحت عاصمة الإقليم قادرة على استقبال السياح و عابري الطريقين الوطنيين 16 و 20 باتجاه عنابة و الطارف و سوق أهراس و الحدود التونسية. بقرية حمام بلحشاني الواقعة بأقصى جنوب ولاية قالمة على الحدود المتاخمة لولايتي سوق أهراس و ام البواقي دخل مشروع بناء منتجع سياحي حموي مرحلة متقدمة و يقول المشرفون على شؤون السياحة بقالمة بأن منتجع الجنوب سيكون جوهرة سياحية لها شأن كبير في المستقبل و ربما ستكون منطلقا لسياحة طبيعية حموية بالشرق الجزائري إلى جانب منتجعات حمام دباغ و حمام أولاد علي. و حسب السيد عبد الحليم رزاقي صاحب المشروع فإن منتجع الجنوب يتكون من فندق و مركز حموي و مسابح و مطاعم و بنغالوهات و مرافق رياضية و مسرح و مساحات خضراء و مواقف للسيارات. و تقدر طاقة استيعاب المنتجع بنحو 200 سرير، و هو مرفق هام سيحدث طفرة سياحية بالمنطقة الممتدة من قالمة و سوق أهراس إلى أم البواقي و قسنطينة و ولايات أخرى مجاورة. و بمدينة بلخير الواقعة قرب قالمة دخل فندق جديد مرحلة الخدمة مؤخرا، و لا تزال تجري أشغال بناء منتجع سياحي مطل على أكبر سد بالمنطقة ببلدية بوحمدان الجبلية الجميلة، في انتظار مشاريع أخرى بالإقليم الغربي المعروف بغاباته الكثيفة و مغاراته الساحرة و معالمه الطبيعية و التاريخية التي تحولت إلى قبلة للسياح من مختلف مناطق الوطن. و يتوقع المشرفون على شؤون السياحة بقالمة ارتفاع قدرات الاستيعاب من 1500 سرير حاليا إلى أكثر من 3 آلاف سرير بعد انتهاء الأشغال بنحو 13 مشروعا سياحيا دخل مرحلة إنجاز متقدمة. و حسب مديرة السياحة بقالمة فإن ما لا يقل عن 12 مشروعا سياحيا آخر مازال لم ينطلق بعد، متوقعة بأن تتحول ولاية قالمة إلى قطب سياحي وطني كبير بعد انهاء كل المشاريع المسجلة في غضون السنوات القليلة القادمة. و تتوفر قالمة على إمكانات سياحية هائلة بينها الحمامات المعدنية المنتشرة بأكثر من 5 مواقع و المنتجعات الغابية و المواقع التاريخية و المعالم الأثرية و المحميات الطبيعية، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي الذي يتوسط 7 ولايات شرقية ساحلية و داخلية، و هي أيضا ولاية قريبة من الحدود التونسية و سواحل البحر الأبيض المتوسط التي يقصدها آلاف السياح كل موسم، الغالبية منهم يستريحون من عناء البحر من خلال السفر داخل منتجعات قالمة الساحرة، التي بدأت تطوي صفحة الماضي البائس و تتوجه بقوة إلى غد جديد قد يقلب موازين الاقتصاد المحلي رأسا على عقب.