أحدثت مخلفات الجولة الثالثة لبطولة الرابطة الثانية، انقلابا على مستوى قمة هرم ترتيب مجموعة «وسط - شرق»، وذلك باعتلاء جمعية الخروب صدارة الترتيب، عقب نجاحها في الخروج من «الديربي» القسنطيني بكامل الزاد، مقابل سقوط اتحاد عنابة بالعلمة، الأمر الذي أجبر «الطلبة» على التنازل عن مشعل القيادة، وتسليمه إلى «الخروبية»، في الوقت الذي واصل فيه 6 أندية مشوارها دون هزيمة، في محطة كانت التعادلات ميزتها الأساسية، بانتهاء 5 لقاءات دون فائز، أربعة منها لم تعرف اهتزاز الشباك، ما جعل عدد الأهداف المسجلة في هذه المحطة لا يتعدى 9 إصابات وهو الأضعف في بداية هذا الموسم. تربع جمعية الخروب على عرش الصدارة، كان من ثمار النجاح في كسب الرهان، في القمة المحلية التي جمعتها بمولودية قسنطينة، في «ديربي» وفى بوعوده من حيث الإثارة فوق المستطيل الأخضر وأيضا في المدرجات، وقد كان الهدف الوحيد الذي أمضاه شرارة في منتصف الشوط الثاني حاسما في مصير النقاط الثلاث، لتعتلي «لايسكا» كرسي المقدمة، ومن دون اهتزاز شباكها على مدار 270 دقيقة، وهذا باستغلال فرصة سقوط الرائد السابق اتحاد عنابة بالعلمة، وكذا فشل باقي الفرق التي كانت تتواجد في برج المراقبة في الخروج من هذه المحطة بانتصارات. الانقلاب في قمة الهرم نتج بالأساس عن إخفاق «طلبة» بونة في اختبار التأكيد الذي خضعوا له بملعب حارش بالعلمة، أين تجرع أشبال المدرب مواسة طعم الهزيمة في أول سفرية لهم هذا الموسم، على اعتبار أن الاتحاد العنابي كان قد دشن المشوار بفوزين في عقر الديار، لكن الرحلة الأولى كانت فاشلة، لأن «البابية» أحسنت توظيف عامل الأرض رغم «الحرمان» من الأنصار لإجراءات تنظيمية بحتة، ونجحت في إحراز أول فوز، في مقابلة استهلها أهل الدار بهدف وقعه لعروسي، ليأتي رد الضيوف في المرحلة الثانية عن طريق هديبلي، لكن الحسم في مصير النقاط الثلاث كان بنيران صديقة، لأن المدافع العنابي بضياف سجل بالخطأ هدفا في مرمى فريقه، كانت عواقبه الهزيمة الأولى في الموسم، وبالتالي التنازل عن عرش الصدارة. ولعل ما عبّد طريق الريادة أمام «الخروبية»، الفشل الجماعي لباقي الأندية التي كانت تتقاسم معهم برج المراقبة في الظفر بثلاث نقاط في هذه الجولة، انطلاقا من مولودية قسنطينة، التي انقادت إلى أول هزيمة، بتلقيها أول هدف، بعد صمود دفاعي دام 257 دقيقة، وكذلك الحال بالنسبة لنادي التلاغمة، الذي تلقى هزيمة مفاجئة بسكيكدة، بالنظر إلى الوضعية الصعبة للشبيبة، التي لعبت بالرديف، ونجحت في كسب الرهان، بهدفين مبكرين لرميتة، قضيا على آمال «التلاغمية» في تكرار «سيناريو» الموسم الفارط، لأن الانتفاضة كانت جد متأخرة، بتقليص يوسف خوجة الفارق. وفي نفس السياق فقد انتهى «الديربي» الذي جمع اتحاد الشاوية بالجار شباب باتنة دون اهتزاز الشباك، ليبقى «الكاب» يراقب السباق عن كثب، والأمر ذاته ينطبق على شباب برج منايل، الذي لم ينهزم بعد، وخرج من «ديربي» الولاية الذي جمعه باتحاد خميس الخشنة بنقطة، مع محافظة حارس «الكوكليكو» شاوشي على عذرية شباك إلى حد الآن، وهو انجاز يتقاسمه مع حارس الخروب حولي، في حين انتهت قمة الضيفين الجديدين وفاق سور الغزلان والاتحاد السوفي دون فائز، ليبقى الفريقان جنبا إلى جنب في هرم الترتيب، وبمعطيات متطابقة، مع حيازة «السوافة» على أفضلية ناتجة عن النجاح في السفريات. بالموازاة مع ذلك، فإن هذه الجولة جسدت معاناة بعض الفرق، في صورة حمراء عنابة، التي مازالت لم تهتد بعد إلى شباك المنافسين، بعدما أجبرت على اقتسام الزاد مع جمعية عين مليلة رغم معاناة «لاصام»، والوضعية ذاتها تنطبق على اتحاد خميس الخشنة، ولو أن هذا الثنائي ضخ أولى النقاط في الرصيد في هذه المحطة، والأمر ذاته ينطبق على اتحاد ورقلة واتحاد الحراش، بعد افتراق الطرفين على تعادل «مثير»، على اعتبار أن «صفراء الضاحية» عدلت في الأنفاس الأخيرة من المباراة بواسطة سيديري، كرد على السبق الذي منحه كرميش لأهل الدار، في حين لاحت مؤشرات معاناة اتحاد الشاوية من أزمة نتائج في بداية الموسم الجاري، بتعادله مرة ثانية داخل القواعد، ليبقى ضمن الخماسي الذي لم يتذوق نشوة الفوز بعد.