وقف أمس، عناصر الدرك الوطني والأمن الوطني بقسنطينة على العديد من المخالفات لدى سائقي وقابضي حافلات النقل الحضري في عملية تحسيس مشتركة بمعبر ماسينيسا في زواغي سليمان، في حين تم ضبط إحدى المركبات في وضعية اهتراء شبه تام، فضلا عن كثير من السائقين والقابضين غير المصرح بهم. وتوزع أفراد الدرك والأمن بداية من حوالي العاشرة صباحا على مستوى محور الدوران بمعبر ماسينيسا بحي زواغي، في الجهة المؤدية إلى وسط المدينة، حيث استوقفوا أول حافلة تعمل على خط المدينة الجديدة وجبل الوحش وطلبوا من سائقها وثائقه ووثائق المركبة. وتبين بعد المعاينة أن السائق والقابض غير مصرح بهما، فضلا عن أن القابض لم يعلق على صدره الشارة التي تحمل المعلومات الخاصة به، في حين استوقف عناصر الأمن المشاركون في العملية حافلة ثانية؛ كانت وضعيتها القانونية أفضل، من حيث حمل السائق والقابض للشارة، فضلا عن أن الأعوان المُشاركين في عملية التحسيس قد حرصوا على تذكير السائقين والقابضين بالقوانين والتعليمات الواجب احترامها خلال ممارسة نشاطهم. ولم يخف أعوان الأمن والدرك ملامح المفاجأة لدى مشاهدتهم لحافلة نقل حضري تعمل على خط المدينة الجديدة باتجاه بوالصوف وهي قادمة في المنحدر، حيث كان زجاجها الأمامي مكسورا، فضلا عن أن آثار التعرض لحادث مروري كانت واضحة على هيكلها المعدني من مختلف الجهات. وقد كانت الحافلة ممتلئة بالركاب عن آخرها، في حين وجد أعوان الأمن أن سائقها وقابضها غير مصرح بهما، ليتحجج الأخير بالقول إنه أول يوم عمل له في الحافلة. ولاحظنا أن هيكل المركبة المعدني مثقوب في الجانب الأيسر، فضلا عن أنه مهترئ من الجهتين الأمامية والخلفية، بالإضافة إلى جانبيه، في حين كان إطار إحدى العجلات الخلفية شبه خال من الهواء، ليسأل عون الدرك الوطني السائق عن الأمر، لكن الأخير قال إنه يكون قد تعرض للثقب خلال الطريق. وعلل السائق إجابته بالقول إن الحافلة كانت لتنقلب لو سار بها لعدة أيام بعجلة مثقوبة، لكننا لاحظنا أن أبواب الحافلة لا تفتح بطريقة سلسة أيضا، فضلا عن أن الأعمدة المعدنية داخل المركبة مثبتة بالشريط اللاصق، بينما كانت تحمل 35 راكبا. وقام عناصر الشرطة بسحب الوثائق من سائق الحافلة، حيث طلبوا منه مواصلة مساره لنقل الركاب، ثم التقرب بعد ذلك من مقر مديرية الأمن الوطني أين ستكون وثائقه، في حين ذكروا لنا أن ملفا إداريا سينجز في حق المعني ليحال على الرقابة التقنية للتأكد من صلاحية الحافلة للسير وممارسة نشاط النقل، فضلا عن تأكيدهم بأن الحافلة قد تخرج من حظيرة المركبات بشكل نهائي في حال خلصت الخبرة التقنية إلى عدم صلاحيتها للسير. قابضون يعللون عدم التصريح بهم بأنه أول يوم عمل واستوقف عناصر الشرطة والدرك أيضا سائق حافلة آخر، تبين خلال مراقبة وثائقه أن التأمين الخاص بمركبته منتهي الصلاحية، أين قاموا بسحب وثائقه وطلبوا منه التقرب من مقر مديرية الأمن الولائي، مؤكدين لنا أن ملفا قضائيا سينجز في حقه بسبب ذلك بعد سماعه، وسيحال على وكيل الجمهورية لأنها تعتبر جنحة. وقد تكررت نفس الرواية من طرف قابضي الحافلات غير المصرح بهم بالقول أنه أول يوم عمل لهم في الحافلة، في حين اكتشف أعوان الأمن والشرطة لدى سائق الحافلة الأخيرة التي تم استيقافها أن التذاكر التي يوزعها القابض على الركاب مخالفة للقانون بسبب عدم احتوائها على الجزء الأصلي، فضلا عن أنها تحمل تاريخا مخالفا. وشرح عناصر الشرطة للقابض الطريقة القانونية لاستخدام التذاكر وتوزيعها على الركاب، إلا أنهم اكتشفوا في نفس الحافلة التي تنشط على خط المدينة الجديدة نحو جبل الوحش أن مطفأة الحريق قديمة، ولا تحتوي على الوسم الذي يبين تاريخ انتهاء صلاحيتها، بالإضافة إلى عدم وجود حقيبة الإسعاف فيها، ليشددوا على السائق بضرورة تغيير المطفأة بسبب الخطر الذي تشكله، فضلا عن أهمية حمل حقيبة الإسعاف. وشدد المتدخلون في حديثهم مع سائقي الحافلات على ضرورة احترام الخطوط بشكل كامل، فضلا على تنبيههم للقابضين بضرورة الالتزام بالهندام المحترم. وذكر ضابط الشرطة الرئيسي، أحمد أودينة، قائد حركة المرور وأمن الطرقات بأمن ولاية قسنطينة، في تصريح لنا، أن عملية التحسيس تمس النقل الحضري، الذي عرف في الفترة الأخيرة ظهور بعض السلوكيات غير الحضارية، على غرار عدم إتمام مسار النّقل لخطوط الحافلات وبعض التصرفات من السائقين، حيث أشار إلى أن العملية تستهدف توعية السائقين بضرورة احترام المواطنين، واحترام قوانين المرور. أمّا الرقيب الأول صيدون سليمان من فرقة الدرك الوطني لعين الباي، فقد أوضح أن الحملات التحسيسية المبرمجة لفائدة سائقي حافلات النقل الحضري ونقل المسافرين تأتي تحت شعار «لنقل حضري آمن، سلامة ورضا المواطنين غايتنا»، في حين قال إنها تركز على ضرورة احترام السرعة القانونية وتجنب التجاوزات الخطيرة واحترام أماكن التوقف وتسوية الوضعية القانونية والإدارية للقابض، مضيفا أنها تندرج في إطار حملات التحسيس الموجهة للتقليل من حوادث المرور والحد من تبعاتها المأساوية. وقد رافق العملية المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بقسنطينة، الرائد محمد عبادو، ورئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة بمديرية الأمن للولاية، ضابط الشرطة الرئيسي بلال بن خليفة.