قطر كسبت الرهان وأسكتت المشوشين بنسخة استثنائية تحدث آلان جيراس المدرب الخبير في شؤون الكرة الإفريقية والعالمية عن حظوظ كل المنتخبات المتأهلة إلى الدور ربع النهائي لمونديال قطر، مانحا أفضلية بسيطة لمنتخبي بلده فرنساوالبرازيل، كما توقع في حواره مع النصر، أن تنحصر المنافسة على لقب أفضل لاعب بين الثلاثي مبابي وميسي ونايمار. جيراس الذي سبق له تدريب منتخبات تونس والسنغال ومالي، عاد بنا إلى الأسباب التي أدت إلى تراجع الكرة البلجيكية والألمانية، معربا عن انبهاره الشديد بالتنظيم المحكم لدولة قطر للنسخة 22 من نهائيات كأس العالم، متمنيا التوفيق للجزائر في مهمة احتضان كأس أمم إفريقيا 2025 بعد سحب التنظيم من دولة غينيا. *نهائيات كأس العالم 2022 بقطر وصلت محطات متقدمة، بعد تأهل ثمانية منتخبات إلى الدور ربع النهائي، ما هي قراءتك للمباريات المقررة يومي الجمعة والسبت ؟ قبل الحديث عن هذه المواجهات الواعدة والمنتظرة، لا بد من التطرق إلى هوية المنتخبات الثمانية المتأهلة إلى الدور ربع النهائي، والتي أراها تستحق ما وصلت إليه، بعد كل ما قدمته إلى حد الآن، فلا توجد حسب نظري أي مفاجأة، إذا ما استثنينا تأهل المنتخب المغربي على حساب نظيره الإسباني بركلات الترجيح. صدام انجلتراوفرنسا نهائي قبل الأوان وأرشح الديكة سيكون الجمهور الرياضي على موعد مع مباريات مليئة بالندية والإثارة، كيف لا وهي ستجمع بين المنتخبات الأفضل، كما أن أربعة منها سبق لها التتويج بالمونديال، بداية بالمنتخب البرازيلي صاحب الألقاب الخمسة، ناهيك عن الأرجنتين المتوّجة في مناسبتين رفقة المنتخب الفرنسي، وصولا إلى المنتخب الانجليزي الحائز على لقب وحيد عام 1966، بالمقابل تبحث منتخبات في شاكلة البرتغالوكرواتياوهولندا عن أول كأس في تاريخ مشاركاتها. *من ترشح لتنشيط مباراتي النصف النهائي ؟ سنتحدث عن كل مباراة على حدة، ولو أنني أود قبل ذلك التأكيد أن كل المنتخبات المتواجدة في دور الثمانية، مرشحة للعبور للمربع الذهبي، بعد كل ما أبانت عليه لحد الآن، فلا أحد منهم مر بضربة حظ، بل إنجازه تحقق جراء تضحيات اللاعبين وحنكة المدربين، ناهيك عن جزئيات أخرى تتمثل في الخبرة بالدرجة الأولى، وهو ما تجلى في لقاء كرواتيا واليابان الذي حسمه رفقاء مودريتش لصالحهم بفضل ركلات الترجيح. *ما هي توقعاتك لمباراتي الجمعة البرازيل – كرواتيا والأرجنتين – هولندا ؟ صعب التكهن بهوية المتأهل، ولو أن البرازيل تبدو المرشحة فوق الورق للعبور، في ظل الفروقات في المستوى بينها وبين منتخب كرواتيا، كما أن المدرب تيتي يبدو محظوظا بامتلاكه فريقا متكاملا على عكس النسخ السابقة للسامبا، بينما تبدو الحظوظ متكافئة للغاية بين الأرجنتين وهولندا، وإن كانت الأخيرة لا تمتلك لاعبا بمواصفات ليونيل ميسي القادر على صنع الفارق في أي لحظة، ستكون قمة بأتم معنى الكلمة، وما سيزيد من حلاوتها أكثر هو أن المواجهة بطابع ثأري. تشكيلة "السامبا" متكاملة وهولندا تفتقد "ميسي" ! *ماذا عن مواجهة فرنسا - انجلتراوالبرتغال – المغرب ؟ يمكن اعتبار مباراة فرنساوانجلترا نهائيا مبكرا للكم الهائل من النجوم الناشطة في المنتخبين، كما لا يمكن أن تضعها في هذه الخانة أيضا، في ظل عدم امتلاك منتخب "الأسود الثلاثة" لتقاليد كبيرة في منافسات بحجم المونديال، فباستثناء التتويج بالنسخة التي أقيمت ببلدهم سنة 1966، لم ينجح الانجليز في الوصول إلى محطات متقدمة، عكس المنتخب الفرنسي بطل النسخة الماضية وصاحب اللقبين العالميين، ولقبي كأس أمم أوروبا، ناهيك عن كأس دوري الأمم، وبالتالي فرفقاء النجم كيليان مبابي الأوفر حظا للتأهل بعيدا عن جنسيتي الفرنسية، وإن كان الحذر جد مطلوب من تشكيلة متعطشة وتضم في صفوفها نجوما متميزة ناشطة في أفضل دوري في أوروبا، وبخصوص المباراة الثانية بين البرتغال والمغرب، فرفقاء كريستيانو قادرون على التأهل، وقد تكون الفرصة مواتية بعد المجهود الكبير المبذول من المنافس في مباراته الأخيرة أمام منتخب إسبانيا، حيث خاض اللاعبون الأوقات الإضافية، التي قد تؤثر على حضورهم البدني. *هل ستتواصل الهيمنة الأوروبية على لقب المونديال أم للبرازيل أو الأرجنتين رأي آخر ؟ المنتخبات الأوروبية بسطت سيطرتها مؤخرا، حيث فازت بأربعة كؤوس عالمية متتالية، ويتعلق الأمر بإيطاليا 2006 وإسبانيا 2010 وألمانيا 2014 وفرنسا 2018، غير أن احتفاظ القارة العجوز باللقب في مونديال قطر يبدو صعبا للغاية، في ظل العودة القوية للمنتخب البرازيلي المتميز من كل الجوانب، دون نسيان منتخب الأرجنتين الذي عاد بقوة بعد البداية الصعبة، حيث استفاد من تألق نجمه وقائده ليونيل ميسي القادر من وجهة اعتقادي على قيادته للقب العالمي. *كيف تفسر الإقصاء المبكر لمنتخبات كبيرة في شاكلة ألمانياوبلجيكا ؟ سأبدأ من منتخب بلجيكا الذي حصد المرتبة الثالثة في مونديال روسيا 2018، غير أنه وجد نفسه مُرغما على توديع بطولة قطر 2022 من الدور الأول، إذ تأثر بشكل كبير بتقدم جل لاعبيه في السن، كما أن غياب آخرين عن أجواء المنافسة مثل إيدن هازارد انعكس بالسلب على مردود التشكيلة ككل، هي نهاية جيل بأكمله، وسيكون لزاما على الاتحاد البلجيكي أن يراجع حساباته، فيما لم أفهم لحد الآن ما جرى مع المنتخب الألماني المقصى للمرة الثانية على التوالي في دور المجموعات، في نتيجة لم يعودنا عليها "المانشافت" في تاريخ مشاركاتهم بالمونديال، ولو أن هذا ذكرني بما حصل مع منتخب إيطاليا الغائب عن آخر نسختين رغم امتلاكه لتقاليد كبيرة في هذه المسابقة، ناهيك على أنه بطل أوروبا. ممثلا أمريكا اللاتينية قادران على كسر هيمنة أوروبا *من ترشحه لقيادة منتخب بلاده للتتويج وافتكاك لقب أفضل لاعب في الدورة ؟ لا يوجد لحد الآن أفضل من الدولي الفرنسي كيليان مبابي، فدوره كان مؤثرا وأهدافه الخمسة تتحدث عن نفسها، فجميعها من عمل فردي ممتاز، كما أنه قادر على تسجيل المزيد، لما يتمتع به من إمكانيات عالية، ولو أن هناك نجوم آخرين متألقين، في صورة ليونيل ميسي الذي وقفنا على تأثيره الكبير على منتخب الأرجنتين، وكذا نايمار داسيلفا الذي عادت معه المتعة إلى تشكيلة "السامبا"، كما أن البرتغال تمتلك مجموعة من الشباب المتألقين على غرار المهاجم راموس الذي كان مفاجأة دور الثمانية بعد ثلاثيته في مرمى سويسرا في أول مشاركة كأساسي، والتي كانت على حساب كريستيانو رونالدو الذي يبدو أن حقبته قد انتهت. على العموم لقب الأفضل سينحصر بين النجوم سالفة الذكر، وإن كانت كرة القدم لا تعترف بالمنطق، ويكفي العودة لما جرى في مونديال 82، حيث خطف الدولي الإيطالي باولو روسي لقب الأحسن بعد تميزه في مباراتي النهائي والنصف النهائي. *ما رأيك في تنظيم قطر لهذا المحفل وهل تستحق هذه النسخة وصفها بالاستثنائية ؟ حقيقة مونديال 2022 يُجرى في أجواء رائعة واستثنائية، والكل منبهر بالمرافق العالمية الموجودة في دولة قطر، بداية بالملاعب الثمانية التي تستحق وصفها بالجواهر، دون الحديث عن مقر إقامة المنتخبات ودرجات الحرارة المثالية التي تلعب فيها المباريات (20 فما فوق إلى غاية 25)، وغيرها من الأمور التي ردت من خلالها قطر على كل المشككين في مقدرتها على تنظيم هذا المحفل العالمي، كل الأمور تسير بدقة عالية ولا يوجد أي تحفظ باستثناء بعض الأخطاء المرتكبة من طرف الحكام وغرف "الفار"، والتي لا دخل لقطر والمنظمين للمونديال بها. مبابي الوحيد المستفرد بلقب "نجم النجوم" *هل أنت على دراية بأن الجزائر تستعد لتقديم ملف ترشحها لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، بعد سحب شرف التنظيم من غينيا ؟ لم أكن على علم بذلك، وكل ما أعرفه هو أن الكان المقبلة ( 2024) ستلعب في كوت ديفوار، في انتظار أن يبتسم لكم الحظ في الدورة الموالية (2025)، ولم لا تنجح الجزائر في احتضان هذه المسابقة القارية، أنا واثق من مقدرتكم على الفوز بثقة الكاف، لما تمتلكونه من إمكانيات، كما أن دول شمال إفريقيا تمتاز بالمناخ الملائم الذي يعتبر عاملا مساعدا.