شيّعت بعد عصر أمس السبت بمقبرة بوشقرون ( 26 كلم غرب بسكرة) جثامين سبعة من ضحايا الحادث المروري الذي وقع يوم الجمعة بمنطقة الضاية بإقليم ولاية باتنة، في حين شيع جثمان الضحية الثامنة بمقبرة بريكة. وعرفت مراسم تشييع جثامين الضحايا السبع حضور السلطات المحلية المدنية والعسكرية وفي مقدمتها رئيس الجهاز التنفيذي المحلي لخضر سداس، إلى جانب أعداد كبيرة من المواطنين وأهالي الضحايا من ولايات سطيف والمسيلة و باتنة. وينتمي الضحايا الذين تمت مواراتهم الثرى إلى عائلة واحدة تضم الأب (48 سنة) و زوجته (45 سنة) وأبناؤهما الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 13 سنة و شقيقة الزوجة (26 سنة)، حيث أنهم ينحدرون من بلدية بوشقرون و كانوا يقطنون بإحدى بلديات ولاية سطيف. و قد لقوا حتفهم في حادث اصطدام بين شاحنة ذات مقطورة وسيارة سياحية كانوا على متنها رفقة الضحية الثامنة (14 سنة) الذي ينتمي إلى نفس العائلة وقد ووري جثمانه الثرى ببلدية بريكة بولاية باتنة. وقد وصف شهود عيان الحادث المروري المأساوي، الذي أودى، ليلة أول أمس، بمنطقة الضاية جنوبباتنة، بحياة عائلة من 8 أفراد بالمروع و المهول، لفضاعة المشهد الذي خلفه اصطدام شاحنة مقطورة بسيارة سياحية كان على متنها الضحايا. و قال شهود عيان ل»النصر»، بأن السيارة التي كانت تقل عائلة من 8 أفراد بينهم 5 أطفال تناثرت أشلاؤهم، والتصقت بأجزاء السيارة التي تحولت إلى كومة حديد، لدرجة لا يمكن التفريق فيها لمن هي الأشلاء أو حتى التفريق بين جنس الضحايا ما إن كان ذكرا أو أنثى، ومما زاد في هول المشهد المروع، الأطفال الضحايا الذين يبدو أنهم كانوا يحضرون للعودة للدراسة، بعد انقضاء العطلة، حيث ترامت كتبهم وأدواتهم المدرسية عقب الحادث. وأصدرت أمس، نيابة الجمهورية لمحكمة بريكة الابتدائية بيانا صحفيا، من طرف وكيل الجمهورية، يؤكد فيه توقيف سائق الشاحنة المقطورة التي اصطدمت بسيارة الضحايا واستمرار التحقيقات بغية تحديد المسؤوليات، وأوردت النيابة في البيان بأن الحادث وقع ليلة الجمعة إلى السبت عند الساعة السابعة وعشر دقائق ليلا على مستوى الطريق الوطني 78 الرابط بين ولايتي باتنةوبسكرة، وتحديدا بمنطقة قرن الشنبوطي ببلدية بيطام. وجاء في البيان، بأنه بعد معاينة الحادث رفقة مصالح الضبطية القضائية تم تكليف الأخيرة بفتح تحريات أولية عن الحادث الناجم عن اصطدام سيارة نوع رونو ،21 كانت قادمة من ولاية بسكرة نحو بلدية بيطام بجرار طريقي عبارة عن شاحنة ذات مقطورة، قادمة في الاتجاه المعاكس، ما خلف وفاة 08 أشخاص بعين المكان وهم سائق السيارة ومرافقيه السبعة وهي العائلة التي تنحدر من بلدية الولجة بولاية سطيف. وأكدت نيابة الجمهورية متابعة مجريات التحقيق بأهمية بالغة، على أن يتم تقديم المتسبب في الحادث فور انتهاء التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة، وأشار بيان وكيل الجمهورية، إلى القانون 01/14 المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق وسلامتها وأمنها المؤرخ في 19 أوت 2001 المعدل والمتمم، الذي ينص على تطبيق عقوبات صارمة على المتسببين في حوادث المرور تصل إلى عقوبة 10 سنوات حبسا ومليون دج غرامة، إذا ارتكبت حوادث المرور بواسطة مركبة تابعة لأصناف الوزن الثقيل أو النقل الجماعي أو نقل المواد الخطيرة. وكان والي باتنة محمد بن مالك، قد وقف على آثار الحادث، رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي ومدير الصحة ومدير الأشغال العمومية ومدير الحماية المدنية، وقد أعرب الوالي عن خالص تعازيه القلبية لعائلة الضحايا التي تنحدر من بلدية الولجة بولاية سطيف، وكانت الحماية المدنية قد تدخلت من خلال فرق وحدتي عين التوتة وبريكة، لنقل جثث الضحايا نحو مصلحة الحفظ بالمؤسسة الاستشفائية محمد بوضياف ببريكة.