تسجل أسعار اللحوم والخضر والفواكه ارتفاعا كبيرا عشية شهر رمضان بأسواق قسنطينة، حيث وصل سعر لحم الخروف إلى 2400 دينار كما وصل الكيلوغرام من الدجاج إلى 470 دينارا في حين لم تنزل جل الخضر عن 150 دينارا باستثناء مادة البطاطا، في حين سجلت أسواق الرحمة إقبالا ضعيفا لعدم توفر جل السلع الأساسية واسعة الاستهلاك، لكن مديرية التجارة تؤكد بأنها ستكون متوفرة في الأيام المقبلة وبكثرة. وعرفت مختلف أسواق مدينتي قسنطينة وعلي منجلي، إنزالا كبيرا من المواطنين، إذ كانت تعج بالحركية لكن المردودية التجارية، وفق التجار، لا تعكس الازدحام المسجل، إذ أكدوا لنا أن الكثير من المتسوقين يكتفون بالسؤال عن السعر ثم المغادرة لاسيما لدى القصابات إذ ظلت السلع على حالها، فيما لجأ البائعون إلى حيلة تجارية تتمثل في عدم إشهار الأسعار مخافة نفور الزبائن. واختلف الوضع كثيرا بالأسواق مقارنة بالعام الماضي، حيث كان سعر لحم الخروف عشية رمضان لا يتجاوز 1500 دينار للكيلوغرام في حين وصل إلى 2400 دينار، وكان العرض قليلا جدا إذ امتنعت غالبية أصحاب محلات القصابة عن بيعه لارتفاع ثمنه، إذ أكد لنا تاجر أن سعره مرتفع جدا كما أن النوعية الموجودة بالأسواق رديئة ولا يمكن أن يتقبلها الزبون بهذا الثمن. وعرفت أسعار لحم العجل، هي الأخرى ارتفاعا، إذ تراوحت ما بين 1500 و 1600 دينار للكيلوغرام أما اللحم الخالص«الهبرة» فقد وصل إلى 2200 دينار، وسط إقبال ضعيف جدا من المواطنين على اقتنائها، فيما سجلت أسعار اللحم المفروم ارتفاعا كبيرا هي الأخرى حتى وصلت إلى 2500 دينار مثلما وقفنا عليه بسوق بعلي منجلي، كما سجلنا تعاملات تحايلية تتمثل في فرم اللحم مسبقا وبيعه للزبائن. وما زالت أسعار اللحوم البيضاء، تعرف هي الأخرى ارتفاعا كبيرا، فقد تراوح سعر الكيلوغرام ما بين 460 و 470 دينارا، أما الشرائح فقد تراوحت ما بين 840 و 860 دينارا، أما الكبد فقد وصل إلى 900 دينار في حين بلغ سعر الأجنحة 260 دينارا والفخذ 390 دينارا رغم أن القوانين تمنع بيعها بمثل هذه التجزئة. أما أسعار الخضر، فقد بلغت مستويات قياسية، حيث وصل سعر الفلفل بنوعيه إلى 200 دينار والطماطم تراوحت ما بين 160 و 180 دينارا وهو نفس ما سجل مع البصل، في حين تراوح سعر البطاطا ما بين 70 و 80 دينارا، والخس ما بين 150 و 180 دينارا وبلغ الجزر 120 دينارا والجلبانة 280 دينارا. ولم تنزل أسعار الفواكه عن سقف 300 دينار إذ تراوح سعر البرتقال من النوعية الجديدة ما بين 300 و 310 دنانير، أما التفاح فتأرجح ثمنه ما بين 500 إلى 600 دينار والفروالة لم تنزل عن 350 دينارا، أما الموز فقد تراوح ما بين 570 و 600 دينار للكيلوغرام. وأكد لنا تجار جملة، أن الأسعار في التجزئة مرتفعة بشكل محسوس مقارنة بالجملة، لكنها تبقى مرتفعة نوعا ما عندهم، وذلك لتصادف شهر رمضان مع الفترة الانتقالية للموسم الفلاحي، فمثلا فإن مادتي الفلفل والبصل غير متوفرتين بالشكل المطلوب وهو ما جعل أسعارهما مرتفعة جدا وتسهل المضاربة فيها، في حين أن بطاطا وادي سوف في أيامها الأخيرة، أما الفواكه الموسمية فهي منعدمة إذ أن البرتقال هو الآخر في آخر أيامه ولهذا فإن ثمنه قد ارتفع بشكل كبير. وأبدى المواطنون استياء كبيرا من الوضع المسجل، إذ عبروا عن حيرتهم إزاء هذه الأسعار التي وصفوها بغير المعقولة، إذ اضطروا إلى شراء اللحوم أو الخضر بكميات قليلة جدا بما يتوفر لديهم من إمكانيات، فيما وفرت مديرية التجارة على مستوى سوق الرحمة بحي الشهداء مادة البطاطا المخزنة ب60 دينارا، لكن بقية أسعار مختلف المواد الغذائية كانت مطابقة لما هو موجود في الأسواق العادية. وسجل سوق الرحمة بحي الشهداء «لاسيتي مزيان» إقبالا ضعيفا من المواطنين، في حين تم توفير الحليب بكميات كبيرة إذ كان المواطنون يقتنونه بكل أريحية، وهو ما سجلناه على مستوى سوق دار النقابة بوسط المدينة، الذي كان الإقبال جد محتشم وتم عرض شتى أنواع البقوليات والعجائن، وتخصيص أجنحة للمؤسسات العمومية والخاصة المتخصصة في إنتاج المواد الغذائية. وأوردت مصالح الولاية مساء الاثنين، بيانا قالت فيه إنه تم افتتاح الأسواق الجوارية المنظمة بمناسبة شهر رمضان والبالغ عددها 13 سوقا جواريا موزعة عبر بلديات الولاية، مع تزويدها بجميع المواد الاستهلاكية الضرورية بوفرة وبأسعار تنافسية. وأكد مدير التجارة لولاية قسنطينة، رشيد حجال، بأنه تم لأول مرة فتح أسواق الرحمة قبل بداية شهر رمضان، حيث تم توفير مختلف أنواع السلع الغذائية في حين سيتم فتح أجنحة خاصة ببيع اللحوم الحمراء والبيضاء في اليوم الأول مع توفير مادة السميد بكثرة في مختلف الأسواق، كما لفت المتحدث أن الهدف من إنشاء 13 سوقا جواريا على مستوى الولاية، هو توفير مختلف السلع وبأسعار تنافسية وكذا مقننة.