شرعت، يوم أمس، فرق الصيانة التابعة لمؤسسة توزيع الكهرباء والغاز (سونلغاز)، بتركيب الأجهزة الكاشفة عن تسرب الغاز داخل المنازل بولاية برج بوعريريج، للحد من حوادث الاختناقات والحوادث المنزلية الناجمة عن التسربات التي كانت سببا في مآسي لعشرات الأسر، وتسجيل وفيات لعائلات بأكملها. وقالت مديرية التوزيع للشركة الجزائرية للكهرباء والغاز بولاية برج بوعريريج، في بيان لها أنه وتنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية وتوجيهات الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز، والمتمثلة في تزويد منازل المواطنين بالأجهزة الخاصة بالكشف عن تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون، فقد انطلقت عملية توزيع وتركيب هذه الأجهزة تدريجيا، وبصفة مجانية من طرف مديرية توزيع الكهرباء والغاز، يضاف إلى ذلك قيام الفرق المتنقلة بمراقبة التركيبات الداخلية، وأنظمة التهوية وشبكات التوزيع، لضمان أمن وسلامة المواطنين وتفادي الحوادث المميتة وحوادث الاختناقات الناجمة عن تسرب الغاز. وأكدت ذات المديرية أن الأجهزة توزع مجانا، وسيتم تركيبها من قبل أعوان المؤسسة المؤهلين، الذين يقومون بزيارات ميدانية لمنازل المواطنين لتركيب هذه الكواشف، مشيرة إلى تزويد كل بيت بكاشفين. ودعت ذات المديرية المواطنين وأرباب الأسر، إلى تسهيل مهام الفرق المكلفة بتركيب هذه الكواشف، والسماح لهم بتفقد شبكات الغاز داخل المنازل للتأكد من سلامتها، أو إجراء تعديلات على الشبكات التي لم تراع فيها شروط السلامة والأمان، مؤكدة على أن العملية ستستمر إلى غاية تزويد كافة السكنات بهذه الأجهزة. وبالموازاة مع توزيع هذه الكواشف، أطلقت المديرية حملة تحسيسية وتوعوية لفائدة العائلات المستفيدة، قدمت من خلالها أهم النصائح والإرشادات الواجب إتباعها لتفادي الحوادث المنزلية، لاسيما المميتة والمرتبطة بالاختناقات الناجمة عن تسرب الغازات المحروقة، نتيجة غياب شروط الأمان والتهوية. تجدر الإشارة إلى تسجيل ولاية برج بوعريريج، منذ بداية فصل الشتاء لعديد حوادث الاختناقات، أغلبها تتعلق بتسرب الغازات المحروقة داخل المنازل، والتي كان من بينها وفاة ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة، وهم الأب والأم والابن، تتراوح أعمارهم بين 34 سنة و 72 سنة، اختناقا بغاز أحادي أكسيد الكربون داخل منزلهم بقرية بئر عيسى ببلدية عين تسيرة شرق الولاية. وقبلها، توفيت أم عمرها 33 سنة وابنتها البالغة من العمر عامين، اختناقا بغازات محروقة، منبعثة من مدفأة منزلهما الكائن بقرية المزيرعة التابعة لإقليم بلدية المنصورة . ويبقى حادث انفجار الغاز، الذي تسبب في انهيار منزل بالكامل بحي 5 جويلية، و وفاة 10 أفراد من العائلة القاطنة به في الأذهان، بعد مرور عام كامل عن هذا الحادث الأليم، الذي كان بمثابة صافرة إنذار للعائلات وأرباب الأسر، الذين أصبحوا على درجة كبيرة من الوعي بخطورة القاتل الصامت.