جاب الله: من لم تعجبه جبهة العدالة والتنمية على ما هي عليه فليؤسس حزبا أدعو الإدارة إلى التخلي عن العمل بمنطق السلوكات الاستعمارية كشف أمس رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله بأنه سيدشن حملته الانتخابية التي سينشط خلالها 40 تجمعا شعبيا، هذا الأحد من ولاية تيارت قبل أن يكمل دوريته في منطقة الغرب الجزائري في نفس الإطار، نحو كل من عين تموشنت ، معسكر، سعيدة، سيدي بلعباس، تلمسان وغليزان، قبل أن ينتقل نحو ولايات وسط جنوب وشرق البلاد،على أن يختم حملته بالجزائر العاصمة. وأكد السيد جاب الله خلال إشرافه على لقاء ولائي لمترشحي حزبه وأعضاء المكاتب البلدية لولاية الجزائر العاصمة، عزمه على خوض الحملة الانتخابية لمترشحي جبهة العدالة والتنمية '' بكل كفاءة وأدب وخلق وتبني خطاب علمي مفيد للأمة ، ومركز فقط على شرح البرنامج الانتخابي''، الذي اعتبره '' الأقدر على حل المشاكل التي تتخبط فيها البلاد في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والثقافية والنهوض بالوطن''. وبعد أن ابرز بأن حزبه وضع لكل أنواع التحديات '' التي تواجهنا '' حلولا مناسبة، أكد جاب الله التزامه على خوض حملة انتخابية نظيفة، وقال '' سنقدم نموذجا جيدا ومتميزا في النضال السياسي خلال الحملة الانتخابية في التعاطي مع الغير، وسنلزم أنفسنا بأن نكون متخلقين في التعامل مع الخيرين من أبناء الشعب والترفع عن المهاترات وعن الوقوع في الوعود الكاذبة، وسندخل الحملة الانتخابية ونحن متفائلون بالنجاح''. كما أكد بأن تشكيلته السياسية تملك الإرادة السياسية في الالتزام بوعودها وبتطبيق برنامجها في حال الوصول إلى الحكم، ورافع في هذا السياق على '' تاريخه النظيف في الدفاع عن قضايا الشعب وقضايا المستضعفين دونما مساومات أو تنازلات أو طمع'، مستشهدا في هذا السياق بتفاعله مع مختلف الملفات الوطنية السابقة سواء في إطار الوئام المدني أو المصالحة الوطنية، عندما كان رئيسا لحركة النهضة ثم رئيسا لحركة الإصلاح الوطني. وعندما فسح الباب للصحافيين لطرح أسئلتهم قال مجيبا على سؤال للنصر، عما إذا كان سيرد على بعض التصريحات التي ظل يستهدفه بها بعض رؤساء الأحزاب من حين لآخر '' نحن سنهتم بشرح برنامجنا فقط ، أما ما يثار حولنا إن كان مرتبطا بالتوجه الفكري فسنوضحه وإن كان مجرد إشاعات فسنكتفي بالقول: هذا غير صحيح لأن الكلمة مسؤولية كبيرة إما أن ترفع صاحبها أو تنزله''. وبخصوص ما يتم تداوله حول وجود حركة تصحيحية داخل الحزب '' تستهدف ما تم التعبير عنه بتحرير جبهة العدالة والتنمية، من النزعة الأحادية والاستبداد بالرأي، باعتبار أنه ( جاب الله ) يشغل رئاسة أكثر من مؤسسة داخل الحزب، فهو رئيس الحركة ورئيس المكتب الوطني ورئيس مجلس الشورى الوطني، وهو رئيس هيئة المستشارين ورئيس لجنة الانضباط، فقد قلل جاب الله من شأن هذه التحركات التي تتم في هذا الإطار، وقال مدافعا عن موقفه '' إن كل الصلاحيات الممنوحة لي تمت تزكيتها خلال المؤتمر وبإجماع المؤتمرين وعليه فمن لم تعجبه جبهة العدالة والتنمية على ما هي عليه فليؤسس حزب ويقدم نفسه كقدوة للآخرين''، وأضاف '' لو كانت هناك نية صادقة لهؤلاء لما لجأوا للسب والشتم، فهناء آليات في الحزب للتعبير عن الرأي .. والخلاصة أن هذه السلوكات تخلو من الرشد ولا ألتفت إليها ولا يهمني سوى المعركة الانتخابية.'' من جهة أخرى وبعد أن استعرض مجددا برنامجه الانتخابي الذي سبق وأن تطرقت النصر إليه، عاد جاب الله للتعبير عن مخاوفه من إمكانية حدوث تزوير في انتخابات العاشر ماي بسبب ما وصفه بتضخيم القوائم الانتخابية وحصر عدد المراقبين في المكاتب الانتخابية ب 5 رغم وجود أكثر من 40 حزبا مشاركا في سباق التشريعيات، ورفض وزارة الداخلية تبني مقترحات اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات بتوحيد ورقة التصويت وغيرها، دعا جاب الله الإدارة إلى البقاء على الحياد والتخلي عن العمل بالسلوكات الاستعمارية التي كانت تفرق بين المواطنين وتصنفهم على أساس درجة أولى ودرجة ثانية، وقال '' يجب على الإدارة عدم التعامل مع المترشحين على أساس هذا مترشح من الدرجة الأولى وهذا مترشح من الدرجة الثانية وفق منطق السلوكات الاستعمارية، لأن من المفروض أن الجميع يتمتع بنفس حقوق المواطنة، يجب على الإدارة أن تلتزم الحياد وأن لا تعتبر نفسها بأنها حزب بيده القرار، وتفعل ما تشاء بإرادة الشعب لأن هذا – يضيف – ظلم وعدوان وضار بمحصلة الحكم وينعكس بعد ذلك سلبا على كل شيء''.