قامت مصالح ولاية تيبازة، أمس، بإسكان 122 عائلة متضررة من الفيضانات الأخيرة التي مست المنطقة، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية بالتكفل الفوري بالمنكوبين، في حين يجري إحصاء عدد المساكن المتضررة جزئيا قصد منحهم إعانات لترميمها. وأشرف والي ولاية تيبازة أبو بكر بوستة على مجريات عملية الترحيل التي مست 122 عائلة على مستوى خمس بلديات تابعة للولاية، وتم نقل العائلات المعنية إلى سكنات جديدة لتمكينها من استئناف الحياة العادية، بعد أن عاشت لحظات صعبة خلال الأمطار الطوفانية الأخيرة التي غمرت عديد المنازل، وأدت إلى انهيار البنايات الهشة المشيدة على ضفاف الأودية. و أكد الوالي أبو بكر بوستة الذي تابع عملية الترحيل، و اطلع على ظروف نقل الأسر المتضررة إلى سكنات لائقة، بأن العملية جرت في ظروف حسنة، وذلك تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية وكذا وزير الداخلية إبراهيم مراد، الذي قام بزيارة تفقدية للبلديات والدوائر المتضررة على مستوى تيبازة، للوقوف على حجم الخسائر والأضرار. وطمأن الوالي العائلات المستفيدة من إعادة الإسكان بمساعدتها على مواجهة آثار كارثة الفيضان، من خلال منحها بعض اللوازم من أثاث وأفرشة في إطار المرافقة التي تضمنها السلطات المحلية لمساعدة الأسر على تخطي الظروف الصعبة التي مرت بها.كما حرص الوالي على التنقل إلى الأحياء الجديدة التي استقبلت المرحلين، من أجل التأكد من حسن سير العملية، ورفع معنويات الأسر التي ما يزال بعضها تحت وقع الصدمة، بسبب ما عاشوه خلال الكارثة من لحظات قاسية.وأوضح الوالي في تصريحات إعلامية، بأنه بالموازاة مع إعادة الإسكان، تم تجنيد خلايا جوارية لإحصاء احتياجات العائلات المتضررة، لتعويضها عن الخسائر التي تكبدوها بسبب الأمطار الطوفانية، التي جرفت عدة منازل، وأتت على كل ما كانت تحتويه من أثاث وأفرشة ومستلزمات متعددة. كما تم السهر على ضمان التكفل النفسي للمتضررين وفق ما أكده الوالي، بالتنسيق مع المصالح الصحية التي جندت فرقا مختصة، فضلا عن مساهمة الهلال الأحمر الجزائري وعدة متدخلين لإنجاح العملية التضامنية لفائدة المنكوبين. وحرصت المصالح الولائية على الأخذ بعين الاعتبار فئة المتمدرسين، لا سيما تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي، وفق ما أوضحه والي تيبازة، وذلك بغرض تمكينهم من الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية في ظروف مريحة. وكشف المصدر في هذا السياق عن استعداد المصالح الولائية لاستلام أربع حافلات لضمان نقل التلاميذ المعنيين إلى مؤسساتهم التعليمية ابتداء من الأسبوع القادم، الذي سيتزامن مع الشروع في تنظيم الامتحانات الرسمية، بداية بشهادة التعليم المتوسط. وجدد المتدخل التأكيد على أن كافة العائلات التي تم اسكانها في الخيم مؤقتا، التحقت جميعها أمس بمساكنها الجديدة، في وقت تواصل وزارة السكن والعمران إحصاء البنايات المتضررة جزئيا جراء الفيضانات، لتصنيف حجم الخسائر التي لحقت بها، على أن يتم منح الإعانات للعائلات المعنية من أجل إتمام عمليات الترميم بحسب درجة الأضرار. وتعمل المصالح الفلاحية على إحصاء الفلاحين المتضررين من الفيضانات، وبحسب والي تيبازة فإن كافة المصالح تقوم بعملها للتكفل بضحايا كارثة الفيضانات التي شهدتها الولاية، ومعالجة أثارها، بما فيها قطاع الصيد البحري الذي شرع بدوره، أمس، في إحصاء الصيادين الذين فقدوا قواربهم، من أجل تعويضهم تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية. وينتظر أن تنتهي هذه العملية غدا الخميس وفق المصدر، على أن تشمل نفس الترتيبات الفلاحين ومختلف الفئات المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية، إلى جانب إعادة تأهيل الطرقات والموانئ المتضررة، بعد أن تم إحصاء وتقييم نسبة الضرر المادي، على أن تنطلق الأشغال خلال الساعات القليلة المقبلة، بعد أن يتم إسناد الميزانية المناسبة، لمعالجة كافة آثار الفيضانات، يقول المتدخل.
