أوقعت قرعة التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، المقررة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا والمكسيك، والتي أقيمت الخميس الماضي، بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان، على هامش أشغال الجمعية العامة ال45 للكاف، المنتخب الوطني ضمن المجموعة السابعة، رفقة كل من غينياوأوغندا والموزمبيق وبوتسواناوالصومال. واستبشرت الجماهير الجزائرية خيرا، بما أسفرت عنه نتائج قرعة تصفيات مونديال 2026، والتي أوقعت رفقاء رياض محرز في مجموعة وصفها أهل الاختصاص بالسهلة وفي المتناول، وإن كان الحذر يبقى مطلوبا، لا سيما من منتخب غينيا الذي يمتلك تشكيلة شابة، تنشط غالبية عناصرها في كبرى الدوريات الأوروبية، وهو ما قد يصعب من مأمورية الخضر، الباحثين عن العودة من جديد إلى نهائيات المونديال، بعد الغياب عن النسختين الأخيرتين ( 2018 و2022). ويبدو أن كل المعطيات تصب في صالح التشكيلة الوطنية، فبالإضافة إلى تواضع مستوى منتخبات المجموعة السابعة بشهادة المتتبعين، قد يستفيد أشبال جمال بلماضي من عامل آخر، ويتعلق باستحالة خوض غالبية هذه المنتخبات مباريات التصفيات بميدانها، في ظل عدم اعتماد ملاعبها من طرف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وإن كان الحديث عن هذا سابقا لأوانه، على اعتبار أنه بإمكانها تدارك ذلك إلى غاية موعد انطلاق التصفيات، المحدد بمنتصف شهر نوفمبر ملاعب المنافسين غير مؤهلة والموزمبيق استثناء ! وحسب آخر بيان نشرته الكاف في هذا الشأن (قبيل انطلاق مباريات الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكان كوت ديفوار التي لعبت شهر جوان الماضي)، توجد منتخبات المجموعة السابعة تحت حظر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بعدم إقامة مباريات دولية على ملاعبها لعدم الاستجابة لشروط ولوائح الكونفدرالية الإفريقية، باستثناء منتخب الموزمبيق الذي يمتلك ملعبا معتمدا. وكما هو معلوم، يقام المونديال المقبل بمشاركة 48 منتخبا للمرة الأولى في التاريخ، وتمتلك إفريقيا 9 مقاعد ونصف المقعد، بدلا من المقاعد الخمسة، التي كانت تخصص لها في النسخ السبع الماضية. وتلعب التصفيات الخاصة بمنطقة إفريقيا بمشاركة 54 منتخبا، حيث تم توزيعها على 9 مجموعات بواقع 6 في كل مجموعة، وتجرى المباريات بنظام البطولة، وهو ما يعني خوض كل منتخب 10 لقاءات في مرحلة المجموعات، ويتأهل صاحب المركز الأول عن كل مجموعة، في حين ستلعب أربعة أفضل منتخبات احتلت المركز الثاني الملحق، قبل أن يخوض الملحق الإقصائي للاتحاد الدولي لكرة القدم( الفيفا)، والذي قد يضم 4 منتخبات من مختلف القارات. منتخب غينيا بنجومه منافس الخضر الأول وبمجرد أن كشفت الكاف عن نتائج القرعة، سارعت الجماهير الجزائرية للتعرف عن كثب على المنافسين، وكان الإجماع بخصوص إمكانية انحصار تأشيرة المجموعة السابعة بين الخضر ومنتخب غينيا لعديد الاعتبارات، أبرزها ضعف بقية المنتخبات التي لا تمتلك أي تقاليد في منافسات الكان فما بالك بالمونديال. وسيكون الخضر على موعد لمواجهة مدارس مختلفة خلال التصفيات المونديالية، بداية بالفرنسية (غينيا) والأنجلوسكسونية (أوغنداوبوتسوانا) والبرتغالية (الموزمبيق). هذا، وسيكون الحذر أكبر من منتخب غينيا صاحب المرتبة 80 عالميا وفقا لآخر تصنيف للفيفا، وإن كان الأخير لم يسبق له التأهل لنهائيات المونديال، على عكس نهائيات «الكان»، التي سيخوضها للمرة 14 بعد اقتطاع بطاقة التأهل لمحفل كوت ديفوار، ضمن مجموعته التي أنهاها في الوصافة خلف المنتخب المصري. ولم يسبق لهذا المنتخب مواجهة الخضر ضمن تصفيات المونديال سوى في مناسبة وحيدة، وكان ذلك عام 1974، عندما خسر في الجزائر بهدف نظيف مقابل فوزه بميدانه ب5/1. وتعود آخر مباراة بين غينيا والخضر لودية ميلود هدفي بوهران في سبتمبر 2022، وانتهت بنتيجة التعادل 1/1 من تسجيل البديل سليماني، الذي عدل الكفة في الوقت بدل الضائع، في لقاء أبان خلاله رفقاء النجم موريبا عن مردود كبير. ويشرف على العارضة الفنية لهذا المنتخب مدرب «فرانكو غيني»، ويتعلق الأمر بكابا دياوارا البالغ من العمر 47 سنة، والذي يقود الفريق منذ خريف 2021. جدير بالذكر، أن منتخب غينيا يضم في صفوفه لاعبين من طراز رفيع، بداية بالقائد نابي كايتا نجم نادي ليفربول الانجليزي، مرورا بصخرة دفاع نادي فالنسيا دياخابي الذي رفض تمثيل المنتخب الفرنسي الأول، وصولا إلى النجم الأسبق لنادي برشلونة موريبا الذي صال وجال أمام الخضر في ودية وهران. وكان المنتخب الوطني بقيادة بلماضي، قد تخطى عقبة غينيا بثلاثية نظيفة خلال الدور ثمن النهائي من كان 2019، من تسجيل بلايلي ومحرز ووناس. أوغندا كتاب مفتوح أما بخصوص أوغندا التي تحتل المركز 92 عالميا، فهي الأخرى لا تمتلك أي مشاركة مونديالية، مقابل 7 مشاركات في نهائيات الكان. ولا تزال أوغندا تصارع من أجل تأشيرة التأهل لكان كوت ديفوار، وتأمل في نجاح الخضر في تخطي عقبة تانزانيا بنتيجة عريضة خلال الجولة الأخيرة من التصفيات، على أن يفوز الأوغنديون على النيجر لإفتكاك التأشيرة الثانية. وكانت آخر مباراة جمعت بين الخضر ومنتخب أوغندا في فترة التوقف الدولي الأخيرة (شهر جوان)، ولعبت بالكاميرون (ملعب جابوما)، وانتهت بفوز أشبال بلماضي بهدفين لهدف واحد، بينما انتهى لقاء الذهاب بهدفين نظيفين. ويقود العارضة الفنية لمنتخب أوغندا الصربي ميلوتين سريدوجيفيتش (ميتشو) منذ صيف 2021. الموزمبيق وبوتسوانا جد متأخرين في تصنيف الفيفا يحتل منتخب الموزمبيق المركز 117 عالميا، ولم يكن له شرف التواجد بالمونديال، فيما اكتفى بخوض «الكان» في أربع مناسبات فقط، آخرها عام 2010، ومازال هذا المنتخب يصارع لحجز مقعده في نهائيات كان كوت ديفوار، حيث يحتل الصف الثاني خلف السنغال المتأهلة وقبل منتخب البنين. ولم يسبق لمنتخب الموزمبيق ملاقاة الخضر في مباراة رسمية، واكتفى الفريقان بمواجهتين فقط وديتين، حيث فاز منتخبنا بنتيجة 4/1 عام 1986 بالجزائر، وانهزم بهدف لصفر خارج القواعد، ويدرب منتخب الموزمبيق تقني محلي، ويتعلق الأمر بكوندي شيكينيو البالغ من العمر 52 سنة. يأتي هذا في الوقت الذي يحتل فيه منتخب بوتسوانا المرتبة 147 عالميا، ولا تختلف وضعيته عن بقية منتخبات المجموعة السابعة، حيث لم يتذوق حلاوة خوض المونديال، واكتفى بمشاركة وحيدة في نهائيات الكان، وذلك عام 2012، كما أقصي رسميا من التأهل لكان 2024 ضمن مجموعة غينيا الاستوائية وتونس. وواجهت بوتسوانا الخضر في مناسبتين، وذلك في تصفيات كان الكاميرون 2021، وفاز رفقاء يوسف بلايلي ذهابا ب ( 1/0) وإيابا (5/0). ويتولى تدريب هذا المنتخب، التقني المحلي موغوموتسي مبوتي ( 61 سنة) خلفا للجزائري عادل عمروش. الصومال «أضعف» منتخب في القارة أما بخصوص المنتخب الصومالي فهو يحتل المركز 199 في ترتيب الفيفا والمرتبة الأخيرة في تصنيف المنتخبات الإفريقية، ولم يكن له شرف المشاركة في نهائيات المونديال والكان، ولم ينجح حتى في التأهل لدور المجموعات، ضمن تصفيات «كان» 2024، بعد السقوط أمام إسواتيني في الدور التمهيدي. جدير بالذكر، أن الكاف لم تضبط بعد برنامج المباريات والتصفيات، على أن يتم الكشف عنه في أقرب فرصة ممكنة، من أجل منح الفرصة كاملة للمنتخبات ال54، للاستعداد لبداية التصفيات، التي ستكون ماراطونية وستمتد إلى غاية 2026.