أسدى وزير التربية الوطنية تعليمات صارمة لمدراء التربية الوطنية لإنجاح الدخول المدرسي المقبل، وأمر بتأجيل العطلة السنوية الخاصة بمدراء التربية الوطنية على مستوى الولايات التي ما تزال تحتاج إلى تحضيرات لاستقبال التلاميذ في أحسن الظروف. كشفت مصادر نقابية شاركت في اللقاء الأخير الذي جمع وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد بمدراء التربية الوطنية، في إطار الندوة الوطنية لتقييم المكتسبات وضبط جاهزية مديريات التربية الوطنية للدخول المدرسي المقبل، عن اتخاذ إجراءات صارمة من قبل المسؤول الأول عن القطاع لإنجاح انطلاق الموسم الدراسي الجديد. وأمر الوزير بضرورة إتمام كافة التحضيرات على مستوى مديريات التربية التي سجلت بعض التأخر، مشددا على ضرورة تأجيل العطلة السنوية الخاصة بمدراء التربية الوطنية الذين لم ينهوا كافة الاستعدادات الخاصة بالسنة الدراسية الجديدة 2023/2024، وذلك بعد القيام بتقييم مفصل ودقيق لجاهزية كل ولاية لاستقبال تلاميذ الأطوار الثلاثة. وحرص عبد الحكيم بلعابد خلال مجريات الندوة التي استمرت لأربعة أيام كاملة على السماع لتقارير مدراء التربية والتي تضمنت الإجراءات التحضيرية الخاصة بالموسم الدراسي الجديد، موجها تعليمات صارمة لتدارك النقص المسجل على مستوى بعض مديريات التربية. وتشمل الاستعدادات الخاصة بالدخول المدرسي تجهيز المؤسسات التعليمة وتأثيثها وتزويدها بالوسائل البيداغوجية المستعملة في التدريس، إلى جانب توفير الإطعام والنقل المدرسي لا سيما بالمناطق النائية، بهدف تحسين ظروف التعليم، والحد من التسرب المدرسي، وكذا ضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين كافة التلاميذ. وتعد هذه العناصر من بين المحاور التي ركز عليها الوزير، وأمر بالإسراع في سد العجز والنقائص، في انتظار الكشف عن الرزنامة الخاصة بالدخول المدرسي المقبل، الذي سيعرف عددا من المستجدات والتحسينات وفق ما أعلن عنه وزير القطاع، في إطار النهوض بمستوى التعليم، وتعزيز فرص النجاح والتفوق لفائدة التلاميذ. وأفاد من جهته رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد في تصريح «للنصر»، بأن وزير القطاع يستعين في تقييم مدى جاهزية المؤسسات التعليمية لاستئناف الدراسة بعد انقضاء العطلة الصيفية على الشكاوى التي يرفعها ممثلو الأولياء، والمتعلقة بقلة التجهيزات والعجز في التأطير، فضلا عن نقص النقل والإطعام المدرسي. وتعد التقارير التي يرفعها ممثلو الأولياء خلال اللقاءات الدورية التي تجمع الوزير بهذه التنظيمات أداة أساسية وفعالة لكشف النقائص، وكذا تقاعس المسؤولين المحليين عن أداء المهام الموكلة إليهم، فضلا عن المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسات التعليمية. وأضاف المتدخل بأنه من بين التحضيرات الخاصة بالدخول المدرسي، معالجة الطعون الخاصة بإدماج التلاميذ المعيدين، وكذا تحويل التلاميذ إلى مؤسسات أخرى قريبة من مقر السكن، وهي من ضمن الملفات التي تؤرق الأولياء مع بداية الموسم الدراسي، ويتم رفع شكاوى بشأنها لمديريات التربية والوزارة للفصل فيها في الآجال المحددة. ويستعد القطاع أيضا في إطار الاستعداد للموسم المقبل لاستقبال الأساتذة الجدد الذين سيؤطرون تلاميذ المدارس الابتدائية في مادتي اللغة الإنجليزية والتربية الرياضية، بعد قرار الوزير بتوظيف أزيد من 17 ألف أستاذ في المادتين مع بداية السنة الدراسية القادمة، وذلك بتنظيم دورات تكوينية يؤطرها المفتشون قبل بداية شهر سبتمبر المقبل. ومن المزمع أن تتمحور الدورات التكوينية حول بسيكولوجيا التلميذ والتشريع المدرسي، فضلا عن المحور المتعلق بمادتي اللغة الإنجليزية والتربية العلمية والرياضية، تحضيرا للأساتذة الجدد المتخرجين من الجامعات لتأطير التلاميذ وفق الأساليب البيداغوجية الصحيحة. وأصبح مجال التكوين في قطاع التربية الوطنية عملية متواصلة على مدار السنة، بالنظر إلى الحاجة المستمرة للقطاع للتوظيف في السلكين الإداري والتعليمي، لتعويض المحالين على التقاعد، وكذا لتأطير المؤسسات التعليمية الجديدة، والتكفل بالعدد المتزايد للتلاميذ، ويتم وضع رزنامة مفصلة لتنفيذها على مدار العام، وخلال العطلة الصيفية.
