وجه وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد تعليمات صارمة لمدراء المؤسسات التربوية، تتضمن الإسراع في توزيع منحة 5 آلاف دج على التلاميذ الذين يواجهون ظروفا اجتماعية صعبة، وهدد باتخاذ إجراءات عقابية في حال عدم تسوية الوضعيات العالقة في غضون هذا الأسبوع. أفادت تقارير أولية بلغت وزير التربية الوطنية، بأن توزيع المنحة المدرسية على مستوى بعض المؤسسات التعليمية شهد بعض التأخر، لأن العملية لم تسر وفق ما خططت له الوصاية، رغم توجيهات قدمها وزير القطاع عشية الدخول المدرسي الحالي، خلال لقاء جمعه بمدراء التربية ل 48 ولاية، وأظهرت ذات التقارير أن بعض مسؤولي المؤسسات التعليمية لم يحرصوا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسليم هذه الإعانة على مستحقيها في الوقت المناسب. وأثارت هذه الوضعية قلق المعنيين بهذه المساعدة التي تخصصها الدولة للفئات الهشة مع بداية كل موسم دراسي، مما اضطرهم إلى تأجيل اقتناء المستلزمات الدراسية إلى حين الحصول على المنحة، التي يتم توزيعها بالتنسيق مع الدوائر وفق قوائم تعدها المؤسسات التعليمية، ترفع للمصالح الإدارية التي تجري تحقيقا بشأن طبيعة الوضع الاجتماعي لأولياء التلاميذ الذين يطلبون مساعدات الدولة. وفي إطار التقييم الأولي للدخول المدرسي، وبناء على ما تم جمعه من معطيات ميدانية، وجه وزير القطاع عبد الحكيم بلعابد تعليمات صارمة لمدراء التربية الوطنية و لمسيري المؤسسات التعليمية، تتضمن ضرورة الإسراع في معالجة المشاكل التي حالت دون وصول منحة 5 آلاف دج للتلاميذ المعوزين، وحدد هذا الأسبوع كآخر أجل لتسوية الوضعيات العالقة وطي الملف نهائيا، تحسبا لانطلاق الدروس الخاصة بالفصل الأول بصفة رسمية يوم الأربعاء المقبل. وبحسب رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة فإن تعطل توزيع المنحة مرده إلى تماطل مدراء بعض المؤسسات التعليمية في إنهاء الإجراءات الإدارية، متوقعا في تصريح «للنصر» بأن تساعد توجيهات المسؤول الأول على القطاع في معالجة مواضع الخلل، وتمكين التلاميذ المحتاجين من اقتناء المستلزمات الدراسية على غرار باقي المتمدرسين، علما أن الغرض من تخصيص منحة 5 آلاف دج، تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، ومحاربة ظاهرة التسرب المدرسي الناجمة في كثير من الحالات عن تدني المستوى المعيشي، وعجز الأولياء عن التكفل بمصاريف أبنائهم المتمدرسين. كما سجلت وزارة التربية الوطنية مع الدخول المدرسي تأخر وصول الكتب المدرسية إلى بعض المؤسسات التعليمية، وهو ما وقف عليه الوزير شخصيا لدى حلوله يوم الخميس الماضي بعين أمناس بولاية إليزي للاطلاع على ظروف التحاق التلاميذ بالمؤسسات التعليمية بمنطقة الجنوب، رغم تقارير بلغته من مديريات التربية بشأن توزيع الكتب بالعدد الكافي على جميع المؤسسات. ويعود التأخر في وصول هذه الوسيلة البيداغوجية إلى بعض المؤسسات وفق مصادر من القطاع، إلى أسباب إدارية محضة، تتعلق بعدم ترسيم مدراء ومستشارين تربويين على مستوى هذه المؤسسات، وأن هذه الوضعية جعلتهم يترددون في اتخاذ القرارات، غير أن تكفل الوزارة بمعالجة النقائص سيسمح للتلاميذ باقتناء الكتب المدرسية في الآجال المحددة، علما أن الوزارة خصصت نقاط بيع خارج المؤسسات عبر مختلف الولايات لتقريب هذه الوسيلة البيداغوجية من التلاميذ. كما أثارت صور تم تناقلها عبر الوسائط الاجتماعية، أظهرت تلاميذ يجلسون على حصائر بسبب انعدام الكراسي والطاولات، انزعاج المسؤول الأول على القطاع، لا سيما وأنها أعطت انطباعا بإخفاق الدخول المدرسي ببعض المؤسسات، وهو ما نفاه عبد الكريم بلعابد في تصريحات إعلامية، مؤكدا تجنيد كافة الوسائل لضمان دخول مدرسي ناجح عبر جميع الولايات، ويقوم فريق من إطارات القطاع تم إيفاده من الإدارة المركزية من قبل الوزير، بالتحقيق في خلفية هذه الصور، لمحاسبة المسؤولين عن الوضع، ولمنع كافة الممارسات التي تهدف إلى زعزعة استقرار القطاع.