من ينتقدون أصحاب "اللحية والقميص" فشلوا في تسيير الجزائر وجّه رئيس حركة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله أمس انتقادات لمن قال أنهم يحكمون الجزائر، معتبرا أنّ من ينتقدون أصحاب اللّحية والقميص "لم يُقدّموا أي شيء يُذكر للجزائر". وخلال تجمّع شعبي أمام مناضليه ببسكرة، قال جاب الله بأنّ دعاة التيار "التغريبي المُتطرف" الذي يحكم الجزائر حسب تعبيره، فشلوا في تحقيق وحفظ الحقوق الأساسية للمواطنين، وكذا في تنمية الوطن وتحقيق الكرامة للمجتمع، ولم ينجحوا كما قال إلا في تسجيل الفشل "الواضح والبين" ، واتهم جاب الله بشكل صريح هذا التيار ودعاته بالتسبّب في "كل المصائب والأذى" الذي لحق بأبناء التيار الإسلامي في الجزائر كما قال، مضيفا بأن العلمانيين والتغريبيين أرادوا أن "يسلخوا" أبناء الجزائر عن دينهم ، وقال في هذا الصدد أن جبهة العدالة والتنمية تفهم الدين على أنه نظام شامل لجميع جوانب الحياة. جاب الله الذي فضّل تشريح واقع العديد من القطاعات التنموية، اعتبر أنها "موبوءة ومخربة"، متهما في كل مرة من يقفون على إدارتها وتسييرها بأنهم سبب تخريبها وفشلها، ففي قطاع الفلاحة تساءل جاب الله عن منتوج ما يقارب 50 مليون هكتار من الأراضي الزراعية الخصبة، حيث تعجب من بقاء الشعب الجزائري يعيش رغم ذلك على الاستيراد، وذكّر في هذا الصّدد بأن 71 بالمائة من الغذاء الجزائري مستورد، كما انتقد أيضا واقع قطاعات الصناعة والسياحة، والإدارة والقضاء الذي وصفه ب "المنحاز" لأصحاب الأمر والنهي، وانتقد أيضا سياسة الأجور التي قال بأنها تخضع لمزاجية الحكام، كما تناول جاب الله بالانتقاد قطاع الضرائب وقال بأن هناك "ظلما كبيرا" في سياسة الضرائب والرسوم. وعرّج جاب الله في كلمته إلى السياسة الدولية وقال بأنّ أحداث الربيع العربي ونجاح الإسلاميين في إحداث التغيير في الدول العربية دليل كاف عن انتصار الإسلاميين ووصولهم للحكم، مُثمنا نجاح حزب العدالة والتنمية في المغرب في الوصول إلى السلطة عن طريق الانتخابات. وفي الختام، أكد جاب الله أن حزبه هو "الحزب الوحيد القادر على إحداث التغيير الحقيقي في الجزائر"، وأن بقية الأحزاب الأخرى كلها تعمل من أجل تكريس الاستمرارية والسير بالجزائر "من السيء إلى الأسوأ"، وقبل أن يدعو مناضليه للتصويت بقوة لصالح قوائم الحزب، ذكّر جاب الله بأن "العدالة والتنمية" لديه من الأخلاق ما يضمن عدم التفافه على وعوده التي يقدمها اليوم للمواطنين. ذباح.ت