كشف عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، عن برنامج حملته الانتخابية التي يدخل بها الانتخابات التشريعية، وهو الحديث عن الجزائر ما بعد البترول. ويعتبر عبد الله جاب الله أن "الفرقة" داء يهدد الوحدة الوطنية، وأن الإصلاحات معلولة وما تزال ناقصة.. ولتصحيحها، لابد على رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن يسن قوانين ومراسيم جديدة لمنع التزوير يوم الاقتراع. تحدث عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية خلال التجمع الشعبي الذي نظمه بالمركز الثقافي عبد الحميد ابن باديس قسنطينة، مساء أمس الجمعة، عن العلاقة بين السلطة والشعب موضحا بالقول إنها علاقة سياسية وقانونية، وبرؤية انتقاديه يضيف جاب الله أن الدولة قصرت في حماية الشعب الجزائري من الخطر الذي يهدده، كما قصرت وفي حماية كرامته ودينه وعقله وماله وممتلكاته،عندما أدارت ملف المصالحة الوطنية بعقلية الغالب والمغلوب، وقال عبد الله جاب الله أن معركة حزبه اليوم صعبة ومعقدة ومما زاد في صعوبتها وجودها في بلد تحكمه نخبة غير متشبعة بتقاليد الثقافة الديمقراطية، وتدير صراعاتها وخلافاتها بعقلية الغالب والمغلوب. وأشار جاب الله بهذا القول بأن الجزائر تُسيَّرُ بنوعان من القارات، واحدة فوق الطاولة والثانية تحت الطاولة والقرارات التي تنفذ هي تلك التي تصدر تحت الطاولة، وهي كما قال رئيس الجبهة مسؤولية كبيرة وثقيلة بالنسبة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي لابد أن يسن قوانين ومراسيم أخرى جديدة على الذين اعتادوا التزوير في الانتخابات وحتى لا تتكرر تجربة 97، ولا تكون الجزائر كتونس ومصر والمغرب، وهذا لا يكون إلا بتمكين الشعب ممارسة ما يؤمن به ويعمل من أجله. كما يرى رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية أن النظام الجزائري ضيع أشياء كثيرة، وفي مقدمتها بيان أولا نوفمبر 54، عندما اتبع الأنظمة الغربية وتبنى سياستها وحدد الرؤية لطبيعة الدولة وخصائص نظام حكمها ونص على أنها تتحرك وهي تضطلع المسؤوليات ضمن إطار المبادئ الإسلامية، ولكن في واقع الأمر أن هذه الدولة لم تتحقق، لأن المسؤولين في الدولة فشلوا في إحداث التوازن في الصلاحيات بين السلطات، كما أوضح عبد الله جاب الله أن "الفرقة" داء يهدد الوحدة الوطنية، وأن حزبه على استعداد ليكون فداءً للوحدة الوطنية وتتصدى لكل سياسات التآمر على الوحدة الوطنية وتحفظها من الخطر الذي يهدد الوطن خارجيا. كما عرج رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله إلى الحديث عن التنمية، باعتبارها ضمن الأهداف التي تأسس من أجلها حزبه الجديد مشيرا بقوله أنه لا تنمية إلا إذا تحقق تنوع في مصادر الدخل القومي وأن حزبه يعكف على تحقيق "جزائر بلا بترول" وسيكون هذا الملف مشروع برنامج الحملة الانتخابية لجبهة العدالة والتنمية، هذا وقد فتح رئيس جبهة العدالة والتنمية في خطابه النار على صناع الثورة الذين ما زالوا على قيد الحياة متهما إياهم بالتآمر على بيان أول نوفمبر، عندما قال أمام حشد كبير من مناضلي حزيه ومن حضروا تجمعه الشعبي: "إنه إذا كان المسؤولون أوفياء لبيان نوفمبر فلابد أن تتكاثف الجهود لإحياء دولة نوفمبر الذي تآمر عليه زملاء الشهداء الذين كانوا يملكون الإرادة السياسية الحقيقية على تجسيد هذه المعاني بمنهجية واضحة ومتدرجة"، وأنه آن الأوان لاسترجاع هذه المرجعية الضائعة، وإعادة للأمة هيبتها وحريتها بالتداول على السلطة التي لا تكون إلا عن طريق انتخابات حرة ونزيهة.