طالب، أمس، 26 منتخبا ببلدية عنابة، ضمن المجلس المتكون من 43 عضوا، باستقالة رئيس البلدية يوسف شوشان، معبرين عن رفضهم العمل معه، حيث قاموا بتسليم عريضة لرئيس الدائرة وكذا الوالي، فيما يتهمهم «المير» بتقديم مغالطات ويحذر بأن هذه الخطوة قد تجر البلدية إلى حالة الانسداد. وتُسجل حالة احتقان بين رئيس بلدية عنابة الذي يمثل كتلة حركة مجتمع السلم، وبين منتخبي حزبي المستقبل، والتجمع الوطني الديمقراطي المدعومين بأربعة منتخبين من «حمس» كانوا قد أعلنوا تخليهم عن تأييد شوشان، حيث زادت حدة الانقسام وكسبت المعارضة مزيدا من الأصوات، بعد إقالة رؤساء قطاعات من «حمس» تحت مبرر مسؤوليتهم عن انتشار القمامة والتدهور البيئي. وتحدث، أمس، منتخبون بالمجلس الشعبي البلدي بعنابة، في بيانهم الذي حمل توقيع 26 عضوا، وتحوز النصر على نسخة منه، عن استحالة استمرار العمل تحت رئاسة رئيس البلدية الحالي، وذلك لعدة أسباب منها، حسبهم، فشل سياسة التنمية والتدهور البيئي، إلى جانب تدهور القطاع الرياضي بما فيه المنشآت، وكذلك ما وصفوه بفشل موسم الاصطياف نتيجة عدم التحضير الجيد، وعدم توفير الإمكانيات اللازمة، كما انتقدوا طريقة التحضير للدخول المدرسي ومساهمة البلدية في الجانب الاجتماعي وتحدثوا أيضا عن عدم احترام أدوات التعمير. وحسب ما جاء في البيان، فإن رئيس البلدية غير قادر على التسيير الحسن، كما ينفرد بالقرارات، وفق المنتخبين، وفي هذا الشأن دعا الأعضاء الموقعون على الوثيقة المرفقة بالبيان، كونهم يمثلون تقريبا ثلثي أعضاء المجلس، إلى استقالة «المير» أو فتح تحقيق. وقال الناطق باسم الأعضاء المعارضين، عبد اللطيف بن يلس، إن مطلب الاستقالة يأتي تفاديا لأي انسداد قد يحدث في المجلس، فيما ذكر المنتخب عن حزب المستقبل، سمير سعيدي، إنه في حالة توفر نصاب 29 عضوا فستتم الدعوة حسب قانون البلدية، إلى عقد دورة استثنائية وسحب الثقة من رئيس البلدية الحالي. من جهته أوضح رئيس بلدية عنابة، يوسف شوشان، في اتصال بالنصر، أن سحب الثقة منه غير وارد إلا في 3 حالات فقط وهي الاستقالة أو الوفاة أو المتابعة في قضايا الفساد، مشيرا إلى أنه كان في عطلة سنوية واستأنف العمل أمس، وكان قد تلقى قائمة من منتخبي «الأرندي» لعقد جلسة نقاش، ليتحول الأمر إلى بيان مطالبة بالاستقالة، معتبرا بأن هذه الخطوة ستجر البلدية إلى حالة انسداد وتعطل وتيرة تسيير مختلف البرامج، ليكون المواطن الخاسر الأكبر. وقال شوشان بأن المنتخبين الذين يطالبونه بالاستقالة، همهم تحقيق مصالحهم الشخصية، وفق تعبيره، كما اتهمهم بتقديم مغالطات على غرار تلك المتعلقة بالجانب البيئي الذي هو تحت مسؤولية مؤسسة عنابة نظيفة، أما تدهور قطاع الرياضة والمنشآت فليس مسؤولية البلدية التي تملك حق تسيير ملعب العقيد شابو فقط، والذي تدهور عشبه الطبيعي جراء موجة الحر شهر جويلية الفارط، ليتم تدارك الأمر بإعادة تأهيله. وبخصوص التحضير لموسم الاصطياف، أوضح شوشان أنه غير مرتبط بالبلدية فقط، حيث جرى بالصفة المعتادة، كما أن محدودية ميزانية البلدية لا تخولها للتدخل في كل الجوانب، مشيرا إلى حصولها على دعم مالي من صندوق الجماعات المحلية والولاية بمبلغ 18 مليار سنتيم كباقي البلديات، ليؤكد أن مصالحه نجحت في رفع المداخيل خلال 2022 من 6 ملايير إلى 21 مليار سنتيم. وفيما يتعلق باتهامه بعدم احترام أدوات التعمير، علق رئيس البلدية بالقول «لأول مرة يتم وقف الخروقات وفوضى العمران التي كانت تحدث وسط النسيج العمراني والمتعلقة بعدد الطوابق. لقد أصدرت مذكرة عدم منح طوابق تزيد عما هو مدرج في مخطط التعمير». وفي الجانب الاجتماعي أشار شوشان إلى رفع عدد المساعدات والإعانات الموجهة للمعوزين، من 5000 إلى 8000 إعانة، منوها إلى ضعف ميزانية البلدية. حسين دريدح