أعطى وزير الري طه دربال، أول أمس من عنابة، إشارة انطلاق الحملة الوطنية للقضاء على التسربات المائية بشبكات التوزيع ومكافحة التوصيلات العشوائية، وتم تنصيب لجنة مختصة باشرت عملها لتعميم التجربة عبر كامل تراب الوطن. وشدد الوزير على ضرورة ضبط برنامج عمل، وتنظيم عملية التدخل لإصلاح التسربات في جميع الأوقات، قائلا «من غير المعقول التبليغ عن تسرب في حدود الساعة الثالثة زوالا، وتأجيل صيانته إلى اليوم الموالي هذه ممارسات معروفة ويجب أن تنتهي كون التزود بالمياه خدمة عمومية تستعدي التدخل الفوري وتنظيما مسبقا لفرق العمل وضمان المناوبة». في سياق متصل، أكد دربال ضرورة إنجاز مختلف المشاريع المتعلقة بالصيانة في موعدها، والتخلص من إشكاليات التأخر في التسليم وإنهاء الأشغال، وقال «مكامن الضعف الموجودة في المشاريع هي عدم التسليم في الآجال، وانعدام الجودة في الإنجاز، ولا يمكن التسامح في حال تكررت مرة أخرى كون توزيع المياه له ارتباط مباشر بالمواطنين». وشهدت ولاية عنابة انطلاق مشروع تجديد شبكة توزيع المياه الشروب للقضاء على التسربات على مسافة 198 كلم ليشمل 10 بلديات، وهو مقسم إلى 22 حصة بقيمة 200 مليار سنتيم، حسب الشروحات التي قدمت لوزير الري، الذي أمر بعدم تسبب الأشغال في إعاقة حركة السير وتنغيص حياة المواطن، مؤكدا على إنجاز هذا المشروع في أقصر فترة ممكنة بالإضافة إلى ضمان جودة الأشغال. وذكر المتحدث، بأن عنابة عرفت صعوبات في التزود بالمياه، جراء انخفاض منسوب سد الشافية الممون الرئيسي لسكان الولاية، ولكن حسبه، بفضل التساقطات المطرية في شهر جوان، والخطة التي وضعت لتسيير المخزون، تم تجاوز فترة موسم الاصطياف بطريقة مقبولة. وتطرق الوزير إلى مشروع محطة تحلية مياه البحر بكدية الدراوش في ولاية الطارف، مؤكدا الوقوف على انطلاق أشغال ربط المحطة بالشبكة الرئيسية لتوزيع المياه الصالحة للشرب، لتموين سكان ولايات عنابة، الطارف، قالمة وسكيكدة، كما يسمح بالقضاء نهائيا على مشكلة التزود بالمياه والاختلالات الموجودة حاليا، إلى جانب وضع خطة لتقديم خدمة عمومية ترقى لتوجيهات رئيس الجمهورية، وذلك وفق جداول زمنية تلقى رضا المواطن. وعن سد بوحديد الجاري إنجازه بعنابة، أمر دربال بتجاوز التأخر في المشروع، وطالب بالعمل بنظام 3 فرق خلال 24 ساعة، ابتداء من يوم غد الأحد، مع تكليف مدراء مركزيين بتفقد تطور وتيرة الأشغال ومدى الاستجابة للتعليمات كل 15 يوما، لضمان دخول هذا المشروع الحيوي حيز الخدمة، وحماية أجزاء من مدينة عنابة من الفيضانات، كما تعهد القائمون على الورشة بإنهاء الأشغال خلال الثلاثي الأول من سنة 2024. وفي نفس السياق وضمن تحسين وتطوير الخدمة العمومية للمياه، قام وزير الري بوضع حيز الخدمة ل 4 خزانات مائية بمرتفع حي سيدي عاشور، بسعة 000 10 متر مكعب، بحيث يهدف هذا المشروع إلى رفع القدرات التخزينية للولاية، بما يحسن من عمليات التوزيع للماء الشروب لفائدة سكان الجهة الغربية لمدينة عنابة. وفي ختام الزيارة عاين الوزير مشروع إزالة مصبات مياه الأمطار على مستوى منطقة توسع ميناء عنابة، وكذا تغيير وتحويل مسار قنوات الدفع للتطهير بمحطة الرفع الرئيسية بسيدي إبراهيم، نحو محطة التصفية والقناة الحزامية لوادي بوجمعة، بالإضافة إلى إنجاز معبر أسفل السكة الحديدية والطريق الوطني رقم 44، وإنجاز محطة لرفع المياه القذرة والأمطار بحي سيبوس مع إعادة نظام مستوى التطهير بالمنطقة.