تجاوز عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أمس السبت، عتبة الألفين وأزيد من 8 آلاف جريح، مع تفاقم الوضع في المستشفيات، مقابل مواصلة جيش الاحتلال ارتكاب مجازر في حق المدنيين وجرائم ضد الانسانية، وسط صمت دولي وغطاء غربي. واستمر جيش الاحتلال، أمس السبت ولليوم السابع على التوالي في استهداف المدنيين المحاصرين في قطاع غزة الجريح، حيث ارتقى أمس 256 شهيدا وإصابة حوالي الألف بجراح، وذلك من خلال استخدام أسلحة ثقيلة وقصف متواصل من سلاح المدفعية والطائرات الحربية، ما رفع العدد الإجمالي للشهداء منذ بداية معركة «طوفان الأقصى» إلى 2215 و8714 جريحا، بينما ارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 54 وحوالي 1100 جريح. وناشدت وزارة الصحة الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخل لفتح معابر إنسانية من أجل إيصال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى المؤسسات الاستشفائية التي تعمل بأقصى طاقة لها منذ أيام، حيث بلغت الكثير منها نقطة الانهيار، فيما تم الإعلان عن خروج المستشفى الميداني الأردني عن الخدمة بشكل كلي بعد تعرضه للقصف من قبل الاحتلال الصهيوني، في وقت تم قصف محيط مستشفيات أرى بالقطاع. زيادة على ذلك، واصلت آلة القتل الإسرائيلية استهداف قوافل النازحين من المدنيين الذين هجروا شمال القطاع بحثا عن أماكن آمنة في جنوبه، حيث بلغ عدد المهجرين في أسبوع فقط بحسب ما أوردته منظمات حقوقية أزيد من مليون في ظرف أسبوع فقط، وهو رقم لم يسبق وأن تم تسجيله في أي مكان من العالم في فترة زمنية مماثلة، وهو ما يعني أن دولة الاحتلال تقوم بتطهير عرقي للقطاع، ومحاولة لتهجير سكانه بشكل تام. وبلغت «عربدة» الاحتلال درجات غير مسبوقة، بعد ما طالب جيشها بإخلاء مستشفى القدس، تابع للهلال الأحمر الفلسطيني بغزة، تمهيدا لقصفه، وهو الأمر الذي قابله الطاقم الطبي بالرفض، وذلك لاستحالة إجلاء المصابين. وبحسب ما تناقلته وسائل إعلام فلسطينية وعربية، فقد أصبح القطاع غير آمن بشكل كلي ولا وجود لأماكن يستطيع المدنيون اللجوء إليها هربا من القصف الانتقامي الصهيوني، وهو ما يؤكده العدد الكبير من الأطفال الذين استشهدوا خلال هذه العمليات الهمجية. وعلى الرغم من الحشد الكبير لعساكر الاحتلال في غلاف غزة، والتلويح بالهجوم البري خلال ساعات الليل، واصلت كتائب القسام استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي عبر قصف المدرعات والآليات الثقيلة موقعة بهم خسائر كبيرة، مع الإعلان عن دخول قذائف جديدة أُطلق عليها اسم «الياسين» المعركة، حيث نشر الإعلام الحربي للكتائب مقاطع فيديو لهذا السلاح الجديد وإحدى العمليات النوعية التي تم خلالها استهداف مدفعية الاحتلال وتدميرها. كما وجهت المقاومة الإسلامية الفلسطينية رسالة شديدة اللهجة إلى الجيش الصهيوني تحذره فيها من مغبة تنفيذه لاجتياح بري، حيث تم نشر فيديو يعرض استعداد المقاومة مجابهة القوات البرية ووقف تقدمها. و واصلت حكومة الاحتلال تعتيمها الإعلامي على يتكبده جيشها واقتصادها من خسائر كبيرة، مع استمرار سقوط صواريخ المقاومة على المستوطنات، مع تسجيل وقف بث قناة الأقصى التابعة ل «حماس» على أحد الأقمار الصناعية الأوروبية. زيادة على ذلك، فقد أعلنت كتائب القسام عن مصرع 9 من الجنود الاسرائليين الأسرى لديها جراء القصف المتواصل على القطاع.