شدّد وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد على ضرورة توفير أجهزة التدفئة عبر جميع المؤسسات التعليمية تحضيرا لموسم البرد، كما أمر إطارات القطاع على المستويين المركزي والمحلي بالسهر على ضمان النقل المدرسي، والوجبات الغذائية الساخنة. ترأس وزير التربية الوطنية مساء أول أمس الأحد ندوة وطنية عبر تقنية التحاضر عن بعد، شارك فيها إطارات بالإدارة المركزية ومدراء التربية الوطنية، خصصت لمتابعة عمليات التحضير لفصل الشتاء، ومدى جاهزية المؤسسات التربوية لاستقبال التلاميذ في أحسن الظروف خلال موسم البرد، وفق بيان صدر عن ذات الهيئة عقب الاجتماع. واستغل الوزير اللقاء لتقديم التوجيهات والتعليمات لمدراء التربية الوطنية، والإطارات المركزية المشاركة في الندوة، بضرورة اتخاذ تدابير استباقية لمعالجة النقائص التي قد تسجل عبر المدارس في مجال التدفئة، مع التأكد من جاهزية كافة المؤسسات التعليمية لاستقبال موسم البرد، تنفيذا للأوامر المسداة في ندوات وطنية سابقة، المنعقدة منذ شهر مارس المنصرم حول تحسين ظروف الدراسة. وأعلن المتدخل بالمناسبة عن تنصيب جهاز دائم للتتبع الآني لتوفير التدفئة عبر كافة المؤسسات، والسهر على معالجة النقائص إن وجدت، مؤكدا عدم السماح بوجود مدارس دون تدفئة، باعتبارها من الضروريات لضمان استمرار الدراسة خلال فصل الشتاء، لا سيما في المناطق الداخلية التي تعرف انخفاضا محسوسا في درجات الحرارة. ويذكر بأن وزارة التربية الوطنية قامت السنة الماضية بإيفاد لجان تفتيش إلى الولايات للوقوف على مشاكل التدفئة، قصد تدارك الوضع والإسراع في تجهيز المؤسسات التي اشتكى فيها التلاميذ والأساتذة من نقص وسائل التدفئة، أو إصلاح الأجهزة التي تعطلت بالتنسيق مع السلطات المحلية التي تسهر على تسيير المدارس الابتدائية، وذلك في إطار مواجهة موجة البرد التي شهدتها عدة مناطق السنة الماضي. كما أمر بلعابد خلال نفس الندوة، بإطلاق حملة تحسيسية واسعة لفائدة التلاميذ لشرح مخاطر أحادي أكسيد الكربون الناجم عن سوء استعمال وسائل التدفئة، بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية التي تنظم بدورها سنويا حملات إعلامية للوقاية من القاتل الصامت، تُقدم خلالها النصائح حول الطرق السليمة لاستخدام المواقد التي تعتمد على غاز المدينة أو القارورة، من ضمنها ضرورة ترك منافذ التهوية للسماح بخروج الغازات المحترقة. وشدد بلعابد لدى تطرقه إلى ملفي النقل والإطعام المدرسيين، على ضرورة اتخاذ كافة التدابير، وتكثيف الاتصال مع جميع المتدخلين الذين يسهرون على تموين هذه المرافق بالمواد الغذائية، من أجل تفعيل دورهم لضمان وجبات ساخنة للتلاميذ، وذلك بعد أن تمكن القطاع من تعميم الإطعام على أغلب المؤسسات التربوية، خاصة المدارس الابتدائية. وتجدر الإشارة إلى قرار رئيس الجمهورية بالإسراع في استحداث ديوان وطني للإطعام المدرسي، يتكفل بمعالجة الاختلالات والنقائص المسجلة على مستوى المؤسسات التعليمية، مع إعفاء البلديات الفقيرة من أعباء تسيير المدارس الابتدائية، بهدف تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ، ومحاربة التسرب المدرسي. وينتظر أن يتم قريبا الإفراج عن الإطار القانوني للديوان الوطني للإطعام المدرسي، الذي سيحدد مهام وصلاحيات هذه الهيئة، ودور المتدخلين في تنظيم وتسيير الإطعام المدرسي عبر كافة المؤسسات التعليمية، قبل الشروع في تفعيلها. كما خص الوزير موضوع النقل المدرسي بتوجيهات صارمة، تمحورت في مجملها حول ضرورة ضمان ديمومة هذه الخدمة، خاصة في المناطق التي تبعد عنها المؤسسات التعليمية، وكذا الأحياء السكنية الجديدة التي استقبلت مرحلين من بلديات مجاورة، في انتظار تشييد مرافق إضافية لاستيعاب العدد المتزايد للتلاميذ بالمدن الجديدة التي تم استحداثها في إطار التوسع العمراني.