الاعتزال المبكر لركائز الخضر ليس بريئا اعتبر جون ميشال كافالي المدرب الوطني السابق اعتزال ثلاثة ركائز للخضر دفعة واحدة أمرا محيرا ، موضحا في حوار هاتفي خص به النصرأمس، أنه سبق وأن درب عنتر يحيى وبلحاج ومطمور خلال إشرافه على الخضر ويعرف جيدا ذهنيتهم. وحسب التقني الفرنسي، فإن الاعتزال الدولي لهذا الثلاثي، يشكل في نظره هروبا إلى الأمام، طالما أن اللاعبين المعنيين، بإمكانهم اللعب لسنوات أخرى، مشيرا إلى انه لا يستبعد أن تشمل هذه الموجة كوادر أخرى مستقبلا. ما هي قراءتك للاعتزال الجماعي لكوادر الخضر عشية أول تربص بفرنسا؟ دعني أقول لك، بأنني تفاجأت، بتزامن إعلان ثلاثة أساسيين عن اعتزالهم دوليا مع أول تربص للخضر بفرنسا تحسبا للاستحقاقات الرسمية القادمة. فصراحة، أعتبر الأمر غير بريء، وهروبا من المسؤولية، بل ينم عن حسابات مسبقة، في ظل سياسة التشبيب التي شرع فيها رواد الكرة الجزائرية. بما أنك أشرفت على هذا الجيل من اللاعبين في خطواته الأولى مع الأفناك كيف تفسر الأمر؟ بكل تأكيد، هناك عوامل وأسباب خصوصية وراء انسحاب كل لاعب، لكن، وهذا من منظوري الخاص، يجب أن نضع كل طرف في حجمه الحقيقي. فمن خلال احتكاكي بهذا الجيل من اللاعبين منهم عنتر يحيى وبلحاج ومطمور و زياني و بوقرة و بوعزة و صايفي، يمكن لي أن أؤكد، بأن الثلاثي الذي فضل الاعتزال مبكرا يكون قد شعر بخروجه الوشيك من الباب الضيق، ولو أن مطمور فاجأني كثيرا. وهنا، أجزم بأن هؤلاء وضعوا مصالحهم الشخصية في المقام الأول، في وقت كانوا يتهافتون على حمل الألوان الوطنية قبل منحهم فرصة الالتحاق بالخضر. لو كنت اليوم مكان حليلوزيتش كيف ستتعامل مع الموقف؟ لقد عملت على رأس المنتخب الجزائري لمدة 16 شهرا من جويلية 2006 مكان مزيان إيغيل إلى أكتوبر 2007، وغادرت بسبب محاولة إجباري على العمل مع سعدان بعد الإقصاء من «كان 2008» بغانا، حيث خرجت بقناعة واحدة، وهي أن التعامل بالكيفية المطلوبة مع الخضر ومحيطهم ليس بالأمر الهين في ظل بعض العوامل، والحسابات حتى لا أقول المضايقات. فشخصيا، أرى، بأن الأمور ما كانت لتصل إلى هذا الحد، لو لا السياسة الجديدة التي تبناها الجهاز الفني الوطني بتزكية من المشرفين على الكرة الجزائرية. فتمنيت لو بقى نفس التعداد إلى غاية مونديال 2014، خاصة وأن مطمور وبلحاج ويحيى بإمكانهم تقديم أشياء إيجابية للأفناك. هل من توضيحات أخرى؟ ما أريد الوصول إليه، أن المحترفين وبعد تضحيات كبيرة خلال سنواتهم الأولى مع الأفناك، بدأوا يشعرون بنوع من التهميش، والخوف على مكانهم، ما جعلهم يسارعون إلى إيجاد سبل للحفاظ على سمعتهم والتركيز أكثر على فرقهم، خاصة وأن الكثير منهم غير أساسي بالمعنى الصحيح في ناديه ومن ثمة يريد تأمين مستقبله حتى لا تكون الخسارة مزدوجة. ألا ترى بأن الأمر له علاقة بالتهميش المتواصل لزياني؟ لا أعتقد، بأن هذا الاعتزال الجماعي يعد تضامنا مع زياني، بل المسألة وبكل بساطة تحمل في طياتها تفسيرات مغايرة سبق وأن ذكرتها. معنى هذا أن الموجة مرشحة لأن تتواصل؟ هذا صحيح، لا استبعد أن تشمل عناصر أخرى من ذات الجيل، وهو ما قد يضع فعلا حليلوزيتش أمام حتمية اتخاذ احتياطاته ومراجعة حساباته. حاوره: محمد مداني