ماذا يعني انسحاب ثلاثة لاعبين دوليين كبار دفعة واحدة من المنتخب الوطني، وهل يمثل ذلك بداية نهاية جيل كروي قاد الجزائر إلى المونديال، أم أن هذا الانسحاب له خلفيات لها علاقة بسن هؤلاء، وفي الحالتين همسكبير وتأويلات تحتاج إلى توضيح . الذين يعرفون عقلية بلحاج وعنتر يحيى ومطمور الذين قرروا اعتزال اللعب دوليا، يدركون من الوهلة الأولى أن هؤلاء يشكلون النواة القوية للوبي الأكثر قوة داخل المنتخب الوطني والذي عانت من ''تقلاشه'' الأطقم الفنية التي تداولت على العارضة الفنية للمنتخب، قبل مجيء سعدان وعند مجيئه وبعد رحيله بمجيء بن شيخة ومن بعده حليلوزيتش. ويبدو أن إبعاد زياني كانت له قراءة دقيقة لدى هؤلاء الثلاثة، فهم يرون فيه بداية ثورة من الفارنكو-بوسني على جيل ما قبل المونديال، وأن هذه الثورة قد تطالهم اليوم أو غدا أو بعدهما، طالما أن حليلوزيتش بات يتحدث صراحة عن توظيف خيارات جديدة بأوراق جديدة مع بروز جيل جديد من اللاعبين الذين يلعبون على مستويات عليا من أمثال فيغولي الذي يلعب في أقوى بطولة في الدنيا (الليغا الإسبانية) ومصباح الذي يلعب في الكالتشيو الإيطالي وكادامورو الذي يلعب في الليغا أيضا، وهم يرون في لهجة حليلوزيتش رسالة صريحة موجهة لهم، ولذلك فضلوا الانسحاب بشرف قبل أن يسحب البساط أو تكويهم حرارة ''خيمة الاحتياطيين'' التي رفضها زياني وكانت سببا في إبعاده من المنتخب مثلما قال حليلوزيتش. لكن المحير في كل الذي حدث هو أن مطمور وفي انتظار أن يتكلم للرأي العام الكروي، تسرع في اتخاذ قرار اعتزاله اللعب دوليا، وذلك لصغر سنه (26 سنة)، إلا إذا كان هذا اللاعب قد فكر في تكريس وقته لناديه فرانكفورت مثلما أشار إليه موقع هذا النادي. وحتى تتضح الرؤية أكثر فأكثر؛ فإن الرأي العام بات يخشى من توالي الانسحابات من المنتخب الوطني، بتوسع رقعة من يريدون ترك المنتخب الوطني من جيل زياني تضامنا مع هذا الأخير، أو تعبيرا عن عدم رضاهم على تصريحات حليلوزيتش الذي يجيد إطلاق التهم كلما شعر بأن هناك تذمرا داخل المنتخب، وربما يكون ''الماجيك'' بوقرة الوجه القادم الذي سيعلن اعتزاله قريبا طالما أنه يشكل أحد أبرز وجوه اللوبي الخليجي، الذي بات يشعر أن مستقبله في الفريق الوطني يمر عبر الجلوس على كرسي الاحتياط، لكن يبقى على حاليلوزيتش أن يخرج لنا تصوره ومعالجة الموقف قبل أن يعتزل جيل مونديال 2010 ولا نجد الأدوات التي نمهد بها للمونديال الذي يليه.