أغلبية المتعلمين الأطفال بحاجة لتطوير المهارات الأساسية قال أمس، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد، إن حوالي 70بالمائة من المتعلمين الأطفال في الجزائر، لا يستطيعون التحكم في المهارات الأساسية للتعلم، بما في ذلك مهارة إخراج الأصوات بشكل جيد و مهارة القراءة ومهارة الحوار، فضلا عن مهارة الكتابة، ومعنى ذلك حسبه، أن المهارات الأساسية في عملية التدريس لم تتحقق في الطور الأول. وأضاف بلعيد، خلال ملتقى وطني حول مشكلة فقر التعلم، أُقيم بالمدرسة العليا للأساتذة آسيا جبار بقسنطينة، بأن بداية انخفاض المستوى اللغوي لدى المتعلمين تعود إلى سنة 2015، ثم سنة 2019 بسبب جائحة كورونا والانقطاع وابتعاد المتمدرسين عن مقاعد الدراسة، واعتماد التدريس عن بعد، وهذا ما أدى إلى تراجع مهارة القراءة، بحسب ما أظهره تقرير صادر عن البنك الدولي. وأوضح رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، بأن هذا الإشكال هو ما يُطلق عليه فقر التعلم، وقد تطرق إليه البنك الدولي في تقرير شمل مجموعة من دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط منها الجزائر، وأكد بلعيد على خطورة هذا الفقر الذي يلحق بالتلاميذ من ناحية التحكم في اللغة العربية، وقال بأن الدول لا تتطور دون لغتها الأم، فلم يثبت أن دولة في العالم تقدمت باللغة الأجنبية، لأن اللغة بحسبه هي ما ينتج العلم. و أشار أيضا، إلى ضرورة تحقيق الرفاهية اللغوية، واعتبر بأن من واجب النخبة التي تصنع الأجيال أن تحصل على المرافقة العلمية التي تساهم في التخلص من الفقر اللغوي عن هذا الجيل، وذلك بمنح الأولوية لتعليم المهارات الأساسية، والعمل على بناء المعرفة اللغوية لاكتساب مهارات القراءة والكتابة والرياضيات فضلا عن المنطق والفلسفة، كما لفت إلى أهمية استغلال تطور الذكاء الصناعي لتطوير اللغة العربية ونشر استخدامها في كل التعاملات والمجالات. من جهته، أوضح مدير المدرسة العليا للأساتذة، رابح طبجون، بأن الملتقى يندرج في إطار الشراكة مع المجلس الأعلى للغة العربية، ووزارة التربية الوطنية، وأضاف بأن فكرة اللقاء جاءت بناء على تقرير قدمه صندوق النقد الدولي حول فقر التعلم في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وقد بُرمجت ثلاث ندوات، الأولى احتضنتها قسنطينة، بينما ستُعقد ندوة الغرب في تلمسان، وندوة الجنوب في واد سوف، لمناقشة هذه الإشكالية والبحث عن سُبل للإصلاح التربوي والتعليمي، واعتبر طبجون بأن الضعف على مستوى التواصل والتعبير خلف مشاكل أخرى مثل التسرب المدرسي والعنف بين المتعلمين، مرجعا ذلك إلى عدم القدرة على التحاور وافتقارهم لتقنيات التعبير. حضر الفعالية أساتذة وباحثون من مختلف الجامعات الجزائرية عبر تقنية التحاضر عن بعد أيضا، ومفتشون تربويون، فضلا عن طلبة المدرسة العليا للأساتذة، كما أكد الأساتذة من خلال مداخلاتهم على ضرورة التكوين الجيد للأستاذ، لاسيما ما تعلق بالتعامل مع بعض النصوص الموجهة للقراءة، أو مع الشعر الجاهلي، كما عرضوا مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعد في معالجة فقر التعلم وإثراء الرصيد اللغوي للتلميذ، منها الاعتماد على المسرح، والإذاعات والمجلات المدرسية فضلا عن إعادة النظر في تأليف الكتاب المدرسي من ناحية المضمون والإخراج.