نجح قطاع التعليم العالي في كسب رهان عصرنة الجامعة، بعد أن بلغ صفر ورقة في التسجيلات والتحويلات والخدمات الجامعية هذه السنة، وذلك بفضل بطاقة رقمية موحدة متعددة الاستعمالات تسهل مختلف التعاملات، و تفك قيود التنقل الإجباري للطلبة لإتمام الإجراءات الإدارية و استلام الكشوف. استطلاع / أسماء بوقرن وأكد مشرفون على العملية بجامعة قسنطينة 03، بأن البطاقة قلصت نفقات الجامعة وركزت الجهود على تطوير التعليم والبحث العلميين، كما أنهت معاناة الطلبة، الذين أعرب بعضهم للنصر، عن ارتياحهم لتحسن البيئة الرقمية في الجامعة. تعاملات رقمية بين الطالب والإدارة تنقلت النصر، بين عدد من كليات جامعة قسنطينة 03، وتقربت من طلبة بعض التخصصات للوقوف على مدى فاعلية البطاقة الرقمية، وما إن كانت قد مكنت فعليا من القضاء على جانب من العراقيل البيداغوجية وخففت معاناة التسجيل والاستفادة من خدمات القطاع. لفتنا ونحن نتجول داخل مقر رئاسة جامعة قسنطينة 03 صالح بوبنيدر، غياب مظاهر الفوضى التي كانت تسبق وترافق إجراءات التسجيل المتأخرة وعمليات التحويل العالقة بسبب الوثائق الإدارية، وحين تقربنا من بعض الطلبة في محيط الجامعة، لمسنا استحسانا كبيرا من قبلهم، حيث ذكروا امتيازات كثيرة للبطاقة، وأجمعوا على أن الإجراء ساهم في تطوير البيئة الرقمية في الجامعة وأحدث نقلة نوعية في القطاع ككل، بعدما أصبحت تعاملات الطالب والإدارة رقمية بشكل كامل. وممن تحدثنا إليهم خلال استطلاعنا، تسلين سقاني طالبة سنة أولى بكلية الطب، قالت إنها من ولاية ميلة، وقد وجدت سهولة كبيرة في التسجيل، حيث حصلت على بطاقتها الرقمية بمجرد إنهاء التسجيل على منصة»progres»، إذ أتمت كل الإجراءات عبر تطبيق «webetu»، كما دفعت مستحقات التسجيل عن بعد، عبر تطبيق «بريدي موب»، و أنهت كل التفاصيل البيداغوجية المتعلقة بالإيواء والإطعام، وهي تسهيلات ثمنها كذلك زميلها الطالب خليل غريبي، القاطن بقسنطينة، والذي لم يصادف حسبه، أية عراقيل و وجد سهولة كبيرة في التسجيل، مؤكدا بأن النسخة الرقمية لبطاقة الطالب جمعت كل البطاقات الكلاسيكية القديمة، كما سهلت مأمورية إدارة الجامعة. وقالت آية قشي، طالبة بجامعة قسنطينة 03، بأن البطاقة نجحت بشكل فعلي في عصرنة قطاع التعليم العالي وفي تطوير نظام التعليم و التواصل مع الأساتذة عن بعد. تطبيق «webetu» بوابة بيداغوجية للطلبة بطاقة الطالب هي بطاقة رقمية موحدة متعددة الاستعمالات، يمكن تفعيلها بالهواتف الذكية للطلبة عبر تطبيق «webetu»، وهو تطبيق رسمي خاص بالهاتف المحمول للطالب الجزائري كما يعد بوابة متنقلة تجمع بين الخدمات الرسمية المتاحة لطلبة الجامعة، حيث تقدم البطاقة مجموعة من الخدمات عبر التطبيق، الذي يتيح عديد الخيارات المتعلقة بالبيانات البيداغوجية، منها خانة خاصة بالتسجيلات تتوفر على معلومات تحمل اسم المؤسسة الجامعية التي ينتمي إليها، والمستوى والميدان والتخصص، وخانة خاصة بالمجموعة والفوج الذي ينتمي إليه، وأخرى تتعلق ببرنامج الامتحانات، وخانة خاصة بنشر نقاط الامتحانات ونتائج المداولات للسداسيين الأول والثاني، وكشف النقاط الذي خصصت له خانة محددة، فضلا عن بوابة لتواريخ العطل الجامعية وأخرى تتعلق بالمستحقات التي يتعين على الطالب تسديدها، كما تتوفر على رابط يسمح للطالب بالولوج للموقع الإلكتروني الخاص بالوزارة. * الدكتور سليم بوصبع مكلف بالبيداغوجيا بجامعة قسنطينة 03 البطاقة قضت على عراقيل بيداغوجية كثيرة أوضح الدكتور سليم بوصبع، مكلف بتسيير نيابة مديرية جامعة قسنطينة 03 للبيداغوجيا، بأن الطالب اليوم، لم يعد مجبرا على استخدام عدة بطاقات لإثبات انتمائه للجامعة والاستفادة من الخدمات المقدمة، بعد أن نجح قطاع التعليم العالي في توحيد بطاقة رقمية متعددة الاستعمالات، ومنح أخرى بالتوازي وهي بطاقة هوية ورقية مغناطيسية، تتوفر على رمز سري موصول بقاعدة البيانات الشخصية للطالب، ما يتيح له الانتقال بحرية في الجامعة و ولوج الكلية، فبمجرد تمريرها على القارئ الآلي تظهر إشارة خضراء في ثانية تثبت مصداقية البطاقة، وتؤكد انتماء الطالب للجامعة الجزائرية لكون النظام موصولا بقاعدة بيانات وطنية، كما يمكن استخدامها للاستفادة من خدمات المكتبة والمطعم والإقامة الجامعية و النقل كذلك، مردفا بأن الإجراء الرقمي مكن من تنظيم قطاع النقل الجامعي على سبيل المثال وفرض إجبارية تسديد المستحقات، بعد أن كان البعض يتهربون من دفعها. وأكد المتحدث، أن امتيازات البطاقة الرقمية لا تحصى، لإحداثها قفزة نوعية في قطاع التعليم العالي، بالقضاء على مظاهر الفوضى مع بداية كل موسم جامعي خاصة في فترة التسجيلات والتحويلات والتعاملات الورقية، التي كانت تجبر طلبة باقي الولايات على التنقل الدائم لدفع ملفات، تؤرق الطالب وتكلفه ماديا، كما قلصت تكاليف الطباعة والورق ووفرت الجهد على الطالب و موظفي إدارة الجامعة، حيث نجحت جامعة صالح بوبنيدر مع بداية الموسم، في تسليم البطاقات قبل أسبوع من انطلاق الدراسة، إلى جانب التنسيق مع مصالح الخدمات الجامعية لتوزيع الغرف للمقيمين. * إيمان قدور مسؤولة المنصة وعضو باللّجنة الوطنية للرقمنة حررت الطلبة وألغت إلزامية الحضور من جانبها قالت، إيمان قدور رئيسة مصلحة التكوين المتواصل و مسؤولة المنصة الرقمية «progres» بالجامعة، وعضو اللجنة الوطنية للرقمنة، إن أهم مكسب تحقق بفضل البطاقة هو رفع حمل ثقيل عن كاهل الطلبة وبالأخص الجدد، الذين كانوا يتحملون أعباء رحلة ذهاب وإياب بين ولايتهم والجامعة للتسجيل، خاصة قاطني المناطق المعزولة، أين يضطر الوالد في بعض الأحيان لمرافقة ابنته لدفع ملفات التسجيل والإقامة والمنحة الجامعية وغيرها، ما كان يحرم الطلبة الجدد من العطلة الصيفية لارتباطهم بمواعيد التسجيلات التي تستغرق فترة طويلة نوعا ما، وتستدعي التنقل الشخصي إلى الحرم الجامعي، وكلها صور باتت من الماضي. محدثتنا أضافت، بأن البطاقة الرقمية حررت الطالب، الذي لم يعد مطالبا بالحضور إلى مصلحة البيداغوجيا للقيام بإجراءات التسجيل، حيث وجد هذا الموسم حرية تامة في تحديد موعد ومكان قضاء عطلته، علما أن عددا معتبرا من الطلبة أتموا عملية التسجيل كاملة عن بعد كما قالت، مشيرة إلى أن أهم امتياز هو إلغاء إجبارية تسليم شهادة البكالوريا. وبهذا الخصوص، أوضح الدكتور سليم بوصبع، بأن القرار الوزاري 171 المؤرخ في 09 فيفري 2023 المعدل والمتمم، والذي ينص في مادته الثانية على أن عملية التسجيل تتم عبر الخط، يتيح للطالبة استخدام نسخة رقمية فقط عن شهادة البكالوريا، وهي نشح مصدقة وموثوقة لأنها تتضمن ذات الرقم التسلسلي، مشيرا إلى أن منصة «progress» تتوفر على المعلومات الخاصة بكل طالب حاصل على البكالوريا منذ سنة 2016، وذلك استنادا إلى قاعدة بيانات كبرى قدمتها وزارة التربية الوطنية لوزارة التعليم العالي. وحسب المسؤولين، الإجراء الرقمي خفف من المعاملات الكلاسيكية و قلص الوقت وساهم في تركيز جهود القائمين على العملية على غرار الأساتذة، الذين باتوا أكثر تفرغا للتدريس والبحث العلمي والإبداع، و أكد الدكتور بوصبع، بأنه و بفضل تضافر جهود الجميع وبإشراف من رئيس الجامعة البروفيسور مراد حمدوش، فقد تجند كل الطاقم البيداغوجي لنيابة مدير الجامعة، وحتى على مستوى الكليات، لإنجاح التجربة في بدايتها كما لمس تغيرا على مستوى التعامل الإداري، الذي أصبح أكثر سلاسة، خاصة في ظل تجاوب الطلبة مع العملية. تسليم 92 بالمائة من العدد الإجمالي للبطاقات وكان أهم تحد رفعته جامعة قسنطينة 03، منذ انطلاق الموسم، هو إتمام تسجيلات طلبة كلية الطب لأن لديهم نظام تدريس خاص، لكن جامعة قسنطينة 03 كسبت الرهان ونجحت حسب بوصبع، في إدخال 10 آلاف طالب للمنصة، حيث قاموا بإعادة التسجيل عبر الخط ودفع المستحقات باستخدام البطاقة الدفع الذهبية الخاصة بهم أو بأحد الأقارب، وقال إن عدد البطاقات المسلمة بلغ 14398، وذلك على مستوى الجامعة التي تحصي 15731 طالبا موزعين على ست كليات ومعهد، وهي نسبة إنجاز تناهز 92 بالمائة من العدد الإجمالي علما أن النسبة المتبقية تخص طلبة لم يحضروا لاستلام البطاقات إما لانقطاعهم عن الدراسة أو لإعادة البكالوريا. «مودل» و «غوغل ميت» و «كلاسروم» لتسهيل الدراسة محدثنا قال، بأن العديد من التعاملات التقليدية تراجعت أو انتهت نهائيا، وذلك لتسهيل عملية التمدرس، بما في ذلك إشعار الطلبة مسبقا بغياب المحاضر أو الأستاذ و نشر محتوى الدروس أو المحاضرات عبر منصتين مخصصتين لذلك، الأولى داخلية و الثانية معتمدة من قبل الوزارة، و هي منصة «مودل» للتعليم عن بعد، في إطار التعليم الهجين، الذي يقوم على أساس تدريس المواد الأساسية والوحدات المنهجية حضوريا، والوحدات الأفقية والاستكشافية عن بعد، وهذا ما يجب مسايرته تحضيرا لأي طارئ قد يحدث، كما عبر مضيفا، بأنه سبق وأن تأكد نجاح التجربة خلال الجائحة، مؤكدا بأن العملية تلقى تجاوبا كبيرا، كما تتوفر منصة أخرى خاصة بالمنحة الجامعية وهي منصة «منحتي» المتاحة على بروقراس، أين يقوم الطالب بإجراءات المنحة و تحيين الملفات عن بعد. أ ب
