أكد أطباء مختصون في علاج سرطان الثدي السبت بولاية البليدة على ضرورة بذل المزيد من المجهودات لتحسيس النساء والمجتمع عامة بأهمية الكشف المبكر عن هذا السرطان الذي يعرف ارتفاعا في حالات الإصابة من سنة إلى أخرى. أجمع أخصائيون في الطب خلال لقاء تحسيسي علمي للوقاية من سرطان الثدي، نظمته جمعية "الفجر" لمساعدة مرضى السرطان بالمؤسسة الاستشفائية لزرع الأعضاء والانسجة بالمستشفى الجامعي "فرانس فانون"، بمناسبة شهر "أكتوبر الوردي"، على أن مثل هذه الأيام التحسيسية تساهم بشكل كبير في رفع نسبة الوعي بخطورة هذا المرض وبالتالي اكتشافه في حالاته المبكرة ما يزيد من نسب الشفاء منه. وأوضح في هذا الشأن رئيس جمعية "الفجر"، الدكتور الحاج مكراشي، أن الحملة التحسيسية التي نظمتها مصالحه في أكتوبر الوردي من السنة الفارطة أفضت إلى فحص أكثر من 3000 حالة بالتصوير الإشعاعي للثدي، وسمحت باكتشاف 140 حالة إصابة معظمها كانت قابلة للشفاء ولا تستدعي استئصال الثدي. وأضاف أن معظم الحالات سجلت لدى نساء في الأربعينيات، وأن عددها "في تزايد من سنة إلى أخرى"، مذكرا بالحملات التحسيسية السابقة التي نظمتها الجمعية والتي كشفت على سبيل المثال سنة 2017 عن اكتشاف 25 حالة لترتفع إلى 40 حالة في السنوات الأخيرة. من جهته، أبرز رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الدكتور الياس مرابط، أهمية رفع درجة الوعي والعمل الجواري التحسيسي حول المرض، مثمنا تنظيم مثل هذه اللقاءات التحسيسية التي اعتبرها "واجبا مهنيا" اتجاه فئة هامة من المجتمع. أما المكلف بتسيير مديريه الصحة والسكان، عبد النور صبور، فذكر في كلمته خلال اللقاء، بالبرنامج الذي سطرته مصالحه خلال هذا الشهر لتوعية النساء بأهمية الفحص المبكر والمتضمن تنظيم قافلة طبية متنقلة نحو المناطق النائية بالولاية وكذا أبواب مفتوحة بكافة المؤسسات العمومية للصحة الجوارية لزرع ثقافة الفحص المبكر لسرطان الثدي. وشدد معظم الأطباء الذين تدخلوا في هذا اللقاء على ضرورة إجراء النساء للتصوير الإشعاعي كل سنة على الأقل اعتبارا من سن الأربعين وقبل هذا السن بالنسبة للنساء اللواتي لديهن إصابات مماثلة في العائلة. للإشارة، يعد هذا اللقاء التحسيسي، أول نشاط افتتحته جمعيته ضمن البرنامج المسطر طيلة شهر أكتوبر الوردي والذي يتضمن تنظيم عدة أيام تحسيسية لفائدة النساء العاملات بمختلف الهيئات العمومية على غرار الأمن والدرك الوطنيين والجمارك ومصالح الولاية والمؤسسات التعليمية والجامعية والتكوينية وغيرها من اللقاءات التي سينشطها أعضاء وأطباء الجمعية كذلك لفائدة مختلف شرائح المجتمع. وأضاف أن مكتب الجمعية مفتوح أمام جميع النساء للاستفادة من عروض التخفيض الخاصة بهذا الفحص المقدرة بنحو 50 بالمائة، بعدما قامت هذه الأخيرة بإبرام اتفاقية مع مركزي أشعة بالولاية للسماح لأكبر عدد منهن بالاستفادة من هذا العرض.