يواصل الكيان الصهيوني ارتكاب جرائم الحرب بغزة، بعد أن استهدف أمس مدرستين تأويان نازحين بشمال القطاع، تضاف إلى قيامه بالترحيل القسري للمرضى والجرحى بمستشفى الشفاء، مع تسجيل اختطاف لجثامين شهداء، دون أن يأبه لأصوات الشعوب عبر مختلف دول العالم التي تطالب بوقف التقتيل واستهداف المدنيين. ولا تكاد تمر 24 ساعة إلا ويقوم الاحتلال الاسرائيلي بارتكاب مجزرة أخرى في حق المدنيين بقطاع غزة، حيث يبدو أن جرائم الحرب أصبحت من اختصاص هذا الكيان الذي قام أمس باستهداف مباشر لمدرسة تأوي النازحين بمنطقة الفاخورة شمال غزة المحاصرة ما أسفر عن ارتقاء حوالي 200 شهيد، ولم تمر إلا دقائق وجيزة حتى ارتكب مجزرة أخرى في حق المدنيين النازحين بمدرسة تل الزعتر، أمام عدسات الكاميرات التي توثق في كل لحظة الانتهاكات غير المستبوقة لآلة القتل الصهيونية. واستمر الكيان الصهيوني في دوسه على القانون الدولي والقيم الإنسانية بغطاء غربي، حيث قام جيشه بترحيل قسري للمرضى والمصابين من مستشفى الشفاء، عقب اقتحامه، في تصميم على قتل المتواجدين بعد أن نجوا في وقت سابق من قنابله وصواريخه، في حين أكدت مصادر طبية بقاء عدد من المرضى بالعناية المركزة وأطفال خدج عالقين داخل البناية لاستحالة نقلهم، بسبب ندرة الإمكانات وتخوفا على حياتهم، في وقت استشهد عدد من المرضى خلال عملية نقلهم. واعتبر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس ،الأزمة الإنسانية في غزة «أزمة للأمم المتحدة وللإنسانية كافة»، مجددا نداءه بضرورة وقف العدوان على مرافق الرعاية الصحية في القطاع. وأكد غيبريسوس، خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في غزة، ضرورة معالجة الوضع الراهن، داعيا إلى ضمان الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وإلى استعادة إمدادات المياه والكهرباء والوقود.وقال إن منظمة الصحة العالمية تحققت من وقوع 152 هجوما على المرافق الصحية في غزة، و170 في الضفة الغربية، محذرا من أن انقطاع العلاج يهدد حياة أكثر من ألفي مريض بالسرطان، وألف مريض بأمراض الكلى، و50 ألف مريض بأمراض القلب والأوعية الدموية، و60 ألف مريض بالسكري.كما لفت إلى أن 10 مستشفيات فقط من أصل 36 مستشفى في غزة ما زالت تعمل، مطالبا بضرورة تمكين مستشفى الشفاء من العمل، وبحماية المرضى والعاملين فيه، ومشيرا إلى أن التقارير الواردة تفيد بأن نحو 300 عامل صحي و650 مريضا مازالوا داخل المستشفى. كما قصفت طائرات الاحتلال منازل ومركزا ثقافيا ومسجدا وسط وجنوب قطاع غزة، بالتزامن مع حزام ناري متواصل شمال القطاع، ما أدى إلى إصابة عشرات المواطنين، وهو ما يفند مزاعم الاحتلال بأن جنوب القطاع هو مكان آمن، كما استهدف الطيران الحربي أيضا المسجد الكبير في «مخيم المغازي» وبذلك تكون قوات الاحتلال استهدفت أكثر من 192 مسجدا في القطاع، دمر 56 منها بشكل كامل. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، قد أعلنت أمس الجمعة عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 11675 وإصابة نحو 32 ألف فلسطيني بجروح، منذ بداية العدوان الصهيوني الشامل على الشعب الفلسطيني، في قطاع غزةوالضفة الغربية في السابع من أكتوبر الماضي. وبالضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال 34 فلسطينيا من مناطق متفرقة وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت 4 مواطنين من رام الله وطوباس و7 آخرين من بيت لحم و21 مواطنا من الخليل، فيما اعتقل اثنان آخران من أريحا. وتشهد أنحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلتين بشكل يومي، حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع على الشباب الفلسطينيين.